
03-06-2019, 03:19 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,763
الدولة :
|
|
رد: مرحــبا بـالحبيب الـــوافد (احكام خاصة بالصيام)
رمضان والختام
اللجنة العلمية
رمضان وفرصة الاستفاقة ؟! عباد الله، أحوالنا اليوم لا تسرّ واحدًا من الناس، أحوال أمتنا الإسلامية لا ترضي إلا أعداء الإسلام، فهل سألنا أنفسنا: لماذا ضعفت أحوالنا؟! والجواب واضح: هو أننا ابتعدنا عن المنهج المستقيم الذي جاءنا به إسلامنا العظيم وبينه لنا رسولنا الكريم .
عباد الله، لماذا عاش سلفنا الصالح حياة طيبة؟ كيف فتحوا البلاد وحرّروا العباد؟ كيف استطاعوا القضاء على الفساد والاستبداد؟ كيف سادت أحوالهم وتميزت أعمالهم؟ كل منا يطرح هذه الأسئلة، وكلنا يعرف الإجابة، ولكن كثير منا لا يطبقون أوامر الله تطبيقًا سليمًا صحيحًا. ومن هنا يجب علينا أن نقوم بدورنا في الحياة، أن نجعل من إسلامنا دستورًا لنا ومنهاجًا لحياتنا، فنحيا حياة طيبة مطمئنة، فكثير من الناس أحياء ولكنهم كالأموات، لا يدركون سر حياتهم، ولا يقدمون لمستقبلهم ولا لأمتهم ولا لأنفسهم خيرًا، رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ[التوبة:87].
إن الله يحب المؤمنين الأقوياء الذين يقفون أمام الشدائد والمحن بصبر وجَلَد، فلا يَهِنون، ولا يُصابون بالإحباط واليأس، ولا تنهار قواهم، بل يصمدون ويواصلون ويرابطون، وهي ثمرة إيمانهم بربهم وبرسولهم وبدينهم.
عباد الله، حافظوا على إيمانكم ويقينكم، وكونوا على ثقة بربكم، فهو صاحب اللطف الخفي، وهو القادر على نصرتكم وكشف الضر عنكم، وتذكروا أن الله لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، فقد سَلَّمَ رسولنا في الغار من الكفار، ورحم في الغار أهل الكهف، وفرَّج عن الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة في الغار، وهو الذي نجّى إبراهيم من النار، ونجّى موسى من الغرق، ونوحًا من الطوفان، ويوسف من غَيَابَات الجُبّ، وأيوب من المرض، وكتب النصر لداود على جالوت، وهو الذي نجّى عيسى عليه السلام من أعدائه، وهو الذي نصركم في يوم بدر وأنتم أذِلّة، وهو الذي فتح لكم مكة المكرمة، وهو الذي نصركم في مواطن كثيرة في يوم حُنَين وفي عَمُّورية وعَيْن جالوت، وفتح عليكم بيت المقدس، وجعلكم سادة العالم، يوم تمسُّككم بدينكم ونصركم ربكم أعزكم الله بنصره، وأيدكم بجنده، فكنتم خير أمة أخرجت للناس.
أيها المسلمون، أقيموا دولة الإسلام تعود لكم عزتكم وكرامتكم، سوف تحكمون الدنيا بعدلكم وسماحة دينكم وبقوة عقيدتكم وعلو همتكم وإيمانكم بربكم.
اسمعوا ماذا قال موسى عليه السلام لبني إسرائيل، قال لهم: (يا بني إسرائيل، سيأتي عليكم زمان تقاتلون قومًا وتنتصرون عليهم، واعلموا أنكم لا تنصرون لأنكم صلحاء، بل أنتم يومئذ مفسدون، ولكنكم تنصرون عليهم لأنهم سيكونون أشد منكم فسادًا).
إن الله تعالى نصر الأتقياء، فإذا لم يكن هناك أتقياء فإن نصر الله يكون للأقوياء، ونحن للأسف ـ يا عباد الله ـ لا تقوى ولا قوة، ولذلك ضاعت الأرض، ضيعنا البلاد والعباد، ضاع المسجد الأقصى، أمة الإسلام ومنذ أربعين سنة لم تعرف أين المسجد الأقصى، لم تعمل لتحرير المسجد الأقصى، أمة نائمة غافلة تغط في سبات عميق، ليس لنا إلا التوجه إلى الله.
إن الشقاق والنزاع والخصام يضعف الأمم القوية، ويميت الأمم الضعيفة، فالعدو لا يتمكن منا ما دمنا متحدين، ما دمنا مجتمعين يدًا واحدة. واعلموا ـ عباد الله ـ أن أعداءكم لا ينامون ولا يغفلون، وأن سياسة الغرب في احتلال الشرق تقوم على قاعدة: "فَرِّقْ تَسُد"، فهلاّ اعتصمنا بحبل الله، هلاّ تمسكنا بكتاب الله، ألم تسمعوا قوله تعالى: وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [الأنفال:46]؟!
