السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل ان ابين لكم سبب تواجد المصطلحات الغنوصية والكابالية في التصوف الاسلامي الذي تاثر بالعقائد الوافدة على البلاد الاسلامية، لاباس ان اترجم ما جاء في فيديو يتحدث عن "الواحد" و "الوحدة"، الكلمتين اللتين هما وجهان لعملة واحدة، وفي الجزء الثامن ساواصل الحديث عن المصطلحين لانه عليهما ينبني التصوف الاسلامي المتاثر بالكابالا والغنوصية.
الرجل في الصورة اسفله والذي له مجموعة من المحاضرات في الكابالا
و الذي سبق ان ذكرت اسمه و ترجمت على الاقل محاضرتين له
اشار الى فكرة "الواحد" و"الوحدة" في محاضرة اخرى له وهي بعنوان
Le tout vers le UN cours du 5 avril 2016 RAV MARCIANO
على الرابط
http://media.masr.me/XLbJVGOnrHc
فكما تلاحظوت بان عنوان المحاضرة هو
Le tout vers le UN
الترجمة
الكل نحو "الواحد"
الا يذكركم هذا بما جاء في كلام جلال الدين الرومي المقتطف من كتاب
"بحثا عن الشمس من قونية الى دمشق" الذي كنت قد نقلته لردي رقم (369)
من هذا الموضوع جاء فيه
فقد قال اي جلال الدين الرومي كما جاء في هذا الكتاب
من وجهة نظر العرفان والتصوف العشقي، عشق جمال الموجودات يدل على
فقدان ثنائية "الانا" و "الانت"، اعلموا ان الاشياء كلها تتمازج في وحدة الكل
وذلك في عبارة "وحدة الكل"، وهي مرادفة لترجمة للعنوان اعلاه " الكل نحو "الواحد"،
الان اليكم ما قاله الرجل في محاضرته
الذي يصل الى ان يوجه روحه الى الله، اذا كان الانسان في اتصال دائم مع الله (....) فكرة التغيير غير موجودة لان الله واحد، التغيير يكون عندما نتباعد عن الواحد من الوحدة، وللاسف كلما ابتعد الانسان عن الله، كلما كانت التغييرات كثيرة، وكلما كانت التغييرات كثيرة، كلما كان التفكير مشوشا (.....) اذا كان بامكان الانسان ان يحتوي/يشتمل على كل تلك التغييرات في فكرة الوحدة، بعبارة اخرى في الله، في تلك اللحظة لن يكون هناك سوى الحب، السلام والوحدة، والعالم سيكون قد تم اصلاحه تماما (.....) اشار الى توحيد الجمع نحو الواحد، وكل التغييرات صادرة من الواحد من الوحدة، الكل يفيض من الواحد من الله، الله هو الواحد، هو الوحدة والحقيقة الكل يفيض من الواحد من الوحدة. الواحد الذي يصبح فيما بعد كثرة، الواحد الذي يعطي ولادة لاثنين، لثلاث، لاربع، لخمسة، لستة، لسبعة، الكل نابع من الواحد، مع الصفر لا يمكن لنا فعل اي شيء، مع الواحد يمكن لنا صنع الارقام، وعندما يخلق الله الانسان الذي هو كثرة، كل انسان سيكون له رؤيته الخاصة للاشياء، معرفته الخاصة ووعيه الخاص، وكل الهدف من البحث هو ان يتدرج كل واحد في الاخر ليشكلوا واحد، هو في الحقيقة الرابط مع الكثرة، لكي تصبح الكثرة سوى واحد، هو الكل الذي يصبح واحد، الخلود/الابدية هي الله (....) توجد اسماء مختلفة لله في العرف، منها (yod hé vav hé)، هذا هو tétragramme الذي في الاصل هو الكل، ما نسميه العرش، ف (yod hé vav hé) هو اسم اصلي، بعدها هناك وفرة من أسماء الله او مختلف الانكشافات لله، يعني ان الله سينكشف بطرق مختلفة (.....) هناك الله المركزي، الله الوحيد الذي هو (yod hé vav hé)، وبعدها هناك كل التفرعات/التشعبات، "ايلوكيم" الله في صيغة الجمع هو الله الذي يدخل في الطبيعة، ببساطة هي قوانين الطبيعة (.....) في الحقيقة (yod hé vav hé) و "ايلوكيم" هما نفس الشيء، فقط انهما ليسا في نفس القرينة، الله له مستوى علوي هو الله، لكن عندما ينزل نور الله، في هذه اللحظة يعطي ولادة لشيء آخر، لاننا كلما نزلنا اكثر هذا يعني اننا لسنا في نفس القرينة، لهذا يكون لدينا احساس كما لو انه ليس هو نفس الله، هناك وحدة هي بسيطة تماما (.....) قوانين الطبيعة هي كثرة، لكنها تجذب مصدرها من الواحد، من الوحدة، من الواحد الذي هو (yod hé vav hé)، الستة ايام من الخلق هي كثرة، في ال Chabbat لا يوجد الا واحد، ما الذي يفعله الاتحاد هو ال Chabbat، هو فكرة الواحد (....) الواحد خلق الكون الذي هو كثرة، في البداية لم يكن هناك سوى واحد، فيما بعد يصبح كثرة، هي كل العوالم، الكون (....) عمل الانسان هو ان يتواجد ويكون في تواصل مع الله، مع الواحد (.....) فكرة الحب هي متعددة، يعني ان فعلت شيئا لله لا يوجد اي عنصر (....) افعله فقط من أجل الله، يعني ألغي "أناي" تماما.
