الحلقة (472)
تفسير السعدى
(سورة الصافات)
من (167)الى (182)
عبد الرحمن بن ناصر السعدى
تفسير سورة الصافات
" وإن كانوا ليقولون "(167)
وإن كفار (مكة) ليقولون قبل بعثتك -يا محمد-:
" لو أن عندنا ذكرا من الأولين " (168)
لو جاءنا من الكتب والأنبياء ما جاء الأولين قبلنا,
" لكنا عباد الله المخلصين " (169)
لكنا عباد الله الصادقين في الإيمان, المخلصين في العبادة.
" فكفروا به فسوف يعلمون " (170)
فلما جاءهم ذكر الأولين, وعلم الآخرين, وأكمل الكتب, وأفضل الرسل, وهو محمد صلى الله عليه وسلم, كفروا به, فسوف يعلمون ما لهم من العذاب في الآخرة.
" ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين " (171)
ولقد سبقت كلمتنا -التي لا مرد لها- لعبادنا المرسلين,
" إنهم لهم المنصورون " (172)
أن لهم النصرة على أعدائهم بالحجة والقوة,
" وإن جندنا لهم الغالبون " (173)
وأن جندنا المجاهدين في سبيلنا لهم الغالبون لأعدائهم في كل مقام باعتبار العاقبة والمال.
