عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 27-09-2019, 09:48 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,055
الدولة : Egypt
افتراضي رد: صفة اليد والكف والأصابع والأنامل لله تعالى

صفة اليد والكف والأصابع والأنامل لله تعالى
محمد علي الغباشي



فائدة5: أهل السنة والجماعة يُثْبِتُونصفةالكف لله تعالى كما يليق بجلاله وعظمته، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غَيْر تكْييف ولا تمثيل:

قال قَوَّام السُّنَّة الأصبهاني رحمه الله بعد سرده لجملة من أحاديث الصفات: (وقولـه: ((إنَّ أحدكم يأتي بصدقته فيضعها في كف الرحمن))، وقولـه: ((يضع السماوات على إصبع والأرضين على إصبع)).. وأمثال هذه الأحاديث، فإذا تدبَّره متدبر، ولم يتعصب بانَ له صحة ذلك، وأنَّ الإيمان به واجب، وأنَّ البحث عن كيفية ذلك باطل)[27].



وقال رحمه الله: (وللكف معانٍ، وليس يحتمل الحديث شيئًا من ذلك، إلا ما هو معروف في كلام العرب، فهو معلوم بالحديث، مجهول الكيفية)[28].



وقالصِديق حسن خان رحمه الله:(ومن صفاته سبحانه: اليدوالإصبع والكف)[29].



فائدة6: أهل السنة والجماعة يُثبتونصفةالأصابع لله تعالى كما يليق بجلاله وعظمته، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل:

قال الإمام الشافعي رحمه الله: (لله تبارك وتعالى أسماء وصفات جاء بها كتابه، وأخبر بها نبيُّه صلى الله عليه وسلم أمته ... وأن له إصبعًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما من قلبٍ إلا وهو بين إصبعين من أصابع الرحمن عزَّ وجلَّ))[30].



قال إمام الأئمة أبو بكر بن خزيمة رحمه الله في كتاب ((التوحيد)): (باب إثبات الأصابع لله عَزَّ وجَلَّ)، وذكر بأسانيده ما يثبت ذلك.



وقال أبو بكر الآجري رحمه الله في كتاب ((الشريعة)): (باب الإيمان بأن قلوب الخلائق بين إصبعين من أصابع الرب عَزَّ وجَلَّ، بلا كيف).



وقال البغوي رحمه الله: (والإصْبع المذكورة في الحديث صفةٌ من صفات الله عَزَّ وجَلَّ، وكذلككلُّ ما جاء به الكتاب أو السنَّة من هذا القبيل من صفات الله تعالى؛ كالنَّفس، والوجه، والعين، واليد، والرِّجل، والإتيان، والمجيء، والنُّزُول إلى السماء الدنيا، والاستواء على العرش، والضحك، والفرح))[31].



قال الشيخ عبدالرحمن البراك حفظه الله: (هذا الحديث يستدل به أهل السنة على إثبات الأصابع لله عزَّ وجلَّ، وأنها من صفة يديه؛ لأن هذا هو المفهوم من لفظ الإصبع في هذا السياق، وقد أقرَّ النبي صلى الله عليه وسلم اليهودي على قوله؛ كما فهِم ابن مسعود رضي الله عنه بقوله: (فضحِك رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجبًا وتصديقًا له)، ويؤيد ذلك قراءة النبي صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى: ï´؟وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِï´¾ [الأنعام: 91]. وقول أهل السنة في الأصابع لله تعالى، كقولهم في اليدين والوجه، وغير ذلك من الصفات، وهو الإثبات مع نفي مماثلة المخلوقات، ونفي العلم بالكيفية( [32].



فائدة7: أهل السنة والجماعة يُثبتونصفةالأنامل لله تعالى كما يَلِيق بجلاله، من غَيْر تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل:

ويدل على هذه الصفة حديث معاذ بن جبل - حديث اختصام الملأ الأعلى - وفيه: ((أَتَدْرِي فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى؟ قُلْتُ: لَا أَدْرِي يَا رَبِّ، قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى؟ قُلْتُ: لَا أَدْرِي رَبِّ، فَرَأَيْتُهُ وَضَعَ كَفَّهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ أَنَامِلِهِ بَيْنَ صَدْرِي))[33].



واستدل شيخ الإسلام رحمه الله بهذا الحديث على إثبات صفة الأنامل لله تعالى على الوجه الذي يليق بجلاله وعظيم سلطانه [34].



فائدة8: الرد على من يُؤَوِّل صفة اليدين لله جل وعلا:

المخالفون لأهل السنة والجماعة من المعطِّلة - كالجهمية والمعتزلة - يُؤَوِّلُون صفة اليدين، ويقولون: المراد بها القدرة، أو النعمة، أو القدرة والنعمة، وتقدَّم أن من أَوَّل صفة من الصِّفَات فقد عطَّلها عن معناها الحقيقي؛ ولذا نقول: هم معطِّلة أيضًا، وهذا أشهر تأويلاتهم: أن المراد باليدين النعمة والقدرة، وهناك تأويلاتٌ أخرى لهم، فيؤولونها بـ(القوة، والملك، والسلطان، والرزق، والخزائن، والبركة، والكرامة، والعناية)، ولكن كما تقدَّم: أن أشهر تأويلاتهم النِّعمة والقدرة، فهذا قول الجهمية، والمعتزلة، ومتأخري الأشاعرة، ويسمون (الأشاعرة المحضة)، بخلاف متقدمي الأشاعرة فهم يُثْبِتُون صفة اليدين ولا يُؤَوِّلونها.



والرد عليهم من وجوه:

1- أن تفسيرَ اليدِ بالقدرة والنعمة مخالفٌ لظاهر لفظ الآية، ولا دليل على هذا التأويل.