هذا شهر رمضان قد عزم على الرحيل، ولم يبق منه إلا القليل، فمن منكم أحسن فيه فعليه التمام، ومن فرّط فليختمه بالحسنى والعمل بالختام، فاغتنموا منه ما بقي من الليالي اليسيرة والأيام، واستودعوه عملاً صالحًا يشهد لكم به عند الملك العلاّم، وودعوه عند فراقه بأزكى تحية وسلام، فيا أصحاب الذنوب العظيمة، الغنيمة في هذه الأيام الكريمة، فمن يُعتَق فيها من النار فقد فاز بالجائزة العظيمة.
عباد الله، كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه ينادي في آخر ليلة من شهر رمضان: (يا ليت شعري من هذا المقبول فنهنّيه، ومن هذا المحروم فنعزّيه). قلوب المؤمنين المتقين إلى هذا الشهر تحنّ، ومن ألم فراقه تئنّ. فيا شهر رمضان تَرَفَّق، ودموع المحبين تَدَفَّق، قلوبهم من ألم الفراق تَشَقَّق، عسى وقفة الوداع تطفئ من نار الشوق ما أحرق، عسى ساعة توبة وإقلاع ترقّع من الصيام ما انخرق، عسى منقطع عن ركب المقبولين يلحق، عسى من استوجب النار يعتق.
ومن شرف هذه الأيام المباركة أن ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر في وتر منها، وقد ورد في الصحيحين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : ((من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدّم من ذنبه)). فالمبادرة المبادرة إلى اغتنام العمل فيها، فعسى أن تستدرك ـ أيها المسلم ـ ما فاتك من ضياع العمر، قالت عائشة رضي الله عنها للنبي : أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: ((قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني)).
وتذكروا ـ يا عباد الله ـ أن العفُوّ من أسماء الله تعالى، وهو يتجاوز عن سيئات عباده، الماحي لآثارها عنهم، وهو يحب العفو، فيحب أن يعفو عن عباده، ويحب من عباده أن يعفوا بعضهم عن بعض، فإذا عفا بعضهم عن بعض عاملهم بعفوه ولطفه، وعفوه أحب إليه من عقوبته، وكان النبي يقول: ((أعوذ برضاك من سخطك، وبعفوك من عقوبتك)). وقد ورد في بعض الآثار أن الله ينظر ليلة القدر إلى المؤمنين من أمة محمد فيعفو عنهم ويرحمهم إلا أربعة: مدمن خمر، وعاقًّا، ومُشاحِنًا، وقاطع رحم.
يا كبير الذنب، عفو الله من ذنبك أكبر، أكبر الأوزان في جنب عفو الله يصغر، ومن دعاء الصالحين يا عباد الله: اللهم ارض عنّا، فإن لم ترضَ عنّا فاعفُ عنّا.
مفاهيم غرست في المدرسة الرمضانية
1) حب القرآن:
كم كان الناس يتسابقون على ختمة مرة أو مرتين أو أكثر، وبتلاوته في صلاة التراويح والقيام ، تلذذنا بسماع قصصة وخطاباته، وكم أصغينا لتوجيهاته وتحذيراته حين يخاطبنا بيا (( أيها الذين آمنوا ))
وبيا ((أيها الناس..))وصدق الله: (( قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء ))
2) يُسر الصيام وسهولته ـ
وخصوصاً أننا نعيش في بلد آمن ورغد عيش هانئ ـ
فلذلك علينا أن نحرص على المسابقة في هذه العبادة وهي عبادة الصوم *
قال صلى الله عليه وسلم : ( من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر ) رواه مسلم وغيره.
وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقو : (من صام يوما في سبيل الله، بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا ). رواه البخاري ومسلم وأصحاب السنن ما عدا أبو داود.
3) قيام الليل
بما فيه صلاة الشفع والوتر والتي هي من دأب الصالحين طوال حياتهم في رمضان وغيره فمن أراد الإستمرار على ذلك فبنفس الصفة إلا أنها تؤدّى فرادى ، كلٌ يصلي بمفرده.
