تفسير: (ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه)
♦ الآية: ï´؟ وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ï´¾.
♦ السورة ورقم الآية: النساء (66).
♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ ولو أنَّا كتبنا عليهم ï´¾ أَيْ: على هؤلاء المنافقين من اليهود ï´؟ أن اقتلوا أنفسكم ï´¾ كما كتبنا ذلك على بني إسرائيل ï´؟ أو اخرجوا من دياركم ï´¾ كما كتبنا على المهاجرين ï´؟ ما فعلوه إلاَّ قليلٌ منهم ï´¾ للمشقَّة فيه مع أنَّه كان ينبغي أن يفعلوه ï´؟ ولو أنهم فعلوا ما يوعظون ï´¾ ما يُؤمرون به من أحكام القرآن ï´؟ لكان خيراً لهم ï´¾ في معاشرتهم وفي ثوابهم ï´؟ وأشدَّ تثبيتاً ï´¾ منهم لأنفسهم في الدِّين وتصديقاً بأمر الله.
♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قَوْلُهُ تَعَالَى: ï´؟ وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنا ï´¾ أَيْ: فَرَضْنَا وَأَوْجَبْنَا، ï´؟ عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ï´¾، كَمَا أَمَرْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَï´؟ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ ï´¾، كَمَا أَمَرْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ بِالْخُرُوجِ مِنْ مِصْرَ،ï´؟ مَا فَعَلُوهُ ï´¾، مَعْنَاهُ: مَا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ إِلَّا طَاعَةَ الرَّسُولِ وَالرِّضَى بِحُكْمِهِ، وَلَوْ كَتَبْنَا عَلَيْهِمُ الْقَتْلَ وَالْخُرُوجَ عَنِ الدَّوْرِ مَا كَانَ يَفْعَلُهُ، ï´؟ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ ï´¾، نَزَلَتْ فِي ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ وَهُوَ مِنَ الْقَلِيلِ الَّذِي استثنى الله، قَالَ الْحَسَنُ وَمُقَاتِلٌ: لِمَا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ قَالَ عُمَرُ وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمْ الْقَلِيلُ: وَاللَّهِ لَوْ أَمَرَنَا لَفَعَلْنَا، والحمد لله الذي عافانا الله، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «إِنَّ مِنْ أُمَّتِي لَرِجَالًا الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِهِمْ أَثْبَتُ مِنَ الْجِبَالِ الرَّوَاسِي»، قَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَأَهْلُ الشَّامِ إِلَّا قَلِيلًا بِالنَّصْبِ عَلَى الِاسْتِثْنَاءِ، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي مُصْحَفِ أَهْلِ الشَّامِ، وَقِيلَ: فِيهِ إِضْمَارٌ، تَقْدِيرُهُ: إِلَّا أَنْ يَكُونَ قَلِيلًا مِنْهُمْ، وَقَرَأَ الآخرون قَلِيلٌ بالرفع على ضمير الْفَاعِلِ فِي قَوْلِهِ فَعَلُوهُ تَقْدِيرُهُ: إِلَّا نَفَرٌ قَلِيلٌ فَعَلُوهُ، ï´؟ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ يؤمرون بِهِ ï´¾ مِنْ طَاعَةِ الرَّسُولِ وَالرِّضَى بِحُكْمِهِ، ï´؟ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً ï´¾، تحقيقا أو تصديقا لِإِيمَانِهِمْ.
تفسير القرآن الكريم