عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-04-2019, 06:27 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,424
الدولة : Egypt
افتراضي إنك لا تهدي من أحببت

إنك لا تهدي من أحببت


يسرى الخطيب

كثيراً ما تجتاحنا رغبة ـ بدافع الحب - لنغير من أحبتنا وأبنائنا وإخواننا للأفضل، فنسعى جاهدين لإخراجهم مما هم فيه من ضعف أوسلبية أوضلال أوغير ذلك؛ ليعيشوا سعداء كما نتمنى.
لكننا نُصدم ببرودهم، ونصعق بإصرارهم على مواقفهم، حتى إنك لتشك بأنك تحبهم أكثر مما يحبون أنفسهم.
ربما تكون مشكلتنا أننا نكره أن نرى أحبتنا فاشلين، أو نرفض الاعتراف لأنفسنا بذلك. وهنا نسأل: ما مدى فاعليتنا في حياة من نحب؟ وهل نستطيع تغييرهم للأفضل؟
لعلّ علينا أن نعي الحدود التي نقف عندها مع الآخرين، فإننا لن نستطيع وضع قلوبنا في صدورهم، ولا عقولنا في رؤوسهم، إنها عيونهم وأفكارهم ومشاعرهم واختياراتهم وقضاء الله فيهم.
أتساءل: هل ثمة أشخاص مؤهلون على مستوى الإقناع، والحجة، والرحمة، والتأييد من الله تعالى، أكثر من الأنبياء والرسل؟
ومع ذلك بقي بعض أزواجهم أو أبنائهم على الكفر. إنها سنة الله في هذا الإنسان الذي يعاند ويكابر، فهو الذي يختار طريقه، وهو الذي يدفع ثمن اختياراته في الدنيا والآخرة، )كل نفسٍ بما كسبت رهينة((المدثر:38).
وإذاكان تفاعلنا مع الآخرين تمثل رغبتنا أحد طرفيه، ورغبة الآخرين طرفه الآخر، فإن الحد الفاصل المهيمن على ذلك كله هو مشيئة الله سبحانه وتعالى. فما وزن رغبتنا أمام رغبتهم في أنفسهم؟ ثم ماذا لو كانت مشيئة الله فيهم ـ بعلمه ورحمته - على غير ما نحب ونتمنى؟
نعم، إننا نخطئ حين نظن أننا المعنيون مباشرة في إصلاح من نحب، لذا نحمِّل أنفسنا ما لا طاقة لنا به في تقمص دور أكبر من دورنا الحقيقي في ذلك.

لكن هذا لا يعفينا من أداء دورنا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتقديم النصيحة والدعاء لمن نحب.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.21 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.23%)]