قال تعالى مادحاً المؤمنين وواصفاً لهم بهذه الصفة: (( تتجافى جنوبهم عن
المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعا.. )) وقال تعالى: (( أمّن هو قانتٌ آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربهم قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنّما يتذكر أولو الألباب))
4) تعرّفنا على الله ـ جل في علاه ـ
حين أمسكنا عن شهواتنا وملذاتنا ولم نخش أحـدا ً في ذلك إلا الله ، وهذا من حفظ الله في الغيب ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال الله عز وجل : إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي للصائم فرحتان : فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك )
5) الترابط والعطف بين المسلمين
وقد بدت واضحة في المسارعة إلى تفطير الصائمين في كثير من المساجد والمخيمات المعدّة لذلك، كما شاهدناه ـ أيضاً ـ عند كثرة الصدقات على المحتاجين ، وأخيراً مع ختام الشهر ما كان من توزيع زكاة الفطر على مستحقيها ، وما هذه الصور التي ترتسم كل عام إنما هي مما دل عليها نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام الذي دعا إليها وأمرنا بها ، وجميل أن تبقى الأمّـة على هذا المبدأ مترابطة ومتماسكة يعطف الغني على الفقير ويحسن الكبير على الصغير..
6)حاجتنا للعلم الشرعي ورفع الجهل عن أنفسنا
، وذلك حين تكثر المسائل والفتاوى المتعلقة بأحكام رمضان وما يتعلق بالصيام في هذا الشهر لدى كثير من الناس..
7) المسارعة والمسابقة في الخيرات
من قوله تعالى ( وسابقوا إلى مغفرة من ربكم )) وقوله: ((وسارعوا إلى مغفرة من ركم)) وفي قوله سبحانه: (( واستبقوا الخيرات ))وذلك حين نرى أهل الإيمان وهم يتسابقون إلى فعل الخيرات والإكثار من صالح الأعمال طوال شهر رمضان ، وقد بدا واضحاً يشاهده الجميع ويلمسه ، وما أجمل أن تستمر مثل هذه المسارعة في باقي أيام السنة ، قال الإمام الحسن البصري ـ رحمه الله ـ ( بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان )
8) حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
، فلا يكاد أحدنا تمر عليه لحظة من لحظات رمضان إلا ويحس بشيء من هذا الحب الذي يجعله ينس تعب العبادة ويود الإستزادة من سائر الأعمال الصالحة ، وتلك حلاوة الإيمان التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث: ( ثلاثٌ مَن كن فيه وجد حلاوة الإيمان..ومنها: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما..)
9) حاجتنا إلى العمل الصالح
* الذي جعلنا نلمس تلك الزيادة في الإيمان * كما هو منهج أهل السنة والجماعة في أن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان..
10) تعلمنا من رمضان حقيقة القوة ، وأنه ليس مدعاة للكسل والنوم والهروب عن العمل طوال النهار ، بل هو شهر جهاد وصبر على طاعة الله تعالى ، ويتأكد ذلك لدينا حين نسمع بمعارك الإسلام وفتوحاته والتي كانت في رمضان كبدرٍ ، وفتح مكة ، وعين جالوت..
11) سماحة الدين وتمام عدله حين استثنا من الصيام المريض والمسافر
فقال: ((..فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر..)) وقوله تعالى: (( يريد بكم اليسر ولا يريد بكم العسر..))
ويشمل ذلك المرأة حين نفاسها وعند عادتها الشهرية فتفطر وتقضي ما أفطرته بعد رمضان..
12) تعلمنا من رمضان أهمية السحور لمن أراد صياماً ، وبيان البركة المرجوة، فقد قال الحبيب صلى الله عليه وسلم : ( تسحّروا فإن في السحور بركة ) وقال: ( إن فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر ) وكذلك تأخيره إلى قبيل الفجر كما صح عنه عليه الصلاة والسلام حين قال: (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور)
13) إن بداية شهر رمضان وسرعة أفوله يُشعِرُنا ـ بحقيقة ـ أن لكل بداية نهاية ، وأن حقيقة هذه الدنيا بأسرها قد كانت لها بداية وسوف تكون لها نهاية ، كما أنه علينا أن نستعد لنهايتنا من هذه الدنيا ومفارقتنا لها بما يرضي الله عنا..(( كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ))
14) قال صلى الله عليه وسلم:« أتاني جبريل، فقال: يا محمد عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب ما شئت، فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس » [السلسلة الصحيحة 83] ..
لقد وجدنا ذلك واضحاً في حبنا لرمضان فما هي إلا أيام معدودات فولّى تارك لنا ولم يعقّب ، ليترك لنا قول ربنا ـ جل جلاله ـ كما في الحديث القدسي: ( يا عبادي ! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ، ثم أوفيكم إياها * فمن وجد خيرًا فليحمد الله ،ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه )
15) الشيطان وعدم تسلطه على الصائم
ولعل ذلك حين يكون الإنسان صائماً فيضيق عليه مجرى الدم كما في الحديث ( ..فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم..)