2- أنه مخالفٌ لإجماع السلَف، فلا يُعْرَفُ أحدٌ أَوَّلَهَا بالقدرة والنِّعمة.



3- أنَّ تأويلها بالقُدرة والنِّعمة ممتنعٌ في بعضِ الآيات؛ مثال ذلك قوله تعالى: ï´؟لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّï´¾، اليد جاءت بالتثنية، وتأويلها بالنعمة يلزم أن تكونَ النعمة نعمتين فقط، وهذا ممتنع؛ لأن نعم الله لا تُحْصَى؛ قال تعالى: ï´؟وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَاï´¾ [النحل: 18]، وأيضًا تأويلها بالقدرة يستلزم أن يكون له سبحانه قدرتان، ولا يجوز أن يكون له سبحانه قدرتان بإجماع العلماء، فهذا لا يقوله أحدٌ، وكذلك في قوله: ï´؟بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُï´¾، يلزم أن يكون له قدرتان، تعالى الله عن ذلك عُلُوًّا كبيرًا[35].



فائدة9: من أنكر صفة اليد لله:

وقال الآجري رحمه الله: (ويقال للجهمي الذي ينكر أن الله عز وجل خلق آدم بيده، كفَرت بالقرآن ورددت السنة، وخالفتَ الأُمة)[36].



وقال الشيخابن عثيمين رحمه الله: (الإنكار نوعان: النوع الأول: إنكار تكذيب، وهذا كفر بلا شك، فلو أن أحدًا أنكر اسمًا من أسماء الله، أو صفة من صفاته الثابتة في الكتاب والسنة؛ مثل أن يقول: ليس لله يد، فهو كافر بإجماع المسلمين؛ لأن تكذيب خبر الله ورسوله كفرٌ مُخرجٌ عن الملة.



النوع الثاني: إنكار تأويل، وهو ألا يجحدها، ولكن يؤوِّلها وهذا نوعان: الأول: أن يكون لهذا التأويل مسوغ في اللغة العربية، فهذا لا يوجب الكفر، الثاني: ألا يكون له مسوغ في اللغة العربية، فهذا موجب للكفر؛ لأنه إذا لم يكن له مسوغ صار تكذيبًا، مثل أن يقول: ليس لله يد حقيقةً، ولا بمعنى النعمة، أو القوة، فهذا كافرٌ؛ لأنه نفاها نفيًا مطلقًا، فهو مكذب حقيقةً، ولو قال في قوله تعالى: ï´؟بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِï´¾: المراد بيديه السماوات والأرض، فهو كافرٌ؛ لأنه لا يصح في اللغة العربية، ولا هو مقتضى الحقيقة الشرعية، فهو منكر مكذب، لكن إن قال: المراد باليد النعمة أو القوة، فلا يكفر؛ لأن اليد في اللغة تطلق بمعنى النعمة[37].


[1] رواه البخاري (4684)، ومسلم (993)، والترمذي (3045) واللفظ له.

[2] رواه البخاري ( 6520)، ومسلم (2792).

[3] رواه البخاري (1410)، ومسلم (1014) واللفظ له.

[4] رواه مسلم (2652).

[5] رواه مسلم (2759 ).

[6] رواه البخاري (4712)، ومسلم (194).

[7] رواه البخاري (7451) واللفظ له، ومسلم (2786).

[8] رواه البخاري (4812) واللفظ له، ومسلم (2787).

[9] رواه أبوداود (4703)، والترمذي (3075)، وصححه الألباني في ((صحيح الترمذي)) (3076).

[10] رواه مسلم ( 1827).

[11] رواه الآجري في ((الشريعة)) (542)(947/2) بهذا السياق، قال الألباني في (السلسلة الصحيحة) (3136): إسناده صحيح .. وله شواهد متفرقة.

[12] رواه مسلم ( 1690).

[13] رواه البخاري (7451)، ومسلم (2786).

[14] رواه مسلم ( 2654 ).

[15] رواه أحمد (5 /243)، والترمذي (3235)، وصححه والألباني.

[16] انظر: ((مختصر الصواعق المرسلة))، ص (348).

[17] انظر: ((رسالته إلى أهل الثغر))، ص (225).

[18] ((طبقات الحنابلة)) لابن أبي يعلى (1 /282).

[19] ((رسالة إلى أهل الثغر)) (ص 225).

[20] ((اعتقاد أئمة الحديث)) (ص 51).

[21] ((مجموع الفتاوى)) (6 /263).

[22] رواه مسلم (1827).

[23] رواه مسلم (2788).

[24] ((مجموع فتاوى الشيخ ابن باز )) ( 25 / 126 ).

[25] ((مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين )) ( 1 / 165 ) .

[26] (انظر: ((فتح الباري)) (13 /294).

[27] ((الحجة)) (2 /259).

[28] ((الحجة)) (2 /262).

[29] ((قطف الثمر)) (66).

[30] ((طبقات الحنابلة)) لابن أبي يعلى (1 /282).


[31] ((شرح السنة)) (1 /168).

[32] ((تعليقات الشيخ البراك على المخالفات العقدية في فتح الباري)) (ص87).

[33] رواه أحمد (5 /243)، والترمذي (3235)، وصحَّحه والألباني.

[34] انظر: ((نقض أساس التقديس)) (524-526).

[35] انظر: ((شرح لمعة الاعتقاد))؛ لحمود الفريح.

[36] انظر ((كتابه الشريعة)) ص323.


[37] ((مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين)) المجلد الأول - باب الأسماء والصفات.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 29.39 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 28.76 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.14%)]