عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 09-02-2020, 03:25 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,297
الدولة : Egypt
افتراضي رد: زاد العقول شرح سلم الوصول

زاد العقول شرح سلم الوصول (2/ 17)
أبي أسامة الأثري جمال بن نصر عبدالسلام




(2/ 17)




انقسام العلم إلى ضروري ونظري، وتعريف كل، وبيان الشك والظن
قال الناظم:
16- إِنَّ ضَرُورِيَّ الْعُلُومِ مَا اسْتَقَرّْ
بِلاَ دَلِيلٍ وَبِلاَ سَبْقِ نَظَرْ

17- كَحَاصِلٍ بِالْخَمْسَةِ الْحَوَاسِ
أَوْ بِالتَّوَاتُرِ كَكَوْنِ "فَاسِ"





معاني المفردات:
ضروري: ما ليس من معرفته بد.
استقر: ثبت.
دليل: مرشد إلى إثباته.
نظر: تدبر وتفكر.
الخمسة الحواس: النظر، والسمع، والنطق، والشم، والذوق.
التواتُر: التتابع.
الفكر: التأمُّل.

المعنى الإجمالي:
قال الناظم: ينقسم العلم إلى قسمين:
1- علم ضروري: وهو الذي يقع عن غير نظر واستدلال.
كالعلم الواقع بالحواس الخمس، التي هي: السمع، والبصر، والشم، والذوق، واللمس.
أو الذي يقع بالتواتر، كاشتهار وجود مدينة "فاس".
2- علم مكتسب: وهو الموقوف عليه بالنظر والاستدلال.
والنظر هو: الفكر في حال المنظور فيه.

المباحث التي تشتمل عليها الأبيات:
المبحث الأول
أقسام العلم
سبق بيانه تفصيلاً في الشرح الإجمالي.

تتمَّات البحث:
التتمة الأولى:
فات الناظم أنْ يورد بعضَ ما أورد الجويني - رحمه الله - في هذا المبحث من كتاب "الورقات".

ومما فاته:
1- تعريف العلم:
قال الجويني في "الورقات" ص 7:
"والعلم: معرفة المعلوم على ما هو واقع به في الواقع"؛ اهـ.

ونظم العمريطي ذلك في "نظم الورقات"، فقال:
وَعِلْمُنَا مَعْرِفَةُ الْمَعْلُومِ ♦♦♦ إِنْ طَابَقَتْ لِوَصْفِهِ الْمَحْتُومِ
2- تعريف الجهل:
قال الجويني - رحمه الله - في "الورقات" ص 7:
"والجهل: تصوُّرُ الشيء على خلاف ما هو عليه في الواقع"؛ اهـ.

وفات الجويني - رحمه الله - بيانُ أقسام الجهل، وهي على قسمين:
1- جهل بسيط.
2- جهل مركب.
والجهلُ البسيط هو: عدم تصور الشيء بالكلية.
أمَّا الجهل المركب، فهو: إدراكُ الشيء على خلاف ما هو عليه في الواقع.

فإذا قلنا: أين تقع حَضْرَ موت؟
فقال قائل: لا أدري.
وقال آخر: في الشام.
وقال ثالث: باليمن.
فالأول يسمى: "جاهلاً بسيطًا"؛ لأنه لا يعلم بالكلية.
والثاني يسمى: "جاهلاً مركبًا"؛ لأنه أدرك الشيء على خلاف ما هو عليه.
والثالث يسمى: "عالمًا" بهذا الشيء؛ لأنَّه أدرك الشيء على حقيقته التي هو عليها.

