
08-01-2020, 08:33 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,022
الدولة :
|
|
رد: العجب العجب
قلت -أي الذهبي-: والله ولا أنا، فقد كان السلف يطلبون العلم لله فنبلوا، وصاروا أئمة يقتدى بهم، وطلبه قوم منهم أولا لا لله، وحصلوه ثم استفاقوا، وحاسبوا أنفسهم، فجرهم العلم إلى الإخلاص في أثناء الطريق [السير 7/152].
20- قال الفيض -رحمه الله-: قال لي الفضيل: لو قيل لك: يا مُرائي، غضبت وشق عليك، وعسى ما قيل لك حق تزيّنت للدنيا وتصنعت وقصرت ثيابك وحسّنت سمتك وكففت أذاك، حتى يقال: أبو فلان عابد ما أحسن سمته، فيكرمونك وينظرونك، ويقصدونك ويهدون إليك، مثل الدرهم السُّتُّوق "هو الرديء الزيف الذي لا خير فيه" لا يعرفه كل أحد فإذا قُشر، قُشر عن نحاس [السير8/438].
21- قال إسحاق بن خلف - رحمه الله -: ليس شيء أقطع لظهر إبليس من قول ابن آدم: ليت شعري بما يختم لي، قال: عندها ييأس منه ويقول: متى يعجب هذا بعمله؟! [شعب الإيمان (1/508)].
22- عن المسيب بن رافع، قال: قيل لعلقمة: لو جلست فأقرأت الناس وحدثتهم، قال: أكره أن يوطأ عقبي- أن يتبعني الناس ويمشون ورائي- [سير أعلام النبلاء (4/59)].
23- قال إبراهيم النخعي -رحمه الله-: كانوا يكرهون أن يظهر الرجل أحسن ما عنده [سير أعلام النبلاء (20/591)].
24- قيل لعمر بن عبد العزيز -رحمه الله-: إن مت ندفنك في حجرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال لأن ألقى الله بكل ذنب غير الشرك أحب إلي من أن أرى نفسي أهلا لذلك [صيد الخاطر (ص 282)].
25- قال بعضُ الحُكماء: كيف يَسْتقِرّ الكِبر فيمن خُلِق من ترَاب، وطُوِي على القَذَر، وجَرى مجرى البول.
يا مظهر الكبر إعجابا بصورته *** أبصر خلاك فإن النتن تثريب
لو فكر الناس فيما في بطونهم *** ما استشعر الكبر شبان ولا شيب
هل في ابن آدم مثل الرأس مكرمة *** وهو بخمس من الأقذار مضروب
أنف يسيل وأذن ريحها سهك *** والعين مرمصة والثغر ملعوب
يا ابن التراب ومأكول التراب غدا *** أبصر فإنك مأكول ومشروب
26- سُئل عبد الله بن المبارك -رحمه الله- عن العجب؟ فقال: أن ترى أن عندك شيئًا ليس عند غيرك [تذكرة الحفاظ (1/278)].
27- قال أبو الدرداء رضي الله عنه-: "يا حبذا نوم الأكياس وإفطارهم كيف يعيبون سهر الحمقى وصيامهم، ومثقال ذرة من بر صاحب تقوى ويقين أعظم وأفضل وأرجح من أمثال الجبال من عبادة المغترين"[حلية الأولياء [1/211].
28- عن أيوب السختياني، أنه قال: ينبغي للعالم أن يضع التراب على رأسه تواضعًا لله.
قالوا:
المتواضع من طلاب العلم أكثر علمًا كما أن المكان المنخفض أكثر البقاع ماءً
قيل لبزرجمهر:
ما النعمة التي لا يحسد عليها صاحبها؟ قال: التواضع.
قيل له: فما البلاء الذي لا يرحم عليه صاحبه؟ قال: العجب.
قال ابن عبدوس: كلما توقر العالم وارتفع كان العجب إليه أسرع إلا من عصمه الله بتوفيقه وطرح حب الرياسة عن نفسه.
قال عمر: أخوف ما أخاف عليكم أن تهلكوا فيه ثلاث خلال: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه.
عن مسروق، قال: كفى بالمرء علمًا أن يخشى الله، وكفى بالمرء جهلًا أن يعجب بعلمه.
