الحلقة (465)
تفسير السعدى
(سورة الصافات)
من (61)الى (75)
عبد الرحمن بن ناصر السعدى
تفسير سورة الصافات
" لمثل هذا فليعمل العاملون " (61)
لمثل هذا النعيم الكامل, والخلود الدائم, والفوز العظيم, فليعمل العاملون في الدنيا; ليصيروا إليه في الآخرة.
" أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم " (62)
أذلك الذي سبق وصفه من نعيم الجنة خير ضيافة وعطاء من الله, أم شجرة الزقوم الخبيثة الملعونة, طعام أهل النار؟
" إنا جعلناها فتنة للظالمين " (63)
إنا جعلناها فتنة افتتن بها الظالمون لأنفسهم بالكفر والمعاصي, وقالوا مستنكرين: إن صاحبكم ينبئكم أن في النار شجرة, والنار تأكل الشجر.
" إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم "(64)
إنها شجرة تنبت في قعر جهنم,
" طلعها كأنه رءوس الشياطين " (65)
ثمرها قبيح المنظر كأنه رؤوس الشياطين, فإذا كانت كذلك فلا تسأل بعد هذا عن طعمها,
" فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون " (66)
فإن المشركين لأكلون من تلك الشجرة فمالثون منها بطونهم.
" ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم "(67)
ثم إنهم بعد الأكل منها لشاربون شرابا خليطا قبيحا حارا,
" ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم "(68)
ثم إن مردهم بعد هذا العذاب إلى عذاب النار.
" إنهم ألفوا آباءهم ضالين " (69)
إنهم, جدوا آباءهم على الشرك والضلال,
" فهم على آثارهم يهرعون "(70)
فسارعوا إلى متابعتهم على ذلك.
" ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين " (71)
ولقد ضل عن الحق فبل قومك -يا محمد- أكثر الأمم السابقة.
" ولقد أرسلنا فيهم منذرين " (72)
ولقد أرسلنا في تلك الأمم مرسلين أنذروهم بالعذاب فكفروا.
" فانظر كيف كان عاقبة المنذرين "(73)
فتأمل كيف كانت نهاية تلك الأمم التي أنذرت, فكفرت؟ فقد عذبت,, وصارت للناس عبرة.
" إلا عباد الله المخلصين " (74)
إلا عباد الله الذين أخلصهم الله, وخصهم برحمته لإخلاصهم له.
" ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون " (75)
ولقد نادانا نبينا نوح; لننصره على قومه, فلنعم المجيبون له نحن.