عرض مشاركة واحدة
  #265  
قديم 16-12-2019, 04:57 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,616
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله

الحلقة (265)
تفسير السعدى
سورة الحجر
من الأية(88) الى الأية(99)
عبد الرحمن بن ناصر السعدي

تفسير سورة الحجر


" لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين " (88)
" لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم " أي: لا تعجب إعجابا يحملك على إشغال فكرك, بشهوات الدنيا, التي تمتع بها المترفون, واغتر بها الجاهلون, واستغن بما آتاك الله, من المثاني والقرآن العظيم.
" ولا تحزن عليهم " فإنهم لا خير فيهم يرجى, ولا نفع يرتقب.

" وقل إني أنا النذير المبين " (89)
فلك في المؤمنين عنهم, أحسن البدل, وأفضل العوض.
" واخفض جناحك للمؤمنين " أي ألن لهم جانبك, وحسن لهم خلقك, محبة, وإكراما, وتوددا.
" وقل إني أنا النذير المبين " أي: قم بما عليك من النذارة, وأداء الرسالة, والتبليغ للقريب والبعيد, والعدو, والصديق.
فإنك إذا فعلت ذلك, فليس عليك من حسابهم من شيء, وما من حسابك عليهم من شيء.

" كما أنزلنا على المقتسمين " (90)
وقوله.
" كما أنزلنا على المقتسمين " أي.
كما أنزلنا العقوبة على بطلان ما جئت به, الساعين لصد الناس عن سبيل الله.

" الذين جعلوا القرآن عضين " (91)
" الذين جعلوا القرآن عضين " أي: أصنافا, وأعضاءا, وأجزاءا, يصرفونه بحسب ما يهوونه.
فمنهم من يقول: سحر, ومنهم من يقول: كهانة ومنهم من يقول مفترى إلى غير ذلك من أقوال الكفرة المكذبين به, الذين جعلوا قدحهم فيه, ليصدوا الناس عن الهدى.

" فوربك لنسألنهم أجمعين " (92)
" فوربك لنسألنهم أجمعين " أي: جميع من قدح فيه وعابه, وحرفه وبدله " عما كانوا يعملون " .
وفي هذا أعظم ترهيب, وزجر لهم عن الإقامة على ما كانوا يعملون.

" فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين " (94)
ثم أمر الله رسوله ان لا يبالي بهم, ولا بغيرهم, وأن يصدع بما أمر الله, ويعلن بذلك لكل أحد ولا يعوقنه عن أمره عائق ولا تصده أقوال المتهوكين.
" وأعرض عن المشركين " أي لا تبال بهم, واترك مشاتمتهم ومسابتهم, مقبلا على شأنك.
" إنا كفيناك المستهزئين " بك وبما جئت به, وهذا وعد من الله لرسوله, أن لا يضره المستهزئون, وأن يكفيه الله إياهم بما شاء من أنواع العقوبة.

" الذين يجعلون مع الله إلها آخر فسوف يعلمون "(96)
وقد فعل تعالى, فإنه ما تظاهر أحد بالاستهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم وبما جاء به, إلا أهلكه الله, وقتله شر قتلة.
ثم ذكر وصفهم وأنهم كما يؤذونك يا رسول الله.
فإنهم أيضا, يؤذون الله " الذين يجعلون مع الله إلها آخر " وهو ربهم وخالقهم, ومنه برهم " فسوف يعلمون " غب أفعالهم إذا وردوا القيامة.
" ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون " لك من التكذيب والاستهزاء.
فنحن قادرون على استئصالهم بالعذاب, والتعجيل لهم بما يستحقونه, ولكن الله يمهلهم ولا يهملهم.

" فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين " (98)
" فـ " أنت يا محمد " سبح بحمد ربك وكن من الساجدين " أي: أكثر من ذكر الله, وتسبيحه, وتحميده, والصلاة, فإن ذلك يوسع الصدر, ويشرحه, ويعينك على أمورك.
" واعبد ربك حتى يأتيك اليقين " (99)
" واعبد ربك حتى يأتيك اليقين " أي: الموت, أي: استمر في جميع الأوقات على التقرب إلى الله بأنواع العبادات.
فامتثل صلى الله عليه وسلم أمر ربه, فلم يزل دائبا في العبادة, حتى أتاه اليقين من ربه صلى الله عليه وسلم, تسليما كثيرا



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 27.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 26.45 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.32%)]