قال أبو الدرداء: علامة الجهل ثلاث: العجب، وكثرة المنطق فيما لا يعنيه، وأن ينهى عن شيء ويأتيه.
عن علي -رحمه الله- أنه قال: الإعجاب آفة الألباب.
قالوا: من أعجب برأيه ضل، ومن استغنى بعقله زل، ومن تكبر على الناس ذل، ومن خالط الأنذال حقر، ومن جالس العلماء وقر.
قال الفضيل بن عياض: ما من أحد أحب الرياسة إلا حسد، وبغى، وتتبع عيوب الناس، وكره أن يذكر أحد بخير.
قال سفيان: كنت أتمنى الرياسة وأنا شاب وأرى الرجل عند السارية يفتي فأغبطه، فلما بلغتها عرفتها.
قال مالك بن دينار: من تعلم العلم للعمل كسره، ومن تعلمه لغير العمل زاده فخرًا [المصدر: جامع بيان العلم وفضله (1/282)].
29- وقال أبو علي الجوزجاني -رحمه الله-: "النفس معجونة بالكبر والحرص والحسد، فمن أراد الله -تعالى- هلاكه منع منه التواضع والنصيحة والقناعة، وإذا أراد الله -تعالى- به خيرًا لطف به في ذلك، فإذا هاجت في نفسه نار الكبر أدركها التواضع من نصرة الله -تعالى-، وإذا هاجت نار الحسد في نفسه أدركتها النصيحة مع توفيق الله -عز وجل-، وإذا هاجت في نفسه نار الحرص أدركتها القناعة مع عون الله -عز وجل- [الإحياء (3/362)].
30- قال حماد بن زيد -رحمه الله-: سمعت أيوب يقول: ينبغي للعالم أن يضع الرماد على رأسه! تواضعاً لله جلت عظمته[أخلاق العلماء (ص 48)].
31- قال الحسن -رحمه الله-: لو كان كلام بني آدم كله صدقاً، وعمله كله حسناً، يوشك أن يخسر، قيل: وكيف يخسر؟ قال: يعجب بنفسه [شعب الإيمان (5/454)].
32- قال كعب الأحبار -رحمه الله- لرجل أتاه ممن يتبع الأحاديث: اتق الله وارض بدون الشرف من المجلس، ولا تؤذين أحدا، فإنه لو ملأ علمك ما بين السماء والأرض مع العجب، ما زادك الله به إلا سفالاً ونقصا، فقال الرجل رحمك الله يا أبا إسحاق، إنهم يكذبوني ويؤذوني، فقال قد كانت الأنبياء يكذبون ويؤذون فيصبرون، فاصبر وإلا فهو الهلاك [حلية الأولياء (5/376)].
33- قال ابن الجوزى -رحمه الله-: من تلمح خصال نفسه وذنوبها، علم أنه على يقين من الذنوب والتقصير، وهو من حال غيره في شك، فالذي يُحذر منه الإعجاب بالنفس، ورؤية التقدم في أعمال الآخرة، والمؤمن لا يزال يحتقر نفسه، وقد قيل لعمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه-: إن مت ندفنك في حجرة رسول الله، فقال: لأن ألقى الله بكل ذنب غير الشرك أحب إلىّ من أن أرى نفسي أهلاً لذلك[صيد الخاطر (ص 250)].
34- قال ابن الحاج -رحمه الله-: من أراد الرفعة فليتواضع لله -تعالى-، فإن العزة لا تقع إلا بقدر النزول، ألا ترى أن الماء لما نزل إلى أصل الشجرة صعد إلى أعلاها؟ فكأن سائلاً سأله: ما صعد بك هنا، أعني في رأس الشجرة وأنت تحت أصلها؟! فكأن لسان حاله يقول: من تواضع لله رفعه[المدخل (2/122)].
