عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 09-02-2020, 03:23 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,297
الدولة : Egypt
افتراضي رد: زاد العقول شرح سلم الوصول

زاد العقول شرح سلم الوصول (2/ 17)
أبي أسامة الأثري جمال بن نصر عبدالسلام




(2/ 17)




المباحث التي تشتمل عليها الأبيات:
معنى "أما بعد".
التعريف بكتاب"الورقات".
المبحث الأول:
معنى "أما بعد":
سبق بيان معناها في "معاني المفردات"، وقد شاع لها معنى في كثير من الكتب.
قال العلامة/ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - في "الشرح الممتع على زاد المستقنع"، 1/ 14:
"أما بعد: هذه كلمة يؤتى بها عند الدخول في الموضوع الذي يقصد.
وأما قول بعضهم: كلمة يؤتى بها للانتقال من أسلوب إلى آخر، فهذا غير صحيح؛ لأنه دائمًا ينتقل العلماءُ من أسلوب إلى آخر، ولا يأتون بأمَّا بعد"؛ اهـ.

المبحث الثاني:
التعريف بكتاب "الورقات":
كتاب "الورقات"؛ لأبي المعالي الجويني - رحمه الله - يعد من أفضل المختصرات في علم أصول الفقه؛ لذا قال الشَّرف العِمْريطي:
وَخَيْرُ كُتْبِهِ الصِّغَارِ مَا سُمِي ♦♦♦ بِالْوَرَقَاتِ لِلْإِمَامِ الْحَرَمِي
وسُمِّي بـ "الورقات"؛ لقول أبي المعالي في أوله: "وهذه ورقاتٌ تشتمل على معرفة فصول من أصول الفقه"؛ اهـ.

وفي هذه الفقرة مسائل:
1- قوله: "هذه ورقات" من جموع القلة.
واختلف في المراد منها على قولين:
أ- قيل: إنَّ هذه من عادات العلماء؛ أنَّهم لا يَمتدحون أنفسهم ولا ما يكتبون، فكأنه - رحمه الله - أراد أن يُقلِّلها من باب عدم التزكية؛ لذا قال الشَّرف العِمْريطي في نظمه لها:
قَالَ الْفَقِيرُ الشَّرَفُ الْعِمْرِيطِي ♦♦♦ ذُو الْعَجْزِ وَالتَّقْصِيرِ وَالتَّفْرِيطِ
وعقب عليها العلامة محمد بن صالح العثيمين في "شرح نظم الورقات" ص 18، فقال: "وقال ذلك - رحمه الله - تواضعًا منه، وإلا فلا نظن أنه على هذا الوصف، ولو ظننا أنه على هذا الوصف، لم ننتفعْ بكتابه، لكن هذا من باب التواضُع"؛ اهـ.
ب- وقيل: إنَّه إنَّما قللها؛ تسهيلاً على القارئ، وتنشيطًا لحفظها وفهمها.
كما قال الله - تعالى - في وصف صوم رمضان -: ï´؟ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ï´¾ [البقرة: 184]؛ لتسهيل الأمر على المكلفين.

2- قوله: "تشتمل على فصول من أصول الفقه".
يستفاد منه عدم استيعاب المصنف - رحمه الله - لكلِّ مباحث أصول الفقه.

تتمَّات البحث:
التتمة الأولى:
معرفة شرط الناظم في نظمه:
قال الناظم: "وبعد فالمقصود نظم شذرات من الأصول".
يعني: جمل مهمة.
فلو حذف شيئًا من كلام الجويني - رحمه الله - ولم يورده - وهذا كثير عنده، كما سيأتي - إن شاء الله - فهذا مما يَجب أن لا يستدرك عليه.
بل سيجد القارئ أشياء كثيرة ليست في المتن الأصلي ضمنها الناظم نظمه، وهذا ما سنراعي تتبُّعه بحول الله وقوته.

قال الناظم:
6- وَفْقَ إِشَارَةٍ مِنَ الْأَحِبَّا
أَجْعَلُهُ ذَخِيرَةً لِلْعُقْبَى

7- وَأَسْأَلُ النَّفْعَ بِهِ كَالْأَصْلِ
فَإِنَّهُ جَلَّ جَزِيلُ الْفَضْلِ



معاني المفردات:
ذخيرة: ما جمع لوقت الحاجة.
العُقبى: اليوم الآخر حال المرجع إلى الله.
جَلّ: علا وارتفع شأنه.
جزيل: عظيم.
الفضل: المزية.

المعنى الإجمالي:
قال الناظم: وقد قُمت بنظمه؛ لطلب بعض الأحبة، الذين لا أستطيع أن أهملَ طلبهم مني ذلك، راجيًا من الله أن يَجعله نافعًا لي يومَ القيامة، يومَ لا ينفع مال ولا بنون، إلاَّ من أتى اللهَ بقلبٍ سليم.
كما أسألُ الله أن ينفعَ به كما نفع بالأصل، الذي علا شأنه، وذاع صيته، وعَظُمَ فضله بين طلبة العلم في كلِّ زمان.

المباحث التي تشتمل عليها الأبيات:
1- استحبابُ تلبيةِ طلب أهل الفضل فيما فيه خير.
2- أنَّ العلمَ من أفضلِ ما ينتفع به المرء بعد موته.

المبحث الأول:
استحباب تلبية طلبِ أهل الفضل فيما فيه خير:
فإنَّ هذا فيه نفع قاصر، ومُتعدٍّ.

