
07-05-2019, 01:13 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,266
الدولة :
|
|
رد: مرحــبا بـالحبيب الـــوافد (احكام خاصة بالصيام)
أصحاب الأعذار في رمضان
اللجنة العلمية
حكم صيام صاحب العذر مع تحمل المشقة إذا كان صاحب العذر من مريض أو مسن غيرهما بلغ من الضعف ما يشق عليه الصيام مشقة شديدة فيجوز معها الفطر، ومع ذلك أراد أن يتحمل المشقة ويصوم، فهل يجزئه ذلك؟
اتفق أهل العلم على صحة صوم المسن وإجزائه في هذه الحالة.
قال السرخسي -رحمه الله تعالى-: " وأما الشيخ الكبير الذي لا يطيق الصوم فإنه يفطر ويطعم عن كل يوم نصف صاع من حنطة... ولنا أن الصوم قد لزمه لشهود الشهر، حتى لو تحمل المشقة وصام كان مؤدياً للفرض".
وقال النووي رحمه الله تعالى: " واتفقوا على أنه لو تكلف الصوم فصام فلا فدية، والعجوز كالشيخ في هذا، وهو إجماع".
وقال ابن قدامة: " فإن تحمل المريض وصام مع هذا، فقد فعل مكروهاً، لما يتضمنه من الإضرار بنفسه، وتركه تخفيف الله تعالى وقبول رخصته ويصح صومه ويجزئه".
أيهما أفضل لصاحب العذر الصوم أم الفطر ؟
اختلف أهل العلم في الأفضلية بالنسبة للمريض والمسافر، على أربعة أقوال:
القول الأول: أن الصوم مكروه، فالفطر أفضل، وإلى هذا ذهب الحنابلة.
قال ابن قدامة: " فإن تحمل المريض وصام مع هذا، فقد فعل مكروهاً، لما يتضمنه عن الإضرار بنفسه، وتركه تخفيف الله تعالى، وقبوله رخصته، ويصح صومه ويجزئه".
واستدل أصحاب هذا القول بما يلي:
1- قول الله سبحانه وتعالى: âŸwu"صلى الله عليه وسلم"(#ûqè=çFّ)s?& #246;Nن3|،àےR" صلى الله عليه وسلم"&á.
2- وقوله سبحانه وتعالى: âŸwu"صلى الله عليه وسلم"(#qà)ù=è?ِ/ن3ƒد‰÷ƒ"صل ى الله عليه وسلم"'خ/’n<خ)دps3è=÷kJ9$ #ل.
وجه الاستدلال: أن الآيتين الكريمتين تتضمنان النهي عن قتل النفس وإهلاكه، وهذا يقتضي النهي عن الإضرار بالنفس، فالصوم مع تحمل المشقة الشديدة فيه خوف هلاك النفس، وإضرار بها فيكره الصوم مع تحمل المشقة وجواز الفطر.
3- قول الرسول "صلى الله عليه وسلم": «إذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم».
وجه الاستدلال: أن النبي "صلى الله عليه وسلم"أمر بالإتيان بالمأمور حسب الاستطاعة، والصيام مع تحمل المشقة الشديدة فيه تحميل للنفس فوق طاقتها، فيكره.
4- أن الصوم مع تحمل المشقة وجواز الفطر فيه إضرار بالنفس، فكان مكروها.
4- أن الصيام مع جواز الفطر وتحمل المشقة ترك لتخفيف الله سبحانه وتعالى ورخصته، فكان مكروهاً.
القول الثاني: إذا تضرر بالصوم فالفطر أفضل من الصوم وإلا فالصوم أفضل وإلى هذا ذهب الشافعية.
وقال النووي: " وأما أفضلهما فقال الشافعي والأصحاب: إن تضرر بالصوم فالفطر أفضل وإلا فالصوم أفضل ".
واستدل أصحاب هذا القول بما يلي :
1-قولـه سـبحانـه وتعـالى: âك‰ƒح�مƒ ھ!$#مNà6خ/u�َ،مŠّ 9$#Ÿwu"صلى الله عليه وسلم"ك‰ƒح�& #227;ƒمNà6خ/uŽô£مèّ9$#ل .
وجه الاستدلال: أن الله سبحانه وتعالى بين في هذه الآية الكريمة أنه يريد اليسر بعباده ولا يريد بهم العسر، والفطر أيسر فكان أفضل.
2-حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي "صلى الله عليه وسلم"قال: " إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته".
وجه الاستدلال: أن إتيان رخص الله سبحانه وتعالى مرغب فيها والفطر في هذه الحالة رخصة، فكان أفضل.
3- أن الفطر في هذه الحالة أيسر على المسن فكان أفضل.
القول الثالث: أن الصوم أفضل، وهذا مذهب الحنفية، والمالكية.
قال الكاساني: " ثم الصوم في السفر أفضل عندنا إذا لم يجهده الصوم ولم يضعفه".
وقال ابن رشد: " هل الصوم أفضل أو الفطر؟ إذا قلنا أنه من أهل الفطر على مذهب الجمهور، فإنهم اختلفوا في ذلك على ثلاثة مذاهب، فبعضهم رأى أن الصوم أفضل، وممن قال بهذا القول مالك، وأبو حنيفة، وبعضهم رأى أن الفطر أفضل... وبعضهم رأى أن ذلك على التخير وأن ليس أحدها أفضل".