35- قال ابن القيم -رحمه الله-: إن الله -سبحانه- إذا أراد بعبده خيرًا أنساه رؤية طاعاته ورفعها من قلبه ولسانه، فإذا ابتلى بذنب جعله نصب عينيه، ونسى طاعته وجعل همه كله بذنبه، فلا يزال ذنبه أمامه، إن قام أو قعد، أو غدا أو راح، فيكون هذا عين الرحمة في حقه، كما قال بعض السلف: إن العبد ليعمل الذنب فيدخل به الجنة، ويعمل الحسنة فيدخل بها النار، قالوا: وكيف ذلك؟
قال: يعمل الخطيئة لا تزال نصب عينيه، كلما ذكرها بكى وندم وتاب واستغفر وتضرّع وأناب إلى الله، وذلّ له وانكسر وعمل لها أعمالاً فتكون سبب الرحمة في حقه، ويعمل الحسنة فلا تزال نصب عينيه يمنّ بها، ويراها، ويعتدّ بها على ربه وعلى الخلق، ويتكبر بها ويتعجب من الناس كيف لا يعظمونه ويكرمونه ويجلونه عليها، فلا تزال هذه الأمور به حتى تقوى عليه آثارها فتدخله النار.
فعلامة السعادة أن تكون حسنات العبد خلف ظهره وسيئاته نصب عينيه وعلامة الشقاوة أن يجعل حسناته نصب عينيه وسيئاته خلف ظهره والله المستعان [مفتاح دار السعادة (1/297)].
36- قال السري السقطي -رحمه الله-: ما رأيت شيئاً أحبطَ للأعمال، ولا أفسدَ للقلوب، ولا أسرعَ في هلاك العبد، ولا أدومَ للأحزان، ولا أقربَ للمقت، ولا ألزمَ لمحبة الرياء والعجب والرياسة، من قلة معرفة العبدِ لنفسه، ونظرِهِ في عيوب الناس، لاسيما إن كان مشهورا معروفا بالعبادة، وامتد له الصيت حتى بلغ من الثناء ما لم يكن يؤمله، وتربص في الأماكن الخفية بنفسه، وسراديب الهوى، وفي تجريحه في الناس ومدحه فيهم [الطبقات الكبرى للشعراني (ص73)، مستفادة من الشيخ عبد الرحمن السديس].
37- قال الإمام النووي -رحمه الله-: وطريقةٌ في نفى الإعجاب أن يعلمَ أن العلم فضل من الله -تعالى-، ومنّة عارية، فإن لله -تعالى- ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فينبغي ألا يُعجبَ بشيء لم يخترعه، وليس مالكًا له، ولا على يقين من دوامه [المجموع (1/55)].
38- قال الشافعي -رحمه الله-: إذا خفت على عملك العُجْب، فاذكر رضا من تطلب، وفي أي نعيم ترغب، ومن أي عقاب ترهب، فمن فكر في ذلك صغر عنده عمله[سير أعلام النبلاء (10/42)].
39- قال ابن القيم -رحمه الله-: اعلم أن العبد إذا شرع في قول أو عمل يبتغي مرضاة الله، مطالعًا فيه منة الله عليه به، وتوفيقه له فيه، وأنه بالله لا بنفسه، ولا بمعرفته وفكره وحوله وقوته، بل هو الذي أنشأ له اللسان والقلب والعين والأذن، فالذي منّ عليه بالقول والفعل، فإذا لم يغب ذلك عن ملاحظته ونظر قلبه لم يحضره العجب الذي أصله رؤية نفسه وغيبته عن شهود منة ربه وتوفيقه [الفوائد (ص 152)].
40- قال أبو حازم الأعرج -رحمه الله-: "إن العبد ليعمل الحسنة تسره حين يعملها، وما خلق الله من سيئة أضر له منها، وإن العبد ليعمل السيئة حتى تسوءه حين يعملها، وما خلق الله من حسنة أنفع له منها، وذلك أن العبد ليعمل الحسنة تسره حين يعملها، فيتجبر فيها ويرى أن له بها فضلا على غيره، ولعل الله -تعالى- أن يحبطها ويحبط معها عملا كثيرا، وإن العبد حين يعمل السيئة تسوءه حين يعملها، ولعل الله -تعالى- يحدث له بها وجلا يلقى الله -تعالى-، وإن خوفها لفي جوفه باق"[حلية الأولياء (3/242)].
41- قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -رحمه الله-: كان أبي يقول: أي بني وكيف تعجبك نفسك وأنت لا تشاء أن ترى من عباد الله من هو خير منك إلا رأيته، يا بني لا ترى أنك خير من أحد يقول: لا إله إلا الله حتى تدخل الجنة ويدخل النار، فإذا دخلت الجنة ودخل النار تبين لك أنك خير منه [حلية الأولياء (3/222)].
42- قال الإمام القرافي -رحمه الله-: وسر تحريم العجب أنه سوء أدب مع الله -تعالى-، فإن العبد لا ينبغي له أن يستعظم ما يتقرب به إلى سيده، بل يستصغره بالنسبة إلى عظمة سيده، لا سيما عظمة الله -تعالى-، ولذلك قال الله -تعالى-: (وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ)[الزمر: 67] أي ما عظموه حق تعظيمه، فمن أعجب بنفسه وعبادته فقد هلك مع ربه، وهو مطلع عليه، وعرض نفسه لمقت الله -تعالى-وسخطه [الفروق (4/227)].
43- قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-: ولقد شاهدت من شيخ الإسلام ابن تيمية -قدس الله روحه- من ذلك أي ضبط النفس بالذل والانكسار- أمرا لم أشاهده من غيره.
وكان يقول كثيراً: ما لي شيء، ولا منّي شيء، ولا فيَّ شيء.
وكان كثيرا ما يتمثل بهذا البيت:
أنا المكدّى وابن المكدّى *** وهكذا كان أبي وجدي
وكان إذا أثنى عليه في وجهه يقول: والله إني إلى الآن أجدِّد إسلامي كل وقت، وما أسلمت بعد إسلاماً جيداً.
وبعث إليَّ في آخر عمره قاعدة في التفسير بخطِّه، وعلى ظهرها أبياتٌ بخطه من نظمه:
أنا الفقير إلى رب البريَّات *** أنا المُسَيْكينُ في مجموع حالاتي
أنا الظلوم لنفسي وهي ظالمتي *** والخير إن يأتنا من عنده ياتي
لا أستطيع لنفسي جلب منفعة *** ولا عن النفس لي دفع المضراتِ
وليس لي دونه مولى يدبرني *** ولا شفيع إذا حاطت خطيئاتي
إلا بإذن من الرحمن خالقنا *** إلى الشفيع كما جاء في الآياتِ
ولست أملك شيئاً دونه أبداً *** ولا شريك أنا في بعض ذراتِ
ولا ظهير له كي يستعين به *** كما يكون لأرباب الولايات
والفقر لي وصف ذاتٍ لازمٌ أبداً *** كما الغنى أبداً وصفٌ له ذاتي
وهذه الحال حالُ الخلقِ أجمعهم *** وكلهم عنده عبدٌ له آتي
فمن بغى مطلباً من غير خالقه *** فهو الجهول الظلوم المشرك العاتي
والحمد لله ملء الكونِ أجمعهِ *** ما كان منه وما من بعد قد ياتي
[مدارج السالكين (1 / 521)].
44- قال إبراهيم التيمي -رحمه الله-: "من جلس مجلسا ليجلس إليه فلا تجلسوا إليه"[حلية الأولياء (4/225)].
45- وما أحسن قول عبيد الله بن أبي جعفر وكان أحد الحكماء يقول: إذا كان المرء يحدث في مجلس فأعجبه الحديث فليسكت، وإذا كان ساكتا فأعجبه السكوت فليحدث.
قال الحافظ: وهذا حسن، فإن من كان كذلك كان سكوته وحديثه بمخالفة هواه وإعجابه بنفسه، ومن كان كذلك كان جديرا بتوفيق الله إياه وتسديده في نطقه وسكوته، لأن كلامه وسكوته يكون لله -عز وجل - [غذاء الألباب (1/58)].
46- قال الفضيل بن عياض -رحمه الله-: "إن استطعت أن لا تكون محدثًا ولا قارئًا ولا متكلمًا. إن كنت بليغًا، قالوا: ما أبلغه، وأحسن حديثه، وأحسن صوته، ليعجبك ذلك فتنتفخ، وإن لم تكن بليغًا ولا حسن الصوت، قالوا: ليس يحسن يحدث، وليس صوته بحسن، أحزنك ذلك وشق عليك فتكون مرائيًا،
وإذا جلست فتكلمت فلم تبال من ذمك ومن مدحك، فتكلم [سير أعلام النبلاء (8/109)].
