عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-02-2020, 04:59 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,493
الدولة : Egypt
افتراضي أحكام العقيقة عن المولود المودود

أحكام العقيقة عن المولود المودود
ميكائيل بن غندي بن الحسن السيسي


تعريف العقيقة في اللغة والاصطلاح:
تعريف العقيقة في اللغة: من العقِّ، وأصل العقّ: الشق والقطع. تقول عقّ البَرْقُ: إذا انشقَّ.
ومنه عقوق الوالدين، عقَّ والديه عقًّا، وعُقوقا، ومعقَّةً: أي استخف به وعصاه وترك الإحسان إليه
وفاعله: عاقٌّ، وعقُّ، وعقوقٌ.

والعقيقة لها معنيان:
1- أصلها: شعر كلِّ مولود من النّاس، والبهائم، ويَنبت وهو في بطن أُمّه، ذكره أبو عبيد.
2- الذّبيحة التي تذبح عن المولود يوم سُبُوعِه عند حَلْق شعره.
3- صوف الجذع.
4- الخرزة الحمراء من الأحجار الكريمة[1].

والعقيقة اصطلاحاً:
ما يذكى عن المولود عند حَلْق شعره شكر لله تعالى.

سبب تسميتها بهذا الاسم:
سبب تسميتها بهذا الاسم فيه قولان:
القول الأول:
قال أبو عبيد: وإنما سميت الشّاة التي تذبح عنه عقيقة، لأنه يحلق عنه ذلك الشّعر عند الذبح.
وقال أيضا: وهذا مما قلت لك إنهم ربما سموا الشيء باسم غيره إذا كان معه أو من سببه، فسميت الشّاة عقيقة لعقيقة الشّعر.

القول الثاني: لأنه يشقّ حلقها عند الذبح.
قال أحمد بن حنبل: العقيقة الذبح نفسه. قال: ولا وجه لما قال أبو عبيد.
قال ابن عبد البرّ: يشهد لقول أحمد بن حنبل قول الشّاعر:
بلاد بها عقُّ الشّباب تمائمي وأول أرض مس جلدي ترابها.
يريد أنّه لما شب قطعت عنه تمائمه[2].

مشروعية العقيقة:
العقيقة مشروعة عند عامّةِ أهل العلم من لدن الصّحابة - رضي الله عنهم - إلى هذا العصر.

الأدلة على مشروعيتها كثيرة منها:
1- عن سمرة بن جندب أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((كل غلام رهينة بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه، ويحلق ويسمّى)).
2- عن سليمان بن عامر قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((مع الغلام عقيقته، فأهرقوا عنه دما، وأميطوا عنه الأذى))[3].

حكم العقيقة:
مختلف فيه إلى أربعة أقوال:
القول الأول: واجبة.
هذا مذهب الحسن، والليث بن سعد، وأبي زناد، وداود وهو ظاهر قول الخطابي.

أدلتهم:
استدلوا بأدلة منها:
1 و2- الحديثين الساّبقين حديث سمرة بن جندب وحديث سليمان بن عامر - رضي الله عنهما.

3- حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مع الغلام عقيقته، فأهرقوا عنه دما، وأميطوا عنه الأذى))[4].
قوله ((فأهرقوا عنه دما)) أمر، والأمر يقتضي الوجوب.

4- حديث عائشة - رضي الله عنها - أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاة))[5]

5- حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما ((أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عقَّ عن الحسن والحسين كبشاً كبشاً))[6].

القول الثاني: سنة مؤكدة .
هذا مذهب الجمهور من المالكية، والشافعية والحنابلة، وغيرهم من السّلف والخلف.

أدلتهم:
استدلوا بأدلة الذين قالوا بالوجوب، إلاّ أنّهم صرفوا الأدلة من الوجوب إلى النّدب بوجود قرينة صارفة، وهذه القرينة هي قوله صلى الله عليه وسلم: ((مَن أحبَّ منكم أن يَنسُك عن ولده فليفعل))[7].

قال الشافعي: أفرط فيها رجلان، قال أحدهما: هي بدعة، والآخر قال: واجبة.
أشار بقائل البدعة إلى أبي حنيفة، وأشار بقائل الوجوب إلى الليث بن سعد.

القول الثالث: مباح مع الكراهة.
هذا مذهب أبي حنيفة وأصحابه.

دليلهم:
1- عن أبي رافع قال: لمّا ولدت فاطمة حسنا رضي الله عنهما - قالت: يا رسول الله ألا أعُق عن ابني؟ قال: ((لا، ولكن احلقي رأسه وتصدقي بوزن شعره وَرِقًا)) أو قال: ((فضَّةً))[8]
الحديث في صحته نظر لأن مداره على عبد الله بن محمد بن عقيل.

قال البيهقي: تفرّد به ابن عقيل، وهو إن صحّ فكانّه أراد أن يتولّى العقيقة عنهما بنفسه، كما رويناه، فأمرها بغيرها وهو التّصدق بوزن شعرهما من الورق، وبالله التّوفيق.

قال ابن القيّم:
ولو صحّ قوله: ((لا تعقي عنه)) لم يدل ذلك على كراهة العقيقة، لأنّه - صلى الله عليه وسلم - أحبّ أن يتحمل عنها العقيقة، فقال لها: (( لا تعقي ))، عق هو - صلى الله عليه وسلم - وكافاها المؤنة، وأمّا قولهم: إنّها من فعل أهل الكتاب، فالّذي من فعلهم تخصيص الذّكر بالعقيقة دون الأنثى، كما دلّ عليه لفظ الحديث[9].

2- عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم - عن العقيقة؟
فقال: (( إنّ الله لا يُحب العُقُوق)) وكانّه كره الاسم، قالوا: يا رسول الله إنّما نسألك عن أحدنا يولد له؟ قال: ((مَن أحبّ منكم أن يَنسُك عن ولده فليفعل، عن الغلام شاتان مكافَأَتان، وعن الجارية شاة))[10].

وجه الاستدلال أنّ الله تعالى ما دام لا يحب العقوق دلالة على كراهته إيّاه.
هذا الاستدلال غير صحيح لأن الكراهة منصب ومنسحب إلى الاسم، لا إلى العقيقة بذاته، ومع هذه الكراهة فقد سمّاها الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث سمرة بن جندب وسليمان بن عامر السّابقين بالعقيقة.
يتبع





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.66 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.03 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.04%)]