[ابوالوليد المسلم]

تسابيح بلبل

د. رفيق حسن الحليمي

غرَّد البلبلُ يَومًا
فَوقَ أَغصانِ الشَّجَرْ
طائرًا بَينَ غُصُون
هائِمًا بَينَ الزَّهرْ
في جُمُوع منُ طُيُورٍ
ذاتِ ألحان أُخر
في ظلال وارفات
وعــــــــــــيــــــــون ونــــــــــــهــر
زانت الكون بهاء
معْ عبير ينتثر
نسمات من عليل
تتهادى في خفر
يا له صبحًا جميلًا
في شروق ينتشر
شدني لحن عجيب
يا لقلبي قد ظفر
هاج شوقي بعد ليل
مائج لا يستقر
يكتوي الجسم بنار
تتلظى في شرر
يتجافى عن منام
أو سكون منتظر
مُدْنَفًا يغفو قليلًا
مشفقا يرجو المفر
في ذهول وشرود
واضطراب في الفكر
وعيوندامعات
تتهاوىكالدرر
وزفيروشهيق
وانقباض في الصدر
ليس طيف يجتبيه
بعد أن ولى العمر
ليلتي ليل طويل
غاب نجمي والقمر
ليس في ليلي متاع
من غناء أو سمر
ليتني كنت كطير
لا يبالي من ضجر
شاءت الأقدار أني
كائـــــن بــين البـــــشر
فرضينابقضاء
وارتضينابالقدر
ليس هم يعتريه
لا، ولا يشكو كدر
هائمًا بين أقاح
مع أليف ينتظر
لا يبالي من مصير
أو فناء قد قدر
أو غيوم ممطرات
أو سماء مكفهر
أو شموس ساطعات
أو وهـــــــــاد ووعــــــــر
حوله الأعداء ترنو
بين باز ونسر
ترك الأعداء تهذي
في اغتياظ ومكر
ملأ الجو غناء
ينتشي منه البشر
جل من أعطاك صوتًا
حكمة فيها عبر
جل ربي في علاه
جل ربي واقتدر