لذا قال الشاعر:
قَالَ حِمَارُ الْحَكِيمِ تُومَا
لَوْ أَنْصَفَ الدَّهْرُ لَكُنْتُ أَرْكَبُ

لِأَنَّنِي جَاهِلٌ بَسِيطٌ
وَصَاحِبِي جَاهِلٌ مُرَكَّبُ


وقد نظم الشرف العمريطي في "نظم الورقات" ما قاله الجويني في "الورقات" وما فات الناظم، كذا نظم ما فات الجويني - رحمه الله - مما أشرنا إليه آنفًا، فقال:
وَقِيلَ: حَدُّ الْجَهْلِ فَقْدُ الْعِلْمِ
بَسِيطًا اوْ مُرَكَّبًا قَدْ سُمِّي

بَسِيطُهُ فِي كُلِّ مَا تَحْتَ الثَّرَى
تَرْكِيبُهُ فِي كُلِّ مَا تُصُوِّرَا


وفات الناظم ذكر العلاقة بين العلم والفقه:
قال الجويني - رحمه الله - في "الورقات" ص 7:
"والفقه أخصُّ من العلم"؛ اهـ.
وقال العمريطي في "نظم الورقات":
وَالْعِلْمُ لَفْظٌ لِلْعُمُومِ لَمْ يُخَصّْ ♦♦♦ لِلْفِقْهِ مَفْهُومًا بَلِ الْفِقْهُ أَخَصّْ

قال شهاب الدين الرملي - رحمه الله - في "غاية المأمول" ص 65:
"(والفقه) بالمعنى الشرعي "أخص من العلم"؛ لصدق العلم بالنحو وغيره، فالفقه نوعٌ من العلم، فكل فقه علم، وليس كلُّ علم فقهًا، وكل فقيه عالم، وليس كل عالم فقيهًا"؛ اهـ.

وفاته ذكر الدليل:
قال الجويني - رحمه الله - في "الورقات" ص 7:
"والدليل هو: المرشد إلى المطلوب"؛ اهـ.

وفاته ذكر الاستدلال:
قال الجويني في "الورقات" ص 7:
"والاستدلال: طلب الدليل"؛ اهـ.

وقد جمع العمريطي - رحمه الله - في "نظم الورقات" بين الدليل والاستدلال، فقال:
وَحَدُّ الِاسْتِدْلاَلِ قُلْ مَا يَجْتَلِبْ ♦♦♦ لَنَا دَلِيلاً مُرْشِدًا لِمَا طُلِبْ

وزاد الناظم عند ذكر العلم الضروري أنَّه ما يحصل بالحواس الخمس، أو بالتواتر:
وفيما قال ملاحظتان:
الأولى: أنَّه وإن ذكر الحواسَّ الخمس إجمالاً، لم يسردها تفصيلاً، وقد يكون ذلك إمَّا لاشتهارها، أو لضيق المقام.
الثانية: أنَّه لما ضرب مثالاً للتواتر، كان يلزمه أن يذكر شيئًا متواترًا فعلاً، لا يَخفى على أحد من الناس، وإلاَّ فهناك كثيرون لا يعلمون شيئًا عن "فاس"، وأين تقع؟ فكان يلزمه أن يضرب مثلاً: بـ "المدينة"، أو "بمكة".

قال العمريطي في "نظم الورقات":
وَالْعِلْمُ إِمَّا بِاضْطِرَارٍ يَحْصُلُ
أَوْ بِاكْتِسَابٍ حَاصِلٌ فَالْأَوَّلُ

كَالْمُسْتَفَادِ بِالْحَوَاسِ الْخَمْسِ
بِالشَّمِّ أَوْ بِالذَّوْقِ أَوْ بِاللَّمْسِ

وَالسَّمْعِ وَالْإِبْصَارِ ثُمَّ التَّالِي
مَا كَانَ مَوْقُوفًا عَلَى اسْتِدْلاَلِ


ثم قال الناظم:
19- وَالشَّكُّ تَجْوِيزٌ لِأَمْرَيْنِ عَلَى ♦♦♦ حَدٍّ سَوَاءٍ وَلِظَنٍّ مَا عَلاَ

معاني المفردات:
تجويز: احتمال.