16) فرصة للصلح بين المتقاطعين
وخصوصاً من ذوي الأرحام والأقارب حين تكون الشياطين مصفّدة والنفوس مقبلة على الله تعالى ترجو رضاه وتخشى عذابه
17) إن صيام الشهر يعطينا أعظم درسٍ للحائرين والمظلومين وهو أنَّ الفرج مع الصبر وأنَّ مع العسر يُسراً ، فحين نصبر على العطش وعلى الجوع من الفجر وحين يشتد حر الظهيرة ، وتجف حلوقنا ، وتضيق أمعاؤنا كل ذلك إلى حين دخول وقت غروب الشمس فنسمي ونفطر لتنفرج أساريرنا ويزول عناء التعب ، ويكون ذلك طوال أيام شهر رمضان حتى نتعلّم أنه مع العسر يسراً ومع الصبر يُنال ما يُتمنّا..
18) تعلّمنا من رمضان أننا نعيش في نعمة عظيمة ونحن نتقلّب في هذه الخيرات، فيأتي الصيام ليمنعنا من التلذذ بها ولكن لو أنّ المانع كان غير الصيام كالفقر مثلاً أو الجدب وإنقطاع الأمطار أو تلوث المعيشة بشيء من الأمراض ألسنا بنعمة عظيمة وتستحق منا الشكر والمحافظة عليها..؟ بلى والله..
19) لقد تعلمنا من صلاة التراويح والوتر التربية على الإقبال على الله وطلب مرضاته وصدق اللجأ ، ورفع الأكف بالدعاء والتضرع إليه ومناجاته ، فهل يستمر هذا الحال إلى أمد دائم..؟ ( ..واعبد ربك حتى يأتيك اليقين..)أي حتى يأتيك الموت..
20) الإحساس بالفقراء والمساكين حين نشاركهم الجوع والعطش وكيف
إذا اجتمع عليهم مع ذلك بردٌ قارس أو صيف حار ، وقد يصارعهم هذا الجوع اليوم واليومين ،ومع هذا الإحساس بهم نشاركهم همومهم ، وتنفيس كروبهم ، وسد جوعتهم وليستمر هذا العطاء في رمضان وفي غيره..
21) مدى حقد أعداء الإسلام على هذا الدين وأهله
تسطِّره لنا قنوات فضائية حين تنشط في بث ونشر أقبح الأفلام والصور والأفكار الهدامة طوال أيام الشهر ، ليتنبه العاقل بأنه أمام غزو فكري يستهدف الأبناء والبنات بالدرجة الأولى فيحذر قبل أن يصحو على فاجعة يصحبها لطم للخدود وعضٍ لأنامل الندم..
22) الصيام كشف لنا عن قدراتنا الحقيقية .
نعم هذا أول ما تعلمناه من مدرسة الصيام أننا نمتلك قدرة هائلة . فبعضنا تحمل مشاقة الصيام ، وبعضنا ختم عشرات الختمات ، وبعضنا لم ينم إلا ساعات بسيطة من أجل ألا تفوته لذة التهجد والقيام ، بل فينا من لم تفته تكبيرة الإحرام .
23)همة عالية وطاقة هائلة .
ألا يدل ذلك كله على أن المسلم لديه قدرات هائلة ؟، وهمة عالية ، وعزيمة راسخة أصلب من الجبال الرواسي وأعلى من القمم الشاهقة !. ولذلك باهى الله به ملائكته " وينظر إلى تنافسكم فيه فيباهي بكم الملائكة "
24) تعلمنا في مدرسة الصيام أن نعيش بروح العبادة
وهذا ما تعلمناه من نهج نبينا صلى الله عليه وسلم فقد حكت أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – عن حاله في عبادته لربه فقالت كان يلاعبنا ونلاعبه فإذا حضرت الصلاة فكأنه لا يعرفنا ولا نعرفه . وتحكي – رضي الله عنها - في موضع آخر عن حاله لربه في قيام الليل أنه كان ساكناً خاشعاً لربه ومولاه حتى كانت تظن أن الله – تعالى – قد قبض روحه الكريمة ، وها هو – صلى الله عليه وسلم – يقوم ليلة كاملة بآية واحدة من القرآن مستشعراً معناها خائفاً وجلاً أن يصيبه وأمته مضمونها " إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم " [ المائدة : 118 ] ويحكي ا بن عباس- رضي الله عنهما – عن حاله صلى الله عليه وسلم بعدما نزل قول الله – تبارك وتعالى – " فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير " [ هود:112 ] ما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع القرآن آية أشد ولا أشق عليه من هذه الآية ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : شيبتني هود وأخواتها " .
25) تعلمنا أن الإيمان والخلق قرناء .
لا إيمان لمن لا خلق له هل تنفع الصلاة والصيام ، وقراءة القرآن ؟ إلا إذا تبعها عمل وإصلاح للمجتمع من حولنا .
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|