الحلقة (462)
تفسير السعدى
(سورة الصافات)
من (16)الى (30)
عبد الرحمن بن ناصر السعدى
تفسير سورة الصافات
" أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون "(16)
أإذا متنا وصرنا ترابا وعظاما بالية أإنا لمبعوثون من قبورنا أحياء,
" أوآباؤنا الأولون " (17)
أو يبعث أباؤنا الذين مضوا من قبلنا؟
" قل نعم وأنتم داخرون " (18)
فل لهم -يا محمد-: نعم سوف تبعثون, وأنتم أذلاء صاغرون.
" فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون " (19)
فإنما هي نفخة واحدة, فإذا هم قائمون من قبورهم ينظرون أهوال يوم القيامة.
" وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين " (20)
وقالوا: يا هلاكنا هذا يوم الحساب والجزاء.
" هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون " (21)
فيقال لهم: هذا يوم القضاء بين الخلق بالعدل الذي كنتم تكذبون به في الدنيا وتنكرونه.
" احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون " (22)
أجمعوا الذين كفروا بالله ونظراءهم وآلهتهم التي كانوا يعبدونها من دون الله,
" من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم " (23)
فسوقوهم سوقا عنيفا إلى جهنم.
" وقفوهم إنهم مسئولون " (24)
واحبسوهم قبل أن يصلوا إلى جهنم; إنهم مسؤولون عن أعمالهم وأقوالهم التي صدرت عنهم في الدنيا, مساءلة إنكار عليهم وتبكيت لهم.
" ما لكم لا تناصرون " (25)
ويقال لهم توبيخا: ما لكم لا ينصر بعضكم بعضا؟
" بل هم اليوم مستسلمون " (26)
بل هم اليوم منقادون لأمر الله, لا يخالفونه ولا يحيدون عنه, غير منتصرين لأنفسهم.
" وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون " (27)
وأقبل بعض الكفار على بعض يتلاومون ويتخاصمون.
" قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين " (28)
قال الأتباع للمتبوعين: إنكم كنتم تأتوننا من قبل الدين والحق, فتهونون علينا أمر الشريعة, وتنفروننا عنها, وتزينون لنا الضلال.
" قالوا بل لم تكونوا مؤمنين " (29)
قال المتبوعون للتابعين: ما الأمر كما تزعمون, بل كانت قلوبكم منكرة للإيمان, قابلة للكفر والعصيان.
" وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين " (30)
وما كان لنا عليكم من حجة أو قوة, فنصدكم بها عن الإيمان, بل كنتم -أيها المشركون- قوما طاغين متجاوزين للحق.