عرض مشاركة واحدة
  #104  
قديم 27-05-2019, 11:45 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,138
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مرحــبا بـالحبيب الـــوافد (احكام خاصة بالصيام)

فضل الاعتكاف

اللجنة العلمية






ما يتميّز به الاعتكافُ في شهر رمضان!

ذهب الفقهاء إلى أنّ الاعتكاف في رمضانَ، في العشر الأواخر منه: سنّة مؤكّدة، لمواظبة النّبيّ صلى الله عليه وسلم عليه، كما جاء في حديث عائشة -رضي الله عنها- «أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتّى توفّاه اللّه تعالى، ثمّ اعتكف أزواجه من بعده»
وفي حديث أبي سعيدٍ الخدريّ رضي الله عنه «أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الأوسط من رمضان، فاعتكف عامًا حتّى إذا كان ليلة إحدى وعشرين وهي اللّيلة الّتي يخرج من صبيحتها من اعتكافه قال: من كان اعتكف معي فليعتكف العشر الأواخر»
الحديث.
وارتفاع مرتبة الاعتكاف في رمضان من أن يكون (سُنّة)، إلى أن يكون (سُنّة مؤكّدة) يرجع إلى ما يتميّز به الاعتكاف في رمضان من الميزات الواضحة، والتي نذكر منها ما يلي:
أولاً: اقترانه بالصّوم الواجب، وهو صوم الفريضة، وبالتالي يكون المعتكف أكثر قدرةً بإذن الله على تحقيق أهدافه من الاعتكاف، المتعلقة بتحقيق العبودية، ثم محاربة (أنواع الفضول الأربعة: فضولُ: الطعام والشراب، الكلام، الخُلطة، المنام).
والبعض اشترط الصوم في غير رمضان، ولعل من الحكمة والسر أن الاعتكاف حالةٌ لإخراج العبد من ضوضاء الدنيا وشواغل النفس، إلى الإقبال على الله، ولا بد أن تكون النفس ساكنة مطمئنة، والصيام فيه كسرٌ للشهوة، وصفاء للنفس، وانقطاع عن أسباب الشهوات والمتاع، ولذا كان لابد من الاعتكاف ليحقق الصوم ثماره كلها.
ثانياً: فضّل اللّه تعالى رمضان، والعشر الأواخر منه خاصّةً بليلة القدر، التي تتميز بعديدٍ من الفضائل، ومنها ما يلي:
*- أنها ليلة أنزل الله فيها القرآن ، قال تعالى { إنا أنزلناه في ليلة القدر }.
*- أنها ليلة مباركة ، قال تعالى { إنا أنزلناه في ليلة مباركة}.
*- يكتب الله تعالى فيها الآجال والأرزاق خلال العام ، قال تعالى { فيها يفرق كل أمر حكيم }.
*- فضل العبادة فيها عن غيرها من الليالى كبيروعظيم ، قال تعالى { ليلة القدر خير من ألف شهر}.
*- تنزل الملائكة فيها إلى الأرض بالخير والبركة والرحمة والمغفرة ، قال تعالى { تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر }.
*- ليلة خالية من الشر والأذى وتكثر فيها الطاعة وأعمال الخير والبر ، وتكثر فيها السلامة من العذاب ولا يخلص الشيطان فيها إلى ما كان يخلص في غيرها فهي سلام كلها ، قال تعالى { سلام هي حتى مطلع الفجر }.