الشرح الإجمالي:
ثم عرف الناظم الشكَّ بأنه ما احتمل أمرين على حد سواء؛ بحيث لا يترجح أحدهما على الآخر.
فإن ترجَّح أحدُهما على الآخر، سُمِّي "ظَنًّا".
فما علا يسمى: "ظنًّا راجحًا"، والذي لم يترجح يسمى: "ظنًّا مرجوحًا".

المباحث التي يشتمل عليها البيتُ:
1- تعريف الشك.
2- تعريف الظن.
وقد سبق بيان معناهما في الشرح الإجمالي.

تتمَّات البحث:
التتمة الأولى:
عبارة الناظم في تعريف الظن والشك موجزة جدًّا، لم توفِّ بيانَ عبارة الجويني - رحمه الله.
ونظمُ الشرف العمريطي أبينُ لمراد صاحب الأصل.
قال الجويني - رحمه الله - في "الورقات" ص 7:
"والظن: تجويز أمرين، أحدهما أظهر من الآخر.
والشك: تجويز أمرين لا مزيةَ لأحدهما على الآخر"؛ اهـ.
وقال الشرف العمريطي في "نظم الورقات":
الظَّنُّ تَجْوِيزُ امْرِئٍ أَمْرَيْنِ
مُرَجِّحًا لِأَحَدِ الْأَمْرَيْنِ

فَالرَّاجِحُ الْمَذْكُورُ ظَنًّا يُسْمَى
وَالطَّرَفُ الْمَرْجُوحُ يُسْمَى وَهْمَا

وَالشَّكُّ تَجْوِيزٌ بِلاَ رُجْحَانِ
لِوَاحِدٍ حَيْثُ اسْتَوَى الْأَمْرَانِ


التتمة الثانية:
قال في "غمز عيون البصائر" 1/ 84:
"المدركات لها خمس مراتب:
1- اليقين، وهو: جزم القلب مع الاستناد إلى الدليل القطعي.
2- الظنُّ الغالب، وهو: ترجيحُ أحَدِ الاحتمالين على الآخر، مع اطمئنانِ القلب إلى الجهة الرَّاجحة.
3- الظن: تجويز أمرين أحدهما أقوى من الآخر.
4- الشك: تجويز أمرين لا مزيةَ لأحدهما على الآخر.
5- الوهم: تجويز أمرين أحدهما أضعف من الآخر"؛ اهـ.


[1] في السنن (ح 3803).
وصححه العلامة الألباني - رحمه الله - في "صحيح الجامع"، برقم: 4727.

[2] وقد استفتح بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رسالته الشهيرة إلى "هرقل" عظيم الروم؛ أخرجه البخاري في صحيحه: (كتاب بدء الوحي/ باب: 6، ح7).

[3] من حديث أبي هريرة أخرجه البخاري في صحيحه: (كتاب الإيمان/ باب: سؤال جبريل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الإيمان والإسلام والإحسان/ ح50)، (كتاب تفسير القرآن/ باب: ï´؟ لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ï´¾ [لقمان: 13]).
وأخرجه مسلم في صحيحه: (كتاب الإيمان/ باب: بيان الإيمان والإسلام والإحسان/ ح 5، 6، 7).

[4] من حديث ابن عباس: أخرجه البخاري في مواضع كثيرة من صحيحه منها: (كتاب الإيمان/ باب: أداء الخمس من الإيمان/ ح 53).
وأخرجه مسلم في صحيحه: (كتاب الإيمان/ باب: الأمر بالإيمان بالله ورسوله - صلى الله عليه وسلم/ ح 23، 24، 25).

[5] في صحيحه: (كتاب الوصية/ باب: ما يلحق الإنسان من الثواب بعد وفاته/ ح 14).

[6] أخرجه البخاري في مواضِعَ متعددة من صحيحه، منها: (كتاب العلم/ باب: من سأل وهو قائم عالِمًا جالسًا/ ح 123).
وأخرجه مسلم في صحيحه: (كتاب الإمارة/ باب: من قاتل لتكونَ كلمة الله هي العليا، فهو في سبيل الله / ح: 149، 150، 151).

