[ابوالوليد المسلم]

مذلول


عبدالستار النعيمي

يَمْشِي إلى دارِه في شَعْرِهِ طُوْل

الظَّهْرُ منهُ انْحَنى والجِسْمُ مَنْحُولُ

نادَيْتُهُ واللِّباسُ الرَّثُّ يَمْنَعُهُ

من الظَّهُورِ على السَّاحاتِ مَذْلُولُ

كُنْ قانِعًا يا فتى فالرِّزْقُ مُقْتَسَمٌ

والعَيْشُ مُرْتسَمٌ باللهِ مَوْصُولُ

لا تَحْسَبَنْ فَقْرَ مَنْ يُبلى لقِيمَتِهِ

كَمْ مِنْ عَظِيمٍ مَضَى بالفَقْرِ مَشْمُولُ

لا تَبْتئِسْ فالإلهُ العَدْلُ يُكْرِمُهُ

قد غُيِّبَ الغَيْبُ عنا فَهْوَ مَجْهُولُ

انْظُرْ لِتِلْكَ الرُّبَى كَمْ تَشْتَكِي عَطَشًا

والماءُ مُنْفَجِرٌ والغَيْثُ مَهْطُولُ

لا تَشْبَعُ الأرْضُ مِنْ غَيْثٍ سَيَطْمُرُها

والإنْسُ مِنْ جِهَةِ الإشباعِ مَخْذُولُ

ما زال إنْسانُنا جَوْعانَ في طَمَعٍ

حتَّى يَحُوزُ على تِيجانِهِ النيلُ

كَمْ حُرَّةٍ أُرْغِمَتْ للمالِ قد أمَتتْ

والوَجْهُ بَدْرُ الدُّجَى والعَيْنُ قِنْدِيلُ

قَدْ لا تَرى في الغِنَى عَيْشًا سيُفْرِحُها

في قَصْرِها سِجْنُها، أوْ زَوْجها غولُ