47- قال الفضيل بن عياض - رحمه الله -: لو أن المبتدع تواضع لكتاب الله وسنة نبيه، لاتبع ما ابتدع، و لكنه أُعجب برأيه فاقتدى بما اخترع [التذكرة في الوعظ (ص 97)].
48- عن عطاء بن يزيد -رحمه الله- وقد أكثر الناس، قال: إنكم أكثرتم في "أرأيت؟ أرأيت؟" لا تعلموا لغير الله ترجون الثواب من الله؛ ولا يعجبن أحدكم علمه وإن كثر فإنه لا يبلغ عند عظمة الله -مثل قائمة- من قوائم ذباب [شعب الإيمان (2/312)].
49- قال سفيان الثوري -رحمه الله-: إياك وما يفسد عليك عملك فإنما يفسد عليك عملك الرياء، فإن لم يكن رياء فإعجابك بنفسك حتى يخيل إليك أنك أفضل من أخ لك، وعسى أن لا تصيب من العمل مثل الذي يصيب ولعله أن يكون هو أورع منك عما حرم الله وأزكى منك عملا، فإن لم تكن معجبا بنفسك فإياك أن تحب محمدة الناس ومحمدتهم أن تحب أن يكرموك بعملك ويروا لك به شرفا ومنزلة في صدورهم أو حاجة تطلبها إليهم في أمور كثيرة، فإنما تريد بعملك زعمت وجه الدار الآخرة لا تريد به غيره، فكفى بكثرة ذكر الموت مزهدا في الدنيا ومرغبا في الآخرة وكفى بطول الأمل قلة خوف وجرأة على المعاصي، وكفى بالحسرة والندامة يوم القيامة لمن كان يعلم ولا يعمل [حلية الأولياء (6/391)].
50- عَنِ الْحَسَنِ البصري -رحمه الله-: أن أصحابه مَشَوْا خَلْفَهُ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: «رَحِمَكُمُ اللَّهُ، مَا يُبْقِي هَذَا مِنْ مُؤْمِنٍ ضَعِيفٍ»[الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (1/396)].
51- قال الأعمش -رحمه الله-: كنت عند إبراهيم النخعي وهو يقرأ في المصحف، فاستأذن عليه رجل، فغطى المصحف، وقال: «لا يراني هذا أني أقرأ فيه كل ساعة»[حلية الأولياء (4/222)].
52- قال الماوردي -رحمه الله-: وَأَمَّا الْإِعْجَابُ فَيُخْفِي الْمَحَاسِنَ وَيُظْهِرُ الْمَسَاوِئَ وَيُكْسِبُ الْمَذَامَّ وَيَصُدُّ عَنْ الْفَضَائِلِ، وَلَوْ تَصَوَّرَ الْمُعْجَبُ الْمُتَكَبِّرُ مَا فُطِرَ عَلَيْهِ مِنْ جِبِلَّةٍ، وَبُلِيَ بِهِ مِنْ مِهْنَةٍ، لَخَفَضَ جَنَاحَ نَفْسِهِ وَاسْتَبْدَلَ لِينًا مِنْ عُتُوِّهِ، وَسُكُوتًا مِنْ نُفُورِهِ.
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: عُجْبُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ أَحَدُ حُسَّادِ عَقْلِهِ. وَلَيْسَ إلَى مَا يُكْسِبُهُ الْكِبْرُ مِنْ الْمَقْتِ حَدٌّ، وَلَا إلَى مَا يَنْتَهِي إلَيْهِ الْعُجْبُ مِنْ الْجَهْلِ غَايَةٌ، حَتَّى إنَّهُ لَيُطْفِئَ مِنْ الْمَحَاسِنِ مَا انْتَشَرَ، وَيَسْلُبَ مِنْ الْفَضَائِلِ مَا اشْتَهَرَ، وَنَاهِيَك بِسَيِّئَةٍ تُحْبِطُ كُلَّ حَسَنَةٍ وَبِمَذَمَّةِ تَهْدِمُ كُلَّ فَضِيلَةٍ، مَعَ مَا يُثِيرُهُ مِنْ حَنَقٍ وَيُكْسِبُهُ مِنْ حِقْدٍ.
وَقَالَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: عَجِبْتُ لِمَنْ جَرَى فِي مَجْرَى الْبَوْلِ مَرَّتَيْنِ كَيْفَ يَتَكَبَّرُ، وَقَدْ وَصَفَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ الْإِنْسَانَ، فَقَالَ:
يَا مُظْهِرَ الْكِبْرِ إعْجَابًا بِصُورَتِهِ *** اُنْظُرْ خَلَاكَ فَإِنَّ النَّتْنَ تَثْرِيبُ
لَوْ فَكَّرَ النَّاسُ فِيمَا فِي بُطُونِهِمْ *** مَا اسْتَشْعَرَ الْكِبْرَ شُبَّانٌ وَلَا شِيبُ
هَلْ فِي ابْنِ آدَمَ مِثْلُ الرَّأْسِ مَكْرُمَةً *** وَهُوَ بِخَمْسٍ مِنْ الْأَقْذَارِ مَضْرُوبُ
أَنْفٌ يَسِيلُ وَأُذْنٌ رِيحُهَا سَهِكٌ *** وَالْعَيْنُ مُرْفَضَّةٌ وَالثَّغْرُ مَلْعُوبُ
يَا ابْنَ التُّرَابِ وَمَأْكُولَ التُّرَابِ غَدًا *** أَقْصِرْ فَإِنَّك مَأْكُولٌ وَمَشْرُوبُ
وَأَحَقُّ مَنْ كَانَ لِلْكِبْرِ مُجَانِبًا، وَلِلْإِعْجَابِ مُبَايِنًا، مَنْ جَلَّ فِي الدُّنْيَا قَدْرُهُ، وَعَظُمَ فِيهَا خَطَرُهُ؛ لِأَنَّهُ قَدْ يَسْتَقِلُّ بِعَالِي هِمَّتِهِ كُلَّ كَثِيرٍ، وَيَسْتَصْغِرُ مَعَهَا كُلَّ كَبِيرٍ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: لَا يَنْبَغِي لِلشَّرِيفِ أَنْ يَرَى شَيْئًا مِنْ الدُّنْيَا لِنَفْسِهِ خَطِيرًا فَيَكُونُ بِهَا نَابِهًا. وَقَالَ ابْنُ السَّمَّاكِ لِعِيسَى بْنِ مُوسَى: تَوَاضُعُك فِي شَرَفِك أَشْرَفُ لَك مِنْ شَرَفِك. وَكَانَ يُقَالُ: اسْمَانِ مُتَضَادَّانِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ: التَّوَاضُعُ وَالشَّرَفُ [أدب الدني والدين ص (237)].
53- من بدائع الروائع: منشأ العجب وعلاجه.
54- قال العلامة أبو الطيب صديق حسن خان -رحمه الله- كما في " أبجد العلوم": (2/86):
الغرور هو: سكون النفس إلى ما يوافق الهوى ويميل إليه الطبع عن شبهة وخدعة من الشيطان.
والمغرورون أصناف؛ منهم: العلماء الذين أحكموا العلوم الشرعية والعقلية وتعمقوا فيها وأهملوا محافظة الجوارح عن المعاصي وإلزامها الأعمال الصالحة وهم مغرورون: لأن العلم إذا لم يقارنه العمل لا يكون له مكان عند الله -تعالى- وعند الخواص من عباده.
ومنهم: الذين أحكموا العلم والعمل وأهملوا تزكية نفوسهم عن الأخلاق الذميمة وهم مغرورون أيضا إذ لا ينجو في الآخرة إلا من أتى الله بقلب سليم.
ومنهم: الذين اعترفوا بأن النجاة في الآخرة إنما هي بتزكية النفس عن الأخلاق الذميمة إلا أنهم يزعمون أنهم منفكون عنها وهؤلاء مغرورون أيضا لأن هذا من العجب والعجب من أشد الصفات المهلكات.
