
12-05-2019, 11:10 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,341
الدولة :
|
|
رد: مرحــبا بـالحبيب الـــوافد (احكام خاصة بالصيام)
رمضان والإعلام
اللجنة العلمية
كيف يستعدّ الإعلام المنحرف لشهر رمضان؟ في المقال التّالي يوضّح الكاتب ما تتميّز به المسلسلات من المخالفات والانتهاكات الشرعيّة، ويجتهد في الحثِّ على القيام بدور الإنكار لهذا المنكر، باللسان، وذلك في حقّ إدارات التلفزيون، التي بدورها قد تملكُ تغيير هذا المنكر باليد إيقافاً له! إنّه جهدٌ إيجابيّ على أيّ حال!
الاستعداد لمسلسلات رمضان
شهران ونصف فقط تفصلنا عن شهر رمضان، وهذه الفترة الزمنية القصيرة ليست بشيء أبداً لجميع الناس الذين يعطون هذا الشهر قدره ومكانته، وقد يظن البعض أنني استعجلت كتابة هذه المقالة لكنني أظن أنني قد تأخرت فيها!!.
التلفزيونات كلها تقريبا قد انتهت من إعداد خطتها في الدورة الرمضانية، وشركات الإنتاج عرفت ما لها وما عليها وهي تستعد لتسليم التلفزيونات أعمالها الفنية بصورتها النهائية، ولهذا فنحن متأخرون بتوجيه النصح لهذه الجهات أن يتقوا الله في المسلمين في شهر الرحمة ومغفرة الذنوب، فالتلفزيونات التي تتسابق لعرض مسلسلات أو برامج (تافهة) في شهر رمضان، وبعضها مليء بالابتذال وعدم الحياء ويعتمد في ترويجه على إبراز مفاتن النساء وتمييعهن، والاعتماد في السيناريو على القصص الغرامية والعاطفية، وكل هذا في شهر تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النيران وتصفد فيه شياطين الجن، ولكن للأسف يأتي دور شياطين الإنس وأغلبهم ممن ينتشر في مجال الإعلام! أنا لا أريد فقط أن يقوم وزراء الإعلام بدورهم الرقابي من الآن وذلك في عدم إجازة أي نص أو برنامج لا يتناسب مع شهر رمضان، فللشهر خصوصيته وحرمته، ولا أريد فقط أن يقوم أعضاء مجلس الأمة المحترمون بدورهم الحقيقي من الآن في تنبيه وزارة الاعلام بضرورة احترام الشهر، ولا أريد أيضا فقط أن يقوم العلماء والدعاة بدورهم في توعية الناس وتحذيرهم مما يسخط الله في جميع أيام السنة وفي الأيام الفضيلة على وجه الخصوص، ولكني أريد من شركات الإنتاج نفسها وكتاب السيناريو ومُلاك القنوات الفضائية الخاصة أن يتقوا الله في المسلمين، وليعلم هؤلاء جميعاً أن لا بركة لمال أبداً اذا كان عن طريق نشر الشهوات والمحرمات وخصوصا في شهر التوبة والغفران!!.
هناك سوابق كثيرة في مسلسلات عرضت في سنوات ماضية في شهر رمضان كانت تحتوي على مناظر اقل ما يقال فيها أنها (بلا حياء) وكلمات للأسف لا تدل على أي احترام للمشاهد المسلم الملتزم بدينه، بل بعض المسلسلات (الكويتية) - وللأسف - امتنعت بعض القنوات عن عرضها مشكورة لكنها عرضت في شاشات تسمح بكل شيء حتى الموقوذة والمتردية والنطيحة، وكانت فيها مشاهد قمة في الوقاحة وسوء الخلق، وكل هذا في شهر رمضان والمساجد مليئة بالمصلين، والقرآن يتلى، والرحمة تنزل على التائبين.
عيب أن يظهر بعض الليبراليين ويلبس ثوب الحرية التي يزعمها، لكنها الاباحية في حقيقتها، ويطالب ببث كل شيء حتى في رمضان بحجة من أراد البرامج الدينية شاهدها ومن أراد التفسخ والانحلال شاهده!! قال تعالى: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيمًا} [النساء: 27].
مسلسلات خليجية، وأخرى عربية، ودخلت على الخط التركية، ناهيك عن الأفلام الاباحية، حتى القنوات الغنائية .. تتزاحم كلها في شهر رمضان لإفساد دين الناس وعباداتهم وأخلاقهم، وغالب الناس يتأثرون وينجذبون لما تدعوهم اليه الاعلانات والدعايات لمسلسلات وبرامج رمضانية، «ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً» رواه مسلم.
صحيح أنه لم يبق إلا القليل، لكن التلفزيونات تستطيع أن تفرض شروطها على شركات الإنتاج، بل تستطيع أن تختار المسلسلات والبرامج المحترمة التي تعطي الشهر قدره واحترامه، وإن كنت متساهلا شيئاً قليلا في هذا الباب الا أن بعض الشر أهون من بعض، وليقم كل مسؤول بدوره من الآن لأنه "اذا فات الفوت ما ينفع الصوت".
رسالة الإعلام الإسلاميّ الملتزم في مقابل فتنة الإعلام المنحرف، هذا الشيخ محمد قطب يُبيّن رسالةَ الإعلام الملتزم، فيقول:
"إن إعلام الأمة الإسلامية لن يكون كله وعظًا ودروسًا دينية، وإن كانت هذه جزءًا لا يتجزأ من الإعلام الإسلامي لتذكير الناس بالله واليوم الآخر ... إنما الإعلام في الأمة الإسلامية له عدة أهداف ..