لاحظوا كيف تكررت كلمتين "الواحد" والوحدة"، وكيف انه يتم اقران الكلمتين
ببعضهما كما في هذا المقتطف على سبيل المثال
الله هو الواحد، هو الوحدة
وهذا يؤكد صحة كلامي اعلاه الذي قلت فيه
"الواحد" و "الوحدة"، الكلمتين اللتين هما وجهان لعملة واحدة
ايضا تكررت كل من كلمتين، هما كلمة "الجمع" على سبيل المثال
اشار الى توحيد الجمع نحو الواحد
ايضا كلمة "كثرة" على سبيل المثال
الواحد الذي يصبح فيما بعد كثرة
هذا الكلام يردده حرفيا الببغاوات من المتصوفة المسلمين سواء في عصرنا في بداية ظهور التصوف، وحتى الببغاوات من امثال "ابن سينا" و"الفارابي" كانا يرددان الكلام حرفيا لانهما تاثرا بالفلسفة الغنوصية التي هي اصلا مستقاة من الكابالا. وبالمناسبة الكاباليين لا يؤمنون على الاطلاق بفكرة الخلق، وانما يؤمنون فقط بفكرة "الفيض" التي هي ضد الخلق، وهم عندما يستعملون عبارة "الله خلق الكون" اما للتدليس على العامة وخداعهم، واما انهم يقصدون به شيئا آخر غير الخلق الذي يعرفه المسلمين والمسيحيين، وانما يقصدون به الصنع والابداع، وهذا ما اشار اليه هذا الرجل
الذي سبق ان ذكرت اسمه في الجزء السادس وهذا الموضوع وقلت بان
اللقاء معه يفضح المتصوفة المسلمين، لكن للاسف لم اجد وقتا لترجمة كلامه
كله،اليكم عنوان الفيديو من باب التذكير به
Les nouvelles religiosités
فالرجل اشار الى كون الغنوصيين والكاباليين وغيرهم استعمالهم لكلمة "الخلق" لا يقصدون به الخلق بالمعنى المتداول عند العامة، لانهم اصلا لا يؤمنون به وانما يؤمنون بالفيض، وقال بان الله عندهم لا علاقة له بالله عند المسيحيين والمسلمين واليهود وانما الله عندهم عبارة عن طاقة، يعني مجرد نور. وان شاء الله في الجزء الثامن ساترجم فيديوهات يصرح فيها بعض الكاباليين وغيرهم بان الله عندهم عبارة عن نور، لكن في الحقيقة انهم يخفون الههم الحقيقي الذي هو "ابليس"، فبدل ان يقولوا صراحة بان الله عندهم هو ابليس، يقولون بان الله هو النور او الطاقة وهم يقصدون بهما نور أو طاقة ابليس، في الجزء الثامن ساترجم لكم فيديوهات تتحدث عن اخفاء الماسونيين لالههم الحقيقي الذي هو ابليس
الان يخصوص الكلام
الواحد الذي يعطي ولادة لاثنين، لثلاث، لاربع، لخمسة، لستة، لسبعة،
الكل نابع من الواحد، مع الصفر لا يمكن لنا فعل اي شيء، مع الواحد
يمكن لنا صنع الارقام
لاحظوا كيف ان مفهوم "الواحد" عند الكاباليين مرتبط بالارقام، يعني ان الكل عبارة عن "واحد"، وهذا داخل في وحدة الوجود، وليس معنى "الواحد" مرتبط بمفهوم التوحيد كما يحاول الاغبياء الجهلة السفهاء من شيوخ المتصوفة كما يحاولون اقناع عامة المسلمين به، ومن يقولون عنهم عارفين وهم من اجهل الناس، فكلمة "الواحد، الوحدة" في الكابالا والغنوصية كلمتين مشبوهتين، قام الحمقى من المتصوفة باقحامهما في العقيدة الاسلامية وشرح معناهما بشكل مخالف تماما لاصل ظهور الكلمتين عند الغنوصيين والكاباليين وغيرهم، لكن المسلمين من غير المتصوفة هم الوحيدين الذين اذا استعملوا كلمة "الواحد" فهي فعلا بمعنى "التوحيد"، صحيح ان عامة المتصوفة يقصدون منها ايضا "التوحيد" لكن اصلا التصوف لا علاقة له بالاسلام، واستعمال كلمة "واحد" في التصوف هي جزء من عشرات المصطلحات الموجودة ايضا في الغنوصية والكابالا على راسهما "الجمع" و "الكثرة"، هذا ما ساتحدث عنه في ردي اسفله، لانه حتى لا يكون الكلام طويلا فانني ساواصل بقية الشرح والتعليق في ردي الموالي
تابع