فأمَّا القاصر، فهو انتفاع "الملبي" بـ:
مراجعة ما لديه من علم.
زيادة اطلاع الملبي بالنظر في كتب أهل العلم، ومعرفة مقاصدهم.
تحصيل الأجر والثواب في الدنيا والآخرة.
القَبول بين الناس في الدنيا.

أمَّا النفع المتعدي، فانتفاع سواه بذلك مما يترتب عليه:
حدوث الصلة بين الملبي ومَن طلب منه.
حفظ العلم على الأمة.
بيان مقاصد العلماء في مُؤلفاتهم، وتبسيط العلوم للعوام والمبتدئين من طلبة العلم.
واعلم أنَّ كثيرًا من المصنفين والنظَّام كتبوا المتون، ونظموا المنظومات والأراجيز؛ بناءً على طلب الأحبة، أو أهل الفضل، وطلبة العلم.

قال العمريطي في أول "نظم الورقات":
وَقَدْ سُئِلْتُ مُدَّةً فِي نَظْمِهِ
مُسَهِّلاً لِحِفْظِهِ وَفَهْمِهِ

فَلَمْ أَجِدْ مِمَّا سُئِلْتُ بُدَّا
وَقَدْ شَرَعْتُ فِيهِ مُسْتَمِدَّا

مِنْ رَبِّنَا التَّوْفِيقَ لِلصَّوَابِ
وَالنَّفْعَ فِي الدَّارَيْنِ بِالْكِتَابِ


وقال العلامة/ أحمد بن حافظ حكمي - رحمه الله - عن سبب نظمه لتحفته: "سلم الوصول":
سَأَلَنِي إِيَّاهُ مَنْ لاَ بُدَّ لِي ♦♦♦ مِنِ امْتِثَالِ سُؤْلِهِ الْمُمْتَثَلِ

وهذا شيخُ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - صنف العقيدة الواسطية، لَمَّا حضر إليه واحد من قضاة "واسط"، وشكا إليه ما كان الناس يُعْلنونه من المذاهب المنحرفة فيما يتعلق بأسماءِ الله وصفاته، فكتب هذه العقيدة التي انتفع بها الناس من بعده، والتي تُعَدُّ مجمعَ اعتقاد أهل السنة، وحصنهم المنيع، الذي تتكسر عنده مذاهب أهل الأهواء والبدع.
وإلى مثل هذا أشار الحافظ ابن حجر - رحمه الله - لَمَّا طلب منه كتابة متن في "مصطلح الحديث"، فكتب "نخبة الفكر"، ثم أشار عليه بعضهم بكتابةِ شرحٍ يُبيِّن مُجمله، ويفك مغلقه، فصنف "نخبة الفكر" أولاً، ثم شرحه في "نزهة النظر":

قال الحافظ في "نخبة الفكر" ص 13، بهامش "نزهة النظر":
"أما بعد؛ فإنَّ التصانيف في اصطلاح أهلِ الحديث قد كَثُرت، وبسطت واختصرت، فسألني بعضُ الإخوان أنْ ألخصَ لهم المهم من ذلك، فأجبته رجاءَ الاندراج في تلك المسالك"؛ اهـ.
وقال في "نزهة النظر" ص 14:
"فرغب إلَيَّ ثانية أن أضع عليها شرحًا يحل رموزَها، ويفتح كنوزها، ويوضح ما خفي على المبتدئ من ذلك"؛ اهـ.

المبحث الثاني:
أنَّ العلمَ من أفضلِ ما ينتفع به المرء بعد موته:
- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إذا مات الإنسانُ، انقطع عنه عمله إلاَّ من ثلاثة: إلاَّ من صدقة جارية، أو علمٍ ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له))؛ أخرجه مسلم.[5]
والله أسأل أن يتم عليَّ نعمه الظاهرة والباطنة، وأنْ يُعينني بَدنِيًّا وماديًّا على مواصلة طلب العلم الشرعي، ويصلح لي أمري في الدُّنيا بصلاح ديني، وزوجتي، وأولادي، ويجعلني وإياهم وجميع المسلمين من ورثة جنة النعيم.

تعريف أصول الفقه:
8- أَمَّا أُصُولُ الْفِقْهِ فَالْإِسْتِدْلاَلْ
بِطُرْقِهِ عَلَى سَبِيلِ الْإِجْمَالْ

9- ثُمَّ أُصُولُ الْفِقْهِ لَفْظٌ رُكِّبَا
مِنْ مُفْرَدَيْنِ صَارَ بَعْدُ لَقَبَا

10- فَالْأَصْلُ مَا الْفَرْعُ عَلَيْهِ يُبْنَى
وَالْفِقْهُ إِنْ تَكُنْ بِهِ قَدْ تُعْنَى

11- مَعْرِفَةُ الْأَحْكَامِ غَايَاتُ اجْتِهَادْ
شَرْعِيَّةٌ وَتِلْكَ سَبْعَةٌ تُرَادْ



الاستدلال: طلب الدليل، والدليل هو: المرشد إلى المطلوب.
الإجمال: جمع المتفرق.
غايات: جمع غاية، وهي النهاية.
تراد: تطلب.

المعنى الإجمالي:
بدأ الناظم في نظم "المتن"، فعرف أصول الفقه بأنَّه طرق الفقه على سبيل الإجمال، وهذا باعتبار أنَّه لقب على علم خاص، وهو في حقيقته: لفظٌ مركب من مُفردين: الأصول ومفردها أصل، والأصل ما عليه غيره بني، والفقه: هو معرفة الأحكام الشرعية التي طريقها الاجتهاد.


يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 28.99 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 28.36 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.17%)]