عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 25-04-2020, 03:56 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,329
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضان وكيفية تغير الاسرة المسلمة فيه الى الافضل متجدد


هل من مشمر للجنة في رمضان (*)
مجدي الهلالي
(2)


يقول صلى الله عليه وسلم ((ورَغِمَ أنفُ رجلٍ دخلَ عليهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انسلَخَ قبلَ أنْ يُغفرَ لهُ.... ))رواه الترمذي وحسنه، وصححه الألباني.فمن لم يغفر له في رمضان فمتى يغفر له؟ ... أيُغفر له وهو غارق في بحر الدنيا بعيداً عن الآخرة؟ أم يُغفر له وهو يلهث وراء الدرهم والدينار وطلبات الزوجة والأولاد؟ نحن لا نتألى على الله تعالى، ولكن كما أخبرنا سبحانه وتعالى - أن للمغفرة أسباباً، ولدخول الجنة تكاليف. فليس الإيمان بالتمني ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل.

ولك أن تتأمل في قوله تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ،
الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ، وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (آل عمران133 ـ 135).
هل من مشمر للجنة
يقول صلى الله عليه وسلم: "لاَ مُشَمِّرٌ لِلْجَنَّةِ؟ فَإِنَّ الْجَنَّةَ لاَخَطَرَ لَهَا. هِيَ، وَرَبِّ الْكَعْبَةِ! نُورٌ يَتَلأْلأُ، وَرَيْحَانَةٌ تَهْتَزُّ، وَقَصْرٌ مَشِيدٌ، وَنَهَرٌ مُطَّرِدٌ، وَفَاكِهَةٌ كَثِيَرَةٌ نَضِيجَةٌ، وَزَوْجَةٌ حَسْنَاءُ جَمِيَلةٌ، وَحُلَلٌ كَثِيرَةٌ. فِي مَقَامٍ أَبَداً. فِي حَبْرَةٍ وَنَضْرَةٍ. فِي دُورٍ عَالِيَةٍ سَلِيمَةٍ بَهِيَّةٍ) قَالُوا: نَحْنُ الْمُشَمِّرُونَ لَهَا، يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ (قُولُوا: إِنْ شَاءَ اللهُ) ثُمَّ ذَكَرَ الْجِهَادَ وَحَضَّ عَلَيْهِ". رواه ابن ماجه وابن حبان والطبراني وضعفه البوصيري، و الألباني.

إن دخول الجنة يحتاج بعد التعلق برحمة الله إلي كثير من المجهود نبذله في طاعة الله، ولم لا؟ وما هي إلا أيام معدودات نمكثها في هذه الحياة الدنيا ثم يعقبها سنوات طوال - لا نهاية لها - في القبر والدار الآخرة. ،
ليتخيل كل منا حجم الندم والحسرة التي تملأ قلوب الغافلين عندما يتعرضون للحساب الرهيب جزاء تقصيرهم في عبادة خالقهم: {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ، قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ، قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ، أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} (المؤمنون من 112ـ 115).
إن أغلى أماني أهل القبور أن يعودوا إلى الدنيا ولو للحظة: يسبحون الله فيها تسبيحة أو يسجدون له سجدة
واحدة.
فهل لنا فيهم من عبرة؟! أما آن لنا أن نفيق من غفلاتنا ونستعد لمواجهة المصير الذي ينتظرنا؟!
إننا ما زلنا في الدنيا والفرصة سانحة أمامنا للتزود لما بعد الموت، وها هو شهر رمضان يدعونا لذلك.

هيا بنا نشمر عن سواعدنا ونهجر فراشنا، ونوقظ أهلنا ونرفع راية الجهاد ضد أنفسنا وشهواتها ورغباتها.

هيا بنا نجيب داعي الله: {اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ (47)} (الشورى).
أحوال الناس مع رمضان
نعم.. رمضان فرصة عظيمة لا تأتي إلا مرة واحدة في العام، ولكن هل يتعامل معها المسلمون بنفس
المستوى؟، فمن الناس من يعتبر مجيء هذا الشهر عبئاً ثقيلاً عليه، يتمنى زواله فلا يرى فيه إلا الحرمان.. هؤلاء دخل عليهم رمضان ثم خرج دون أن يترك فيهم أثرا أو يحدث لهم ذكراً.
ومنهم من أستشعر قيمته، فشمر سواعد الجد وأجتهد غاية الاجتهاد في الإتيان بأكبر قدر من الطاعات، فأكثر من ختم القرآن وأداء الصلوات والقربات دون الاهتمام بحضور القلب فيها ... تعامل مع كل وسيلة علي أنها هدف في حد ذاته، ولم ينظر إلى الهدف الأسمى الذي يرنو الصيام إلي تحقيقه. ومما لا شك فيه أن هؤلاء يشعرون بأثر طيب في قلوبهم.. هذا الأثر سرعان ما يزول بعد انتهاء رمضان بأيام قلائل.
وهناك صنف من الناس اعتبر رمضان فرصة نادرة لإحياء القلب وإيقاظه من رقدته، وإشعال فتيل التقوى وجذوة الإيمان فيه.

نظر إلى مستهدف الصيام فوجده في قول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ
الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)} (البقرة)، فتقوى الله عز وجل هي مقصود العبادات {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21)} (البقرة). وعلى قدرها في القلب يكون قرب العبد أو بعده من الله عز وجل {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)} (الحجرات)وعلم هذا الصنف أن شهر رمضان ما جاء إلا ليقرب الناس من ربهم ويزيد من صلاتهم به، ويقطع عن قلوبهم صلتها بالدنيا فهو يزود القلوب بخير زاد {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (197)} (البقرة).
فشمر عن سواعد الجد، وأحسن استخدام الوسائل التي وضعها الإسلام في هذا الشهر المبارك واجمع بين
عمل القلب وعمل الجوارح. ومما لا شك فيه أن الصنف الأخير هو الفائز الأكبر من رمضان، فلقد أصلح من خلاله قلبه وانطلق به في طريق السائرين إلي الله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
(*) المصدر: "كتاب ماذا نريد من رمضان، مجدي الهلالي"


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.47 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.29%)]