عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-02-2020, 04:08 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,493
الدولة : Egypt
افتراضي رد: زاد العقول شرح سلم الوصول

زاد العقول شرح سلم الوصول (1/ 17)
أبي أسامة الأثري جمال بن نصر عبدالسلام




المبحث الثالث: حكم تعلم هذا العلم

تعلُّم هذا العلم فرض عَيْنٍ على كل مَن أراد النظرَ والاستدلال، واستخراج الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلِيَّة.

وفرض كفاية على مَن سواهم.



المبحث الرابع: الثمرة المترتبة على تعلُّم أصول الفقه

علم أصول الفقه من أهمِّ العلوم الشرعية؛ لأنه يُتحصَّل به على عدة أمور:

1- فهم كلام الله ورسوله، ومعرفة المراد منهما.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" 2/ 497: "إنَّ المقصود من أصول الفقه أن يفقه الدارس مُراد الله ورسوله بالكتاب والسنة"؛ اهـ.

2- فهم كلام العرب.

3- امتلاك مفاتيح الفقه في الدين، ومعرفة أحكام العقيدة، والفقه، والتفسير؛ لأنَّه من علوم الآلات التي يُفهم بها المراد من علوم الغايات سالفة الذكر.



المبحث الخامس: التعريف بصاحب" الورقات":

هو ضياء الدين أبو المعالي عبدالملك بن يوسف بن عبدالله بن يوسف بن محمد بن حيويه الطائي السِّنْبِسي[1].

إمام من أئمة زمانه في علم الكلام.

ولد في "جوين" من نواحي نيسابور سنة 418 هـ.

ورحل إلى مَكَّة، فجاور بها أربعَ سنين، ثم ذهب إلى المدينة، وجاور بها مدةً من الزمان؛ لذا لقب بـ "إمام الحرمين".

وعاد إلى نيسابور في آخر حياته، واستقر بها، ودرس في "المدرسة النظامية" إلى أن مات.

وعرف عنه اشتغاله في أغلب أوقات حياته بعلم الكلام، والجدل، والفلسفة، ولكنَّه تاب من ذلك كله قبل موته، وقد نقل ابن تيمية وغيره توبته.



قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (4/ 73):

"وهذا إمام الحرمين ترك ما كان ينتحله ويقرره، واختار مذهبَ السلف، وكان يقول: يا أصحابنا، لا تشتغلوا بالكلام، فلو أني عرفت أن الكلام يبلغ بي ما بلغ، ما اشتغلت به.

وقال عند موته: لقد خضت البحرَ الخِضَمَّ، وخليت أهلَ الإسلام وعلومهم، ودخلت فيما نَهوني عنه، والآن إن لم يتداركني ربي برحمته، فالويل لابن الجويني، وهأنذا أموت على عقيدة أمي.

أو قال: على دين عجائز نيسابور"؛ اهـ، وكانت وفاته سنة 478 هـ.



وقد خَلَّف بعدَه مؤلفاتٍ كثيرة، منها:

"نهاية المطلب في المذهب"، وهو في الفقه الشافعي.

"الإرشاد في أصول الدين".

"الشامل في أصول الدين".

"البرهان في أصول الفقه".

"غياث الأمم في الْتياث الظُّلَم"، وهو في الإمامة.

"الكفاية في الجدل".

"العقيدة النظامية في الأركان الإسلامية".



وفيها نسب الجويني - رحمه الله - نفسه إلى مذهب السلف الصالح، وتخلى فيها عما كان عليه قبل، قال - رحمه الله -:

