عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-11-2005, 11:37 AM
شهيد الإسلام شهيد الإسلام غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Sep 2005
الجنس :
المشاركات: 154
افتراضي من الذي أغضب الجليل حتى حلف ؟

قال الأصمعي :

أقبلت ذات يوم من المسجد الجامع بالبصرة . فبينما أنا في بعض سككها ،إذ طلع أعرابي جلف على قعود له متقلد

سيفه وبيده قوس ، فدنا وسلم ، وقال لي : ممن الرجل ؟ قلت : من بني الأصمع ، قال الأصمعي ؟ قلت : نعم . قال : ومن أين أقبلت ؟ قلت : من موضع يتلى فيه كلام الرحمن . قال : وللرحمن كلام يتلوه الآدميون ، قلت : نعم . قال : اتل علي شيئا منه . فقلت له : انزل عن قعودك . فنزل ، وابتدأت بسورة الذارياات ، فلما انتهيت
إلى قوله _تعالى _ : ({وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ})

قال : يا أصمعي هذا كلام الرحمن ؟ قلت : أي والذي بعث محمدا با لحق إنه لكلامه أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فقال لي : حسبك ، ثم قام إلى ناقته فنحرها وقطعها بجلدها ، وقال : أعني على تفريقها . ففرقناها على من أقبل و أدبر ، ثم عمد إلى سيفه وقوسه فكسرهما وجعلهما تحت الرجل .

وولى مدبرا نحو البادية وهو يقول : ({وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ}) فأقبلت على نفسي باللوم ، وقلت : لم تنتبه لما انتبه له الأعرابي ، فلما حججت مع الرشيد دخلت مكة ، فبينما أنا أطوف بالكعبة ، إذ هتف بي هاتف بصوت دقيق ، فالتفت فإذا أنا بالأعرابي نحيلا مصفارا فسلم علي وأخذ بيدي ، وأجلسني من وراء المقام ، وقال لي : اتل كلام الرحمن ، فأخذت في سورة ((الذاريات )) فلما انتهيت إلى قوله ({وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ}) .

صاح الأعرابي : وجدنا ما وعدنا ربنا حقا . ثم قال : وهل غير هذا ؟ قلت : نعم ، يقول الله _عز وجل _ : (فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون )
فصاح الأعرابي وقال : يا سبحان الله من الذي أغضب الجليل حتى حلف ؟
ألم يصدقوه حتى ألجئوه إلى اليمين ؟ قالها ثلاثا ، وخرجت فيها روحه.

-------------
م ن ق و ل
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 12.86 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 12.24 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (4.79%)]