أولًا: تعريف الناس بحقيقة دينهم .... أي تعريفهم - تفصيلًا - بمقتضيات لا إله إلا الله، وذلك عمل دائب لا ينقطع، وقد استغرق من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاثة عشر عامًا في مكة وعشر سنوات في المدينة لم ينقطع عنها عن تعليم الناس مقتضيات لا إله إلا الله.
ثانيًا: تعريف المسلمين بكيد أعدائهم؛ ليحذروه و لا يقعوا في حبائله، وفي السور المدنية حديث مفصل عن هؤلاء الأعداء، وباعثهم على الموقف العدائي الذي يقفونه من لا إله إلاالله، وأمة لا إله إلا الله، وأساليب الكيد التي يتخذونها، ووسائل الوقاية م هذا الكيد.
ثالثًا: إعطاء رؤية إسلامية لأحوال العالم المعاصر: ما القوى التي تعمل فيه؟ ما موقفها من بعضها البعض؟ ما موقفها من الإسلام والمسلمين؟ ما تفسير الأحداث الجارية من زاوية الرؤية الإسلامية؟ كيف يؤثر كون الجاهلية جاهلية فيما يعيشه الناس من ضنك في الأرض، وفي حدوث الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية التي تنتاب العالم؟ ما السنن الربانية التي تحكم هذا الواقع وتفسره؟ ما المخرج للناس مما هم فيه؟ وفي هذا العرض الإعلامي لن يكون هناك ذكر - و لا إشادة - ب " الدول العظمى "! إنما هي " الجاهليات العظمى" أو " الطواغيت " الممكنة في الأرض بقدر من الله، وحسب سنة من سنن الله. " من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليه أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون" " فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء". وما مصيرها في الدنيا والآخرة؟ " حتى إذا فرحوا بما اوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين" " أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون".
رابعًا: تذكير الأمة برسالتها التي أخرجها الله من أجلها، الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والإيمان بالله، والشهادة على كل البشرية ........ وبيان الوسيلة التي تحقق بها الأم رسالتها، وبيان دور الجهاد في هذه الأمة، وأنه ليس إكراه أحد على اعتناق الإسلام، إنما هو إزالة الفتنة من الأرض: " وقاتلوهم ح تى لا تكون فتنة ويكون الدين لله". وحين يكون الإعلام الإسلامي على هذا النحو فما اثمنه من إعلام، وما أجدره أن يدخل في المقتضى التعبيري للا إله إلا الله". (لا إله إلاالله عقيدة وشريعة ومنهج حياة ص116 – 118).
من أجل تأصيل رسالة الإعلام الإسلاميّ
( مرحلة عصيبة!)
يمر العالم الإسلامي اليوم بمرحلة عصيبة، سواء كان ذلك سياسيا أم اجتماعيا، أم اقتصاديا أم إعلاميا .. وبما أن الإعلام الإسلامي، وأمام تلك التحديات التي تواجهه، لم يستطع بعد إثبات وجوده، بل ولنقلها بكل صراحة، لم يتحقق بعد وجود إعلام إسلامي أصيل، له رسالة واضحة وهدف منشود.
(إعلام دعويّ)
إننا عندما نتحدث عن إعلام إسلامي، فلابد أن نستحضر معنى الرسالة الإعلامية الإسلامية التي تتغيى أولا التعريف بمبادئ ديننا الحنيف، ولابد أيضا أن تكون لنا استراتيجية واضحة المعالم، نحدد من خلالها ما نتوخاه من إعلامنا على المدى المتوسط والبعيد.
(إعلامٌ يسعى لتوحيد الأمّة)
وقبل هذا وذاك، وحتى تتحقق مبادئ الوحدة، فلابد لإعلامنا الإسلامي أن يسعى إلى التقريب بين الشعوب الإسلامية "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم" صدق الله العظيم، لأن في ذلك مساهمةً جليَّة في دعم اتجاهات الوحدة الإسلامية أولا، ومساندة لكل المشروعات الهادفة التي يكون من شأنها توحيد الصف الإسلامي.
(أكبر تحدٍّ)
ولعل أكبر تحدٍّ هو تشخيص واقعنا الإعلامي والإقرار بدونيته، والعمل على تظافر الجهود من الناحيتين، السياسية والاقتصادية، لأجل تخطي العقبات وتحقيق الآمال.
(دور العلماء والدعاة والمشاهدين)
هل يمكن الحديث عن إعلام إسلامي دون التطرق لدور العلماء والدعاة في هذا المجال؟
سؤال يتكرر كثيرا، والأصل في الأمر هو إلزامية وجود مكان رئيسي للعلماء في رحاب وسائل الإعلام، لا بل ومن الضروري أن تكون هناك علاقة وطيدة بين علمائنا والشباب الإعلامي المسلم المتخصص حتى ينهل من علمهم وفضلهم. بل والأكيد أكثر، هو أن يكون للإعلاميين الإسلاميين تكوين شرعي (ما يجب أن يُعلم من الدين بالضرورة) حتى تكون رؤيتهم لعملهم الإعلامي واضحة.
(وكذلك فإنّ الدعاة وطلبة العلم، وكلّ الشباب الملتزم بالدعوة الإسلامية المعاصرة، وكلُّ متابعي نشاطنا الإعلاميّ الدعويّ، كلهم باتوا رصيداً مهمّا للإعلام الإسلاميّ، وينبغي المحافظة عليهم، والعمل على مضاعفة عددهم، من خلال اجتهادنا في ترقية أدائنا الإعلامي والدّعوي)
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|