تفسير: (وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة)
♦ الآية: ï´؟ وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ï´¾.
♦ السورة ورقم الآية: الأنعام (54).
♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا ï´¾ يعني: الصَّحابة وهؤلاء الفقراء ï´؟ فقل سلام عليكم ï´¾ سلّم عليهم بتحيَّة المسلمين ï´؟ كتب ربكم على نفسه الرحمة ï´¾ أوجب الله لكم الرَّحمة إيجاباً مُؤكَّداً ï´؟ أنه من عمل منكم سوءاً بجهالة ï´¾ يريد: إن ذنوبكم حهل ليس بكفرٍ ولا جحود لأنَّ العاصي جاهلٌ بمقدار العذاب في معصيته ï´؟ ثم تاب من بعده ï´¾ رجع عن ذنبه ï´؟ وأصلح ï´¾ عمله ï´؟ فأنَّه غفور رحيم ï´¾.
♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ وَإِذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ï´¾، قَالَ عِكْرِمَةُ: نَزَلَتْ فِي الَّذِينَ نَهَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ نَبِيَّهُ عَنْ طَرْدِهِمْ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَآهُمْ بَدَأَهُمْ بِالسَّلَامِ، وَقَالَ عَطَاءٌ: نَزَلَتْ فِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَبِلَالٍ وَسَالِمٍ وَأَبِي عُبَيْدَةَ وَمُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ وَحَمْزَةَ وَجَعْفَرٍ وَعُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ وَالْأَرْقَمِ بْنِ أَبِي الْأَرْقَمِ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ، ï´؟ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ï´¾، أَيْ: قَضَى عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ، ï´؟ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ï´¾، قَالَ مُجَاهِدٌ: لَا يَعْلَمُ حَلَالًا مِنْ حَرَامٍ فَمِنْ جَهَالَتِهِ رَكِبَ الذَّنْبَ، وَقِيلَ: جَاهِلٌ بِمَا يُورِثُهُ ذَلِكَ الذَّنْبُ، وَقِيلَ: جَهَالَتُهُ مِنْ حَيْثُ أَنَّهُ آثر المعصية على الطاعة، والعاجل الْقَلِيلَ عَلَى الْآجِلِ الْكَثِيرِ، ï´؟ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ ï´¾، رَجَعَ عَنْ ذنبه، ï´؟ وَأَصْلَحَ ï´¾ عمله، وقيل: أَخْلَصَ تَوْبَتَهُ، ï´؟ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ï´¾، قَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَعَاصِمٌ وَيَعْقُوبُ أنه من عمل فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ بِفَتْحِ الْأَلِفِ فِيهِمَا بَدَلًا مِنَ الرَّحْمَةِ، أَيْ: كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ أَنَّهُ مَنْ عَمَلِ مِنْكُمْ، ثُمَّ جَعَلَ الثَّانِيَةَ بَدَلًا عَنِ الْأُولَى كَقَوْلِهِ تَعَالَى: ï´؟ أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُراباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ ï´¾ [الْمُؤْمِنُونَ: 35] ، وَفَتَحَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ الْأُولَى مِنْهُمَا وكسر الثَّانِيَةَ عَلَى الِاسْتِئْنَافِ وَكَسَرَهُمَا الْآخَرُونَ على الاستئناف.
تفسير القرآن الكريم