*- فيها غفران للذنوب لمن قامها واحتسب في ذلك الأجر عند الله عز وجل ، قال صلى الله عليه وسلم : ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) - متفق عليه
بل إنّ الدافع للاعتكاف في رمضان، إنما هو: التماس ليلة القدر، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
((إِنِّي اعْتَكَفْتُ الْعَشْرَ الْأَوَّلَ، أَلْتَمِسُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ، ثُمَّ اعْتَكَفْتُ الْعَشْرَ الْأَوْسَطَ، ثُمَّ أُتِيتُ، فَقِيلَ لِي: إِنَّهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَعْتَكِفَ فَلْيَعْتَكِفْ " فَاعْتَكَفَ النَّاسُ مَعَهُ))(صحيح مسلم: (1167))
ثالثاً: اقتران الاعتكاف في رمضان بالقرآن الكريم، الذي نزل جملةً واحدةً من اللّوح المحفوظ إلى بيت العزّة في السّماء الدّنيا، في شهر رمضان، وفي ليلة القدر منه على التّعيين، ثمّ نزل مفصّلًا بحسب الوقائع في ثلاثٍ وعشرين سنةً.
ولذا فإنه يُستحبّ في رمضان للمعتكف استحبابًا مؤكّدًا مدارسةُ القرآن وكثرةُ تلاوته، وتكون مدارسة القرآن بأن يقرأ على غيره ويقرأ غيره عليه، ودليل الاستحباب «أنّ جبريل كان يلقى النّبيّ صلى الله عليه وسلم في كلّ ليلةٍ من رمضان فيدارسه القرآن»
وقراءة القرآن مستحبّة مطلقًا، ولكنّها في رمضان آكد، وهي في العشر الأواخر آكد.
رابعاً: اقترانُ الاعتكاف بقيام الليل وصلاة التراويح، وقد أجمع المسلمون على سنّيّة قيام ليالي رمضان، وقد ذكر النّوويّ أنّ المراد بقيام رمضان صلاة التّراويح، يعني أنّه يحصل المقصودُ من القيام بصلاة التّراويح.
وقد جاء في فضل قيام ليالي رمضان قوله صلى الله عليه وسلم: «من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدّم من ذنبه».
أما التهجد؛ يقول الشيخ الفوزان: "فإنه سنة، وفيه فضلٌ عظيم، وهو قيام الليل بعد النوم، خصوصًا في ثلث الليل الآخر، أو في ثلث الليل بعد نصفه في جوف الليل؛ فهذا فيه فضل عظيم، وثواب كثير، ومن أفضل صلاة التطوع التهجد في الليل، قال تعالى : { إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءًا وَأَقْوَمُ قِيلاً } [ سورة المزمل : آية 6 ] ، واقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم .
ولو أنَّ الإنسان صلَّى التَّراويح، وأوتر مع الإمام، ثم قام من الليل وتهجد؛ فلا مانع من ذلك، ولا يُعيد الوتر، بل يكفيه الوترُ الذي أوتره مع الإمام، ويتهجد من الليل ما يسَّر الله له، وإن أخَّر الوتر إلى آخر صلاة الليل؛ فلا بأسَ، لكن تفوته متابعةُ الإمام، والأفضل أن يُتابع الإمام وأن يوتر معه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ( من قام مع الإمام حتى ينصرف؛ كتب له قيام ليلة ) [ رواه أبو داود في سننه ( 2/51 ) ، ورواه الترمذي في سننه ( 3/147، 148 ) ، ورواه النسائي في سننه ( 3/83، 84 ) ، ورواه ابن ماجه في سننه ( 1/420، 421 ) ] ، فيتابع الإمام، ويوتر معه، ولا يمنع هذا من أن يقوم آخر الليل ويتهجَّد ما تيسَّر له".
خامساً: مضاعفة ثواب الأعمال الصّالحة في رمضان! وذلك ممّا يُنَشِّطُ المعتكف إلى الاجتهاد في عبادته وتذلُّله لربّه، قال إبراهيمُ: تسبيحةٌ في رمضان خيرٌ من ألف تسبيحةٍ فيما سواه، والاعتكاف من أجلِّ الأعمال في رمضان.








