عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-04-2019, 05:57 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,060
الدولة : Egypt
افتراضي هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام

هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام


أبو الهيثم محمد درويش


{هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ} :
المتأمل في خلق الملك سبحانه للسماوات والأرض في ستة أيام وهو القادر على قول كن فيكون , يعلم أن التمهل والصبر والأناة وعدم استعجال الثمرات من سنن الله في كونه.
خلق سبحانه السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على عرشه مرتفعاً عن مخلوقاته , يعلم كل أسرار ممالك كونه العلوية والسفليه , يعلم ما يدخل ويخرج وينزل ويصعد , كل كبير وصغير , معيته مع خلقه وعلمه وسع كل شيء.

له وحده الملك والتصرف وكلمته وحده هي الحق المبين الذي لا يأتيه الباطل, وأمره واجب الطاعة, ونهيه واجب الإذعان, وإليه وحده ترجع الأمور والأعمال ليجازي كل امريء بما كسبت يداه.
قال تعالى :
{هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۚ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ۖ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4) لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (5)} [الحديد]
قال السعدي في تفسيره:
{ {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ} } أولها يوم الأحد وآخرها يوم الجمعة { {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} } استواء يليق بجلاله، فوق جميع خلقه، { {يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ} } من حب وحيوان ومطر، وغير ذلك. { {وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا} } من نبات وشجر وحيوان وغير ذلك، { {وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ} } من الملائكة والأقدار والأرزاق.
{ {وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا} } من الملائكة والأرواح، والأدعية والأعمال، وغير ذلك. { {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} } كقوله: { {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} }
وهذه المعية، معية العلم والاطلاع، ولهذا توعد ووعد على المجازاة بالأعمال بقوله: { {وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} } أي: هو تعالى بصير بما يصدر منكم من الأعمال، وما صدرت عنه تلك الأعمال، من بر وفجور، فمجازيكم عليها، وحافظها عليكم.
{ {لَهُ ملك السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} } ملكا وخلقا وعبيدا، يتصرف فيهم بما شاءه من أوامره القدرية والشرعية، الجارية على الحكمة الربانية،{ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ } من الأعمال والعمال، فيعرض عليه العباد، فيميز الخبيث من الطيب، ويجازي المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.00 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.37 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.93%)]