عرض مشاركة واحدة
  #164  
قديم 21-10-2019, 02:37 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,450
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله

الحلقة (164)
تفسير السعدى
سورة الاعراف
من الأية(96) الى الأية(171)
عبد الرحمن بن ناصر السعدي
تفسير سورة الأعراف
وهي مكية


فقال له فرعون: ( إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ) .
(فَأَلْقَى ) موسى ( عَصَاهُ ) في الأرض ( فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ ) أي: حية ظاهرة تسعى، وهم يشاهدونها.
(وَنَزَعَ يَدَهُ ) من جيبه ( فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ ) من غير سوء، فهاتان آيتان كبيرتان دالتان على صحة ما جاء به موسى وصدقه، وأنه رسول رب العالمين، ولكن الذين لا يؤمنون لو جاءتهم كل آية لا يؤمنون حتى يروا العذاب الأليم.
فلهذا ( قَالَ الْمَلأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ ) حين بهرهم ما رأوا من الآيات، ولم يؤمنوا، وطلبوا لها التأويلات الفاسدة: ( إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ) أي: ماهر في سحره.
ثم خوفوا ضعفاء الأحلام وسفهاء العقول، بأنه ( يُرِيدُ ) موسى بفعله هذا ) أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ ) أي: يريد أن يجليكم عن أوطانكم ( فَمَاذَا تَأْمُرُونَ ) أي: إنهم تشاوروا فيما بينهم ما يفعلون بموسى، وما يندفع به ضرره بزعمهم عنهم، فإن ما جاء به إن لم يقابل بما يبطله ويدحضه، وإلا دخل في عقول أكثر الناس.
فحينئذ انعقد رأيهم إلى أن قالوا لفرعون: ( أَرْجِهْ وَأَخَاهُ ) أي: احبسهما وأمهلهما، وابعث في المدائن أناسا يحشرون أهل المملكة ويأتون بكل سحار عليم، أي: يجيئون بالسحرة المهرة، ليقابلوا ما جاء به موسى، فقالوا: يا موسى اجعل بيننا وبينك موعدا لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا سوى.
(قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى * فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى ) .
وقال هنا: ( وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ ) طالبين منه الجزاء إن غلبوا فـ ( قَالُوا إِنَّ لَنَا لأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ ) ؟
فـ ( قَالَ ) فرعون: ( نَعَمْ ) لكم أجر ( وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ) فوعدهم الأجر والتقريب، وعلو المنزلة عنده، ليجتهدوا ويبذلوا وسعهم وطاقتهم في مغالبة موسى.
فلما حضروا مع موسى بحضرة الخلق العظيم ( قَالُوا ) على وجه التألي وعدم < 1-300 > المبالاة بما جاء به موسى: ( يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ ) ما معك ( وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ ) .
فـ ( قَالَ ) موسى: ( أَلْقُوا ) لأجل أن يرى الناس ما معهم وما مع موسى.
(فَلَمَّا أَلْقَوْا ) حبالهم وعصيهم، إذا هي من سحرهم كأنها حيات تسعى، فـ ( سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوه ُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ ) لم يوجد له نظير من السحر.
وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حية تسعى، فـ تَلْقَفُ جميع مَا يَأْفِكُونَ أي: يكذبون به ويموهون.
فَوَقَعَ الْحَقُّ أي: تبين وظهر، واستعلن في ذلك المجمع، وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ .
فَغُلِبُوا هُنَالِكَ أي: في ذلك المقام وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ أي: حقيرين قد اضمحل باطلهم، وتلاشى سحرهم، ولم يحصل لهم المقصود الذي ظنوا حصوله.

وأعظم من تبين له الحق العظيم أهل الصنف والسحر، الذين يعرفون من أنواع السحر وجزئياته، ما لا يعرفه غيرهم، فعرفوا أن هذه آية عظيمة من آيات اللّه لا يدان لأحد بها.
وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 24.88 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 24.26 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.52%)]