عرض مشاركة واحدة
  #1971  
قديم 09-04-2020, 03:51 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,359
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله

تفسير: (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى)



الآية: ﴿ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا ﴾.



السورة ورقم الآية: الإسراء (110).



الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ... ﴾ الآية، كان رسول الله صلَّى اللَّه عليه وسلم يقول: يا الله، يا رحمان، فسمِع ذلك أبو جهل، فقال: إنَّ محمدًا ينهانا أن نعبُدَ إلهين، وهو يدعو إلهًا آخر مع الله، يُقال له: الرَّحمن؛ فأنزل الله سبحانه: ﴿ قُلِ ﴾ يا محمد ﴿ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ ﴾ يا معشر المؤمنين ﴿ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ ﴾ إن شئتم قولوا: يا الله، وإن شئتم قولوا: يا رحمان ﴿ أَيًّا مَا تَدْعُوا ﴾ أَيَّ أسماءِ اللَّهِ تَدْعُوا ﴿ فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾ ﴿ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ ﴾ بقراءتك فيسمعها المشركون فيسبُّوا القرآن ﴿ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا ﴾ ولا تُخفِها عن أصحابك فلا تُسمِعهم ﴿ وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا ﴾ اسلك طريقًا بين الجهر والمخافتة.



تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله عز وجل ﴿ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ ﴾ قال ابن عباس: سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ذات ليلة، فجعل يبكي ويقول في سجوده: يا الله يا رحمن، فقال أبو جهل: إن محمدًا ينهانا عن آلهتنا، وهو يدعو إلهين! فأنزل الله تعالى هذه الآية، ومعناه: أنهما اسمان لواحد.



﴿ أَيًّا مَا تَدْعُوا ﴾ "ما": صلة، معناه: أيًّا ما تدعوا من هذين الاسمين، ومن جميع أسمائه ﴿ فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾ ﴿ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا ﴾ أخبرنا عبدالواحد بن أحمد المليحي، أخبرنا أحمد بن عبدالله النعيمي، أنبأنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن إسماعيل، أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا هشيم، حدثنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا ﴾ قال: نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم مختفٍ بمكة، كان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن، فإذا سمِعه المشركون سبُّوا القرآن، ومَنْ أنزله، ومَنْ جاء به؛ فقال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ ﴾؛ أي: بقراءتك فيسمع المشركون، فيسبُّوا القرآن، ولا تخافت بها عن أصحابك، فلا تُسمِعهم: ﴿ وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا ﴾.



وبهذا الإسناد عن محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا مسدد، عن هشيم، عن أبي بشر بإسناده مثله وزاد ﴿ وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا ﴾ أسمعهم، ولا تجهر؛ حتى يأخذوا عنك القرآن.



وقال قوم: الآية في الدعاء وهو قول عائشة رضي الله عنها، والنخعي، ومجاهد، ومكحول: أخبرنا عبدالواحد المليحي، أخبرنا أحمد بن عبدالله النعيمي، أخبرنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا طلق بن غنام، حدثنا زائدة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، في قوله: ﴿ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا ﴾، قالت: "أُنْزِل ذلك في الدعاء".



وقال عبدالله بن شداد: كان أعراب من بني تميم إذا سلم النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: "اللهم ارزقنا مالًا وولدًا، فيجهرون بذلك، فأنزل الله هذه الآية: ﴿ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ ﴾؛ أي: لا ترفع صوتك بقراءتك، أو بدعائك ﴿ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا ﴾.




والمخافتة: خفض الصوت والسكوت ﴿ وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا ﴾؛ أي: بين الجهر والإخفاء.



أخبرنا أبو عثمان سعيد بن إسماعيل الضبي، أخبرنا أبو محمد عبدالجبار بن محمد الخزاعي، أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي، حدثنا أبو عيسى الترمذي، حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا يحيى بن إسحاق، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عبدالله بن أبي رباح الأنصاري، عن أبي قتادة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال لأبي بكر: ((مررت بك وأنت تقرأ، وأنت تخفض من صوتك))، فقال: إني أسمعتُ مَنْ ناجَيْتُ، فقال: ((ارفع قليلًا))، وقال لعمر: ((مررت بك وأنت تقرأ، وأنت ترفع صوتك)) فقال: إني أوقظ الوسنان، وأطرد الشيطان، فقال: ((اخفض قليلًا)).




تفسير القرآن الكريم


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.72 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.09 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.18%)]