[7] من حديث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه.
أخرجه البخاري في عدة مواضع من صحيحه، منها: (كتاب بدء الوحي/ باب: بدء الوحي/ ح/ 1)، ومسلم في صحيحه: (كتاب الإمارة/ باب: إنما الأعمال بالنيات/ ح 155).

[8] أخرجه البخاري في غير موضع من صحيحه، منها: (كتاب الحج/ باب: فضل الحج المبرور/ ح 1522)، وأخرجه مسلم في صحيحه، (كتاب الحج/ باب فضل الحج والعمرة ويوم عرفة/ ح 438).

[9] أخرجه أبو داود في سننه: (كتاب السنة/ باب: في الشفاعة/ ح 4739)، وأحمد في المسند: (3/ 213)، وصححه العلامة الألباني - رحمه الله - في "صحيح الجامع"، برقم 3714.

[10] أخرجه البخاري في صحيحه في مواضعَ عديدة، منها: (كتاب الإيمان/ باب: علامة المنافق/ ح 33).
وأخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الإيمان/ باب: خصال المنافق/ ح 107، 108، 109، 110)، وزاد في بعضها: ((وإن صام وصلى، وزعم أنَّه مسلم)).

[11] متفق عليه، من حديث أبي بكرة.
أخرجه البخاري في صحيحه: (كتاب الإيمان/ باب: ï´؟ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ï´¾ [الحجرات: 9] / ح 31).
وأخرجه مسلم في صحيحه: (كتاب الفتن/ باب: "إذا تواجه المسلمان بسيفيهما"/ ح 14، 15، 16).
والحديث الأخير لفظه: ((إذا المسلمان، حمل أحدهما على أخيه السلاح، فهما على جرف جهنم، فإن قتل أحدهما صاحبه دخلاها جميعًا)).

[12] في صحيحه: (كتاب الحج/ باب فرض الحج مرة في العمر/ ح 412).

[13] صحيح.
أخرجه أبو داود في السنن: (كتاب الصلاة/ باب: فيمن لم يوتر/ ح 1420).
وأخرجه النسائي في السنن (كتاب الصلاة/ باب: المحافظة على الصلوات الخمس/ 1 - 230).
وأخرجه أحمد في المسند (5/ 315، 317، 319، 322).
وصححه العلامة الألباني - رحمه الله - في "صحيح الجامع" برقم 3242، 3243.

[14] أخرجه البخاري في غير موضع من صحيحه، منها: (كتاب الجمعة/ باب: السواك يوم الجمعة/ ح 887).
وأخرجه مسلم في صحيحه: (كتاب الطهارة/ باب السواك/ ح42).


[15] أخرجه البخاري في صحيحه: (كتاب الصوم/ باب صيام يوم عاشوراء/ ح 2001).
وأخرجه مسلم في صحيحه: (كتاب الصيام/ باب: صوم يوم عاشوراء/ ح 115).

[16] أخرجه البخاري في صحيحه: (كتاب الزكاة/ باب: من سأل الناس تكثرًا/ ح 1477).
وأخرجه مسلم في صحيحه: (كتاب الزكاة/ باب: النهي عن كثرة المسائل من غير حاجة/ 10، 11، 12، 13، 14).

[17] أخرجه أبو داود في السنن: (كتاب الصوم/ الرخصة في ذلك/ ح 2374).
وصححه العلامة الألباني - رحمه الله - في "صحيح سنن أبي داود"، برقم 2374.
وأصله في الصحيحين بلفظ: ((لستُ كأحدكم، إنَّما أبيت عند ربي، فيطعمني ويسقيني)).

[18] أخرجه البخاري في صحيحه: (كتاب الطب/ باب: الشفاء في ثلاث/ ح 5680).

[19] أخرجه البخاري في غير موضع من صحيحه، منها: (كتاب الطب/ باب: الدواء بالعسل/ ح 5683).

[20] سبق تخريجه.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 36.45 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 35.82 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.72%)]