واستدل أصحاب هذا القول بما يلي:
1- قوله سبحانه وتعالى÷"صلى الله عليه وسلم""صلى الله عليه وسلم""صلى الله عليه وسلم"&u�yzé&4’n?t 7;u"صلى الله عليه وسلم"šْïد%©!$ #¼çmtRqà)‹دـ 27 ;ƒ×ptƒô‰دùمP$ yèsغ&ûüإ3َ،دB(`yJsùtي§qs& #220;s?#[Žِ�yzuqكgsùÖ ;Žِ�yz¼م&©!4b" صلى الله عليه وسلم"&u"صلى الله عليه وسلم"(#qمBqف 3;s?ضŽِ�yz 6;Nà6©9(bÎَOçFZن.tbqكJn= ÷ès?اتÑ ;حبل .
وجه الاستدلال: أن الله سبحانه وتعالى ذكر في هذه الآية الكريمة الأعذار المبيحة للفطر، ثم بين في نهايتها أفضلية الصوم بقوله: فدلت الآية على أن الصوم أفضل.
ونوقش هذا الاستدلال بأن حكم الآية منسوخة؛ وذلك لأن في البداية كانت فرضية الصوم على وجه الخيار، فكان من شاء صام ومن شاء أفطر وأطعم مسكيناً ثم نسخ فله الخيار في حق من يستطيع الصيام ولا يشق عليه ذلك مشقة شديدة، وبقي الحكم في حق أصحاب الأعذار، وبناء على هذا لا يصح الاستدلال بالآية على هذا الوجه.
2- حديث أنس t قال: سئل رسول الله "صلى الله عليه وسلم"عن الصوم في السفر، فقال: «من أفطر فرخصة ومن صام فالصوم أفضل».
وجه الاستدلال: أن الحديث دل على أن الأفضل الصيام لكونه عزيمة، والفطر رخصة، فالإتيان بالعزيمة أفضل من الرخصة.
ونوقش هذا الدليل يقول العلامة الألباني -رحمه الله تعالى-: " والصواب في هذا الحديث الوقف، وأنه شاذ مرفوعاً".
ومع ذلك يمكن أن يناقش من وجهين:
الأول: أنه معارض بأحاديث ثابتة عن النبي "صلى الله عليه وسلم"كقوله: «ليس من البر الصوم في السفر».
الثاني: أنه محمول فيما إذا كان المسافر لا يجد مشقة في الصيام بأن كان سفره مريحاً، وأما إذا كان سفره شاقاً يشق معه الصوم فالأفضل الفطر جمعاً بين الأحاديث.
3- أن المريض والمسافر إما أن يصوما في رمضان أو في غيره، ورمضان أفضل الوقتين فكان الصوم أفضل من الفطر.
ويمكن أن يناقش هذا الدليل بأن ذلك أفضل إذا كان لا يشق عليه مشقة شديدة تضر به، وأما إذا كانت تضر به فالفطر أفضل لأنه أيسر.
4- أن الفطر في هذه الحالة رخصة، والصيام عزيمة، والإتيان بالعزيمة أفضل، فكان الصيام أفضل.
ويمكن أن يناقش بعدم التسليم بأن الإتيان بالعزيمة أفضل في جميع الحالات، بل الإتيان بالرخصة عند تحقق موجباتها أفضل ولاسيما إذا كان الإتيان بالعزيمة يسبب ضرراً وحرجاً شديدين.
القول الرابع: استواء الفطر والصوم، وإلى هذا ذهب بعض العلماء.
واستدل أصحاب هذا القول بما يلي والمعقول:
1- ما ثبت من حديث أبي سعيد الخدري t قال:" كنا نغزو مع
رسول الله "صلى الله عليه وسلم"في رمضان، فمنا الصائم ومنا المفطر، فلا يجد الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم، يرون أن من وجد قوة فصام فإن ذلك حسن، ويرون أن من وجد ضعفاً فأفطر فإن ذلك حسن".
وجه الاستدلال: أن الحديث يدل على استواء الأمرين.
ويمكن أن يناقش الحديث بأنه يدل على استواء الأمرين إذا كان الصيام لا يؤدي إلى مشقة شديدة، وأما إذا كان يؤدي إلى مشقة وحرج شديدين فالفطر أفضل.
2- ما ثبت من حديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أن حمزة بن عمرو الأسلمي سأل رسول الله "صلى الله عليه وسلم"عن الصيام في السفر فقال: «إن شئت فصم وإن شئت فأفطر».
وجه الاستدلال: أن النبي "صلى الله عليه وسلم"خير السائل بين الأمرين فدل على استوائها.
ويمكن أن يناقش بأنه محمول على استواء الأمرين إذا لم تكن هناك مشقة في الصيام، وأما إذا كان يؤدي إلى المشقة، ولاسيما المشقة الشديدة فالفطر أفضل جمعاً بين الأدلة.
الترجيـح:
ولعل الراجح -والله تعالى أعلم- هو القول بكراهية الصيام في هذه الحالة، لما يلي:
1- أن في الصيام مع المشقة الشديدة إضرار بالنفس بل فيه خوف هلاكها، وهذا منهي عنه في الشريعة.
2- أن هذا القول متوافق مع أصول الشريعة وقواعدها العامة المقتضية للتيسير ورفع الحرج، وعدم الإضرار بالنفس.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|