الأحكام الفقهيّة للدّخول في الاعتكاف

أولاً: حكم الاعتكاف:
أجمع أهل العلم على أن الاعتكاف سنة، وهو سنة مؤكدة في العشر الأخير من رمضان، ولا يكون واجباً إلا بالنذر، أو بالشُّروع فيه عند الحنفية، لفعله صلى الله عليه وسلم، ووجه الدلالة على السنية أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر بالاعتكاف، وكذلك حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتكف العشر الأول من رمضان، ثم اعتكف العشر الأوسط في قبة تركية على سُدَّتها حصير، قال: فأخذ الحصير بيده فنحَّاها في ناحية القبة، ثم أطلع رأسه فكلم الناس فدنوا منه فقال: ((إني اعتكفت العشر الأول ألتمس هذه الليلة ثم اعتكفت العشر الأوسط ثم أتيت فقيل لي: إنها في العشر الأواخر، فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف)) فاعتكف الناس معه، ففي تعليق الاعتكاف على المحبة دليل على السنية وعدم الفرضية، ودليل الوجوب بالنذر قوله صلى الله عليه وسلم: ((من نذر أن يطيع الله فليطعه))( مسلم (1167)) ، وعن عمر أنه قال: يا رسول الله إني نذرت في الجاهلية أن اعتكف ليلة في المسجد الحرام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( أوف بنذرك)).
ثانياً: مدة الاعتكاف:
الاعتكاف يجوز ويحصل بأقل مدة كانت، فلو دخل المسجد ساعة ونوى فيها الاعتكاف حصل له أجرُ اعتكاف هذه الساعة، هذا عند الشافعية وقول لأحمد وعند أبي حنيفة في رواية وهو قول محمد، وفي قول لأحمد وفي الرواية الأخرى عند أبي حنيفة وهي رواية الحسن عنه: لا يجوز الاعتكاف بأقلَّ من يوم، وعند مالكٍ اختلفت الرواية "فقيل: ثلاثة أيام، وقيل يوم وليلة، وقال القاسم عنه: أقلُّه عشرة أيام، وعند البغداديِّين من أصحابه: العشرةُ استحبابٌ، وأن أقلَّه يومٌ وليلة!
والسبب في اختلافهم: معارضةُ القياس للأثر، أما القياس فإنه من اعتقد أن من شرطه الصوم قال: لا يجوزُ اعتكاف ليلة، وإذا لم يجز اعتكافه ليلة فلا أقلَّ من يوم وليلة إذ انعقاد صوم النهار إنما يكون بالليل، وأما الأثر المعارض فما أخرجه البخاري من أن عمر رضي الله عنه نذر أن يعتكف ليلة فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفي بنذره ".
ولعل الراجح صحته بأقل من يوم وليلة، ويشهد لذلك حديث نذر عمر المتقدم.
ثالثاً: متى يبدأ الدخول في الاعتكاف؟
أما وقت الاعتكاف فإن نذر اعتكاف شهر دخل قبل غروب الشمس عند الجمهور، وعند زفر والليث وقول لأحمد يدخل قبل الفجر، وإن نذر يوما دخل قبل غروب الشمس عند مالك كالشهر عنده، ودخل قبل الفجر عند الليث وزفر كالشهر عندهما، ودخل قبل الفجر وخرج بعد الغروب عند الشافعي.
أما لو أراد أن يعتكف العشر الأواخر في رمضان تطوُّعاً فهناك روايتان عن أحمد:
الأولى: يدخل قبل غروب الشمس من يوم العشرين، بحيث يدرك أول الليل من يوم الواحد والعشرين، وهو مذهب الشافعي
والثانية يدخل بعد صلاة الفجر من اليوم الحادي والعشرين، وهو قول الأوزاعي.
ولو نذر العشر الأواخر في رمضان ففيها الروايتان.
وبعيدا عن خلاف الفقهاء فمن أحب الاعتكاف في العشر الأواخر فإنه يدخل الاعتكاف قبل صلاة المغرب من اليوم العشرين بحيث يشهد الإفطار والصلاة في معتكفه، ولا حرج لو دخل بعدها في أي جزءٍ من الليل أو لو صلى الصبح ثم دخل المعكتف بعد صلاة الصبح بل لو فاته من العشر يوم ويومان لا حرج فالأصل أنه سنة كله، ويخرج من معتكفه بعد صلاة المغرب من آخر يوم من رمضان ولو مكث في معتكفه إلى ما بعد صلاة العيد إن صُلِّيت في المسجد الذي هو فيه أو خرج من المعتكف إلى المصلَّى لكان أفضل.