ومنهم: الذين اتصفوا بالعلم وتزكية الأخلاق لكن بقي منها خبايا في زوايا القلب ولم يشعروا بها وهؤلاء أيضا مغرورون بظاهر أحوالهم وغفلوا عن تحصيل القلب السليم.
ومنهم: الذين اقتصروا على علم الفتاوى وإجراء الأحكام وهم مغرورون لأنهم اقتصروا على فرض الكفاية وأخلوا بفرض العين وهو: إصلاح أنفسهم وتزكية أخلاقهم وتصفية قلوبهم من الحقد والحسد وأمثال ذلك.
ومنهم: الوعاظ وأعلاهم رتبة من يتكلم في أخلاق النفس وصفات القلب من الخوف والرجاء والإخلاص ونحو ذلك وأكثرهم مغرورون لأنهم يتكلمون فيما ذكر وليس لهم من ذلك شيء.
ومنهم: من اشتغل باللغة ودقائق العلوم العربية وأفنوا عمرهم فيها ظنا منهم أنهم من علماء الأمة لأنهم في صدد أحكام مباني الكتاب والسنة وهم مغرورون لأنهم: اتخذوا القشر مقصودا فاغتروا به.
وأصناف المغرورين من الناس لا يمكن تعدادهم وفي هذا القدر كفاية لمن اعتبر - اللهم ألهمنا طريق دفع الغرور، ولا يمكن ذلك إلا بالعقل الذي هو مبنى الخيرات وأساسها ثم بالمعرفة وهي لا تعم إلا بمعرفة نفسه بالذل والعبودية ومعرفة ربه بالجلال والهيبة وصفا بقلبه بلذة المناجات، واستوت عنده من الدنيا ذهبها ومدرها ولا يبقى للشيطان عليه من سلطان "ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور" [انتهى].
55- قال إبراهيم التيمي -رحمه الله-: "ما عرضت عملي على قولي إلا خشيت أن أكون مكذباً" [الزهد لأحمد (ص 293)، حلية الأولياء (4/211)].
56- قال ابن القيم -رحمه الله-: فَلَا شَيْء أفسد للأعمال من الْعجب ورؤية النَّفس فَإِذا أَرَادَ الله بعده خيرا أشهده منّته وتوفيقه وإعانته لَهُ فِي كل مَا يَقُوله ويفعله فَلَا يعجب بِهِ ثمَّ أشهده تَقْصِيره فِيهِ وَأَنه لَا يرضى لرَبه بِهِ فيتوب إِلَيْهِ مِنْهُ ويستغفره ويستحي أَن يطْلب عَلَيْهِ أجرا، وَإِذا لم يشهده ذَلِك وغيّبه عَنهُ فَرَأى نَفسه فِي الْعَمَل وَرَآهُ بِعَين الْكَمَال وَالرِّضَا لم يَقع ذَلِك الْعَمَل مِنْهُ موقع الْقبُول وَالرِّضَا والمحبة فالعارف يعْمل الْعَمَل لوجه مشاهدا فِيهِ منّته وفضله وتوفيقه معتذرا مِنْهُ إِلَيْهِ مستحييا مِنْهُ إِذْ لم يوفه حَقه وَالْجَاهِل يعْمل الْعَمَل لحظه وهواه نَاظرا فِيهِ إِلَى نَفسه يمنّ بِهِ على ربه رَاضِيا بِعَمَلِهِ فَهَذَا لون وَذَاكَ لون آخر[الفوائد ص (153)].
57- قال الحارث بن نبهان -رحمه الله-: سمعت محمد بن واسع، يقول: "واصاحباه ذهب أصحابي" قلت: رحمك الله أبا عبد الله أليس قد نشأ شباب يصومون النهار، ويقومون الليل، ويجاهدون في سبيل الله، قال: "بلى ولكن أخ" وتفل "أفسدهم العجب"[حلية الأولياء (2/352)].
58- قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه-: "اثنتان منجيتان، واثنتان مهلكتان، فالمنجيتان: النية والنهى، فالنية أن تنوي أن تطيع الله فيما يستقبل، والنهى أن تنهى نفسك عما حرم الله -عز وجل-، والمهلكتان: العجب، والقنوط"[حلية الأولياء (7/298)]

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|