السلام عليكم
بالمناسبة ربط مصطلح "الكل" بالله كما لدى الفلاسفة والكاباليين والغنوصيين والصوفيين المسلمين وغيرهم، وفكرة التلاشي امام الله كما شرحت في الصيف الماضي بحسب مفهوم المتصوفة المسلمين والكاباليين والروحانيين الغربيين عموما وغيرهم، كل هذا اشار اليه شيخ الطريقة الكركية محمد فوزي الكركري
بقوله في تعريفه للصلاة :
الصلاة هي فيض الشهود الإطلاقي المعبر عنه بالقوس الغيبي المنزه عن المراتب العددية والأحكام الزمنية على جميع مراتب الشبح المشبه التقييدي بحيث يستهلك كل ذرة منه في حضرة فيتلاشى الكل بظهور الكل فيبقى قابُ من ليس كمثله شيء منزّه عن القوسين في حضرة نَامُوسِ الوحدانية من ما وراء سدرة منتهى الرسالة وسدرة مبتدى الولاية في حقيقة السلام علينا و على عباد الله الصالحين.
وما يهمنا اللحظة العبارة اسفله :
بحيث يستهلك كل ذرة منه في حضرة فيتلاشى الكل بظهور الكل
التلاشي مقصود به وصول المتصوف بعد المداومة على الطقوس و الاوراد، وعندما يرتقي في المقامات والاحوال يصبح يشعر بانه تلاشى امام الله فلم يعد له وجود، لانه حينها يصل الى قناعة بانه لا موجود الا "هو" اي الله، وايضا حتى باقي الاشياء المادية الاخرى لا وجود لها فلا يرى امامه سوى الله. فكلمة الكل الاولى مقصود بها كل الاشياء المادية التي كان يظنها الصوفي موجودة كجسده والاشياء المحيطة به، بحيث تتلاشى في حضرة الله، وكلمة الكل الثانية مقصود بها الله عندما يظهر للصوفي في شكل نور. تماما مثل الكاباليين الذين يقولون بنفس الفكرة، وانهم في اخر المطاف عندما يرتقون في الدرجات والمقامات لا يرون الاشياء المحيطة بهم ولا يشعرن بوجودهم هم انفسهم، وانما لا يرون امام اعينهم سوى النور الالهي وهو نور شيطاني طبعا كما شرحت سابقا. وفي تلك اللحظة يصل الصوفي الى قناعة ان الكون وعالمنا المادي وحتى جسدنا المادي مجرد "وهم" كما ذكر بعض شيوخ المتصوفة، والشيخ محمد فوزي الكركري نفسه اشار الى هذه الحقيقة. اليكم تصريح مريدين للشيخ وهما يشرحان ما كتبه شيخهم في احدى كبته حول معنى و مفهوم "الوهم"، لن اعلق على ما جاء في المقطعين اللحظة، كوني ساؤجل ذلك لوقت لاحق عندما اقارن بين مفهوم "الوهم" في التصوف الاسلامي وبين مفهوم "الوهم" في الهندوسية والغنوصية والكابالا ...الخ، وذلك من خلال ترجمتي لفيديوهات تتحدث عن "الوهم" في مفهوم الروحانيين الغربيين، وهو نفسه الوهم الذي اشار اليه الحاخام الكابالي الذي سبق ان ترجمت بعضا من محاضراته، الاول بعنوان :
#بالعربي بين الوهم #الكوني والحقيقة #الازلية
والثاني يحمل عنوان :
لولا سلطان الوَهْم يُضِل بغمامته لانْجَلَت شمس الفهم ظاهرة لخليقته