رابعاً: شروط من يرغب في الدخول في الاعتكاف:
يشترط في المعتكف أن يكون:
1- مسلما عاقلا: فهو عبادة لأن الكافر والمجنون ليس من أهل العبادة، ولأن العبادة لا بد لصحتها من النية، وهما ليسا أهلا لها.
2- الطهارة من الجنابة والحيض والنفاس.
3- التمييز، ويصح الاعتكاف من الصبي المميز ومن المرأة بإذن زوجها، وأجاز أبو حنيفة اعتكافها في مسجد بيتها.
خامساً: شروط الدخول في الاعتكاف: ([2])
1- أن يكون في المسجد، فلا يصح الاعتكاف بغير مسجد تقام فيه الجماعة، وهذا مذهب الحنفية والمالكية والحنابلة، وكذا عند الشافعية إن لم يتخلل اعتكافه جمعة، وإلا فلا يصح إلا في جامع، وفي رواية عن مالك لا يصح إلا في مسجد تقام فيه الجمعة، ولا شك أن أفضل المساجد للاعتكاف المساجد الثلاثة، الحرام والنبوي والأقصى، وقد ذهب بعضهم كابن المسيب إلى عدم صحة الاعتكاف إلا بها.
2- المكث في المسجد: وهو معنى الاعتكاف، فلا يجوز له الخروج من المسجد إلا لحاجة الإنسان، لأنه لا يستغني عنه، وكذا الخروج للجمعة عند غير الشافعية ممن أجاز الاعتكاف في المسجد غير الجامع.
وإذا خرج بطل اعتكافه عند أبي حنيفة إن بقي أكثر من وقت قضاء حاجة الإنسان، وعند أبي يوسف ومحمد لا يبطل إلا إذا بقي أكثر من نصف اليوم، هذا في اعتكاف الفرض أما في اعتكاف النفل فروايتان عند الحنفية، ومثل قضاء الحاجة ما يضطر إليه كالذهاب للطبيب لو مرض، وكذا كل ما وجب وتعين عليه كأداء الشهادة، وأجاز الشافعية الخروج للأكل دون الشرب ولو كان متوفِّراً في المسجد إذ ربما يستحي من فعله فيه.
وإن خرج لغير حاجةٍ بطل اعتكافُه، ولو قلَّ الخروج عند الجمهور، وعند محمد وأبي يوسف لا يبطل إذا لم يزد على نصف يوم.
3- النية: ولا خلاف فيها بين العلماء، فهي شرط في كل العبادات، وهو دليل الإخلاص، ولا بد أن تكون نيته خالصة لوجهه تعالى، وأن يقصد باعتكافه بلوغ مرضاة ربه وإصلاح نفسه والالتزام بهدي النبي صلى الله عليه وسلم.
4- الصيام: وهذا في الاعتكاف بغير شهر رمضان وفيه خلاف بين العلماء، فاشترط الحنفية والمالكية الصوم، وأجاز الشافعية والحنابلة الاعتكاف بغير الصوم.
ترك مباشرة النساء: فإذا باشر زوجته بطل اعتكافه إن كان ذاكرا، وأما إن كان المجامع ناسيا للاعتكاف يفسد اعتكافه عند الحنفية ولا يفسد عند الشافعية، ويفسد اعتكافه بالجماع ودونه من اللمس والتقبيل عند مالك، و لا يفسد عند أبي حنيفة بما دون الجماع إلا إن أنزل إلا أنه حرام، وعند الشافعي القولان وقول ثالث لا تبطل إلا بالجماع والأظهر ما وافق الحنفية.
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 24.93 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 24.30 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.52%)]