لماذا التوحيد أولا؟ (3)
الداعية عبد العزيز بن صالح الكنهل
الحلقة الثالثة والأخيرة
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، أما بعد:
فنظرًا للأهمية العظمى لتحقيق التوحيد واتِّباع منهج السلف، فعلى المهتمين بالدعوة أن يقوموا جميعًا بمراجعة شاملة، يُحاسبون فيها أنفسهم على الآتي:
1- مدى عنايتهم بالتوحيد علمًا وعملًا وتعليمًا لأتباعهم.
2- مدى صحة عباداتهم وسلامتها، وتنقيتها من الآفات؛ مِن شِركٍ، أو عُجبٍ، أو رياءٍ، أو بِدَعٍ؛ حتى تؤتي ثمارَها في النهي عن الفواحش والمنكرات.
3- مدى اقتدائهم في الأخلاق برسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم بصحابته رضوان الله عليهم، وبالعلماء الربانيين؛ قال سبحانه: ï´؟ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ï´¾ [الأحزاب: 21].
4- مدى حرصهم على نصيحة المخطئين أفرادًا وجماعات، ودلالتهم على التوحيد الصحيح؛ قال صلى الله عليه وسلم: الدين النصيحة.
5- ملاحظة الأدب والحكمة والإخلاص: ï´؟ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ï´¾ [المائدة: 27]؛ أي: المخلصين، ï´؟ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ï´¾ [النحل: 125]، واجتناب الأساليب التالية:
6- تتبُّع العثرات والفرح بها، ونشرها والانتقاد والتهجم، وذلك حتى تُقبَل نصائحُهم وتؤتي ثمارَها؛ لأنه ثبت أن هذه الأساليب الممقوتة لا تَجني إلا المرَّ والعناد والكراهية، والتفرقة والتنابز بالألقاب.
7- وعليهم توجيه أتباعهم باستمرارِ تحقيق ما سبَق، وحثهم على الصبر والتحمُّل، وعدم التهاون مع المعاند، والرد عليه بقوة علمية مَمزوجة بالأدب والحكمة.
8- وليُذكِّروا أتباعهم بأن مِن سمات أهل السنة والجماعة مَراعاةُ الحقوق الشرعية الثابتة لولاة الأمر من السمع والطاعة في غير المعصية.
9- وأن يُنبهوهم إلى خُطورة مواقع وقنوات تدعو إلى الإخلال بالأمن، رزَقكم الله الاهتمام بتحقيق التوحيد الخالص والدعوة إليه، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومَن والاه.