"اختلفت مسالكُ العلماء في الظواهر التي وردت في الكتاب والسنة، وامتنع على أهلِ الحق فحواها، فرأى بعضهم تأويلَها، والتزم ذلك في القرآن وما يصح من السنن، وذهب أئمةُ السلف إلى الانكفاف عن التأويل، وإجراء الظَّواهر على مواردها، وتفويض معانيها إلى الربِّ تعالى، والذي نرتضيه رأيًا، وندين به عقدًا اتباع سلف الأمة، فالأولى الاتباع، والدليل السمعي القاطع في ذلك أنَّ إجماعَ الأمة حجة متبعة، وهو مستند معظم الشريعة، وقد درج صحب رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - على تَرْك التعرض لمعانيها، وإدراك ما فيها[2]، وهم صفوة الإسلام المستقلون بأعباء الشريعة، وكانوا لا يألون جهدًا في ضَبطِ قواعد الملَّة والتواصي بحفظها، وتعليم الناس ما يَحتاجون إليه منها، فلو كان تأويلُ هذا مسوغًا أو مَحتومًا، لأوشك أن يكون اهتمامهم بها فوق اهتمامهم بفروع الشريعة، فإذا تضرم عصرُهم وعصر التابعين عن الإضراب عن التأويل، كان ذلك قاطعًا بأنه الوجه المتبع، فحقٌّ على ذي الدين أنْ يعتقد تنزه الباري عن صفات المحدثين، ولا يَخوض في تأويل المشكلات، ويكل معناها إلى الله" اهـ.



المبحث السادس: التعريف بالناظم والمنظومة

الناظم هو: محمد بن محمد بن عبدالرحمن المغربي، المتوفى سنة 1340هـ.

ولد بقرية "الديس" بالجزائر، سنة 1270هـ.



وله مؤلفات عديدة، منها:

"سلم الوصول إلى الضروري من علم الأصول"، وهو نظمٌ على الورقات، ومَوضِعُ شرحنا.

"النصح المبذول لقراء سلم الوصول"، وهو شرح على النظم سالف الذكر.

"مقامة في المفاخرة بين العلم والجهل".

"توهين القول المتين في الرد على الإباضية".

أما المنظومة، فقد نظمت على "بحر الرجز وتفعيلته:

مستفعلن مستفعلن مستفعلن ♦♦♦ مستفعلن مستفعلن مستفعلن



وعدد أبياتها 99 بيتًا.



"متن سلم الوصول إلى الضروري من علم الأصول"

نظم: محمد بن محمد بن عبدالرحمن المغربي

المتوفَّى سنة 1340هـ.

[المقدمة]



1- الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى الْإِنْعَامِ

بِنِعْمَةِ الْإِيمَانِ وَالْإِسْلاَمِ




2- أَحْمَدُهُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبَا

مُصَلِّيًا عَلَى النَّبِيِّ الْمُجْتَبَى




3- مُحَمَّدٍ وَالْآلِ وَالْأَصْحَابِ

حَمَلَةِ السُّنَّةِ وَالْكِتَابِ




4- وَبَعْدُ فَالْمَقْصُودُ نَظْمُ شَذَرَاتْ

مِمَّا تَضَمَّنَ كِتَابُ الْوَرَقَاتْ




5- سَمَّيْتُهُ بِ "سُلَّمُ الْوُصُولِ

إِلَى الضَّرُورِيِّ مِنَ الْأُصُولِ"




6- وَفْقَ إِشَارَةٍ مِنَ الْأَحِبَّا

أَجْعَلُهُ ذَخِيرَةً لِلْعُقْبَى




7- وَأَسْأَلُ النَّفْعَ بِهِ كَالْأَصْلِ

فَإِنَّهُ جَلَّ جَزِيلُ الْفَضْلِ










[تعريف أصول الفقه]



8- أَمَّا أُصُولُ الْفِقْهِ فَالْإِسْتِدْلاَلْ

بِطُرْقِهِ عَلَى سَبِيلِ الْإِجْمَالْ




9- ثُمَّ أُصُولُ الْفِقْهِ لَفْظٌ رُكِّبَا

مِنْ مُفْرَدَيْنِ صَارَ بَعْدُ لَقَبَا




10- فَالْأَصْلُ مَا الْفَرْعُ عَلَيْهِ يُبْنَى

وَالْفِقْهُ إِنْ تَكُنْ بِهِ قَدْ تُعْنَى




11- مَعْرِفَةُ الْأَحْكَامِ غَايَاتُ اجْتِهَادْ

شَرْعِيَّةٌ وَتِلْكَ سَبْعَةٌ تُرَادْ










[تعريف الأحكام السبعة]



12- الْوَاجِبُ الَّذِي تَرَتَّبَ الثَّوَابْ

بِفِعْلِهِ وَتَرْكُهُ بِهِ الْعِقَابْ




يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 25.56 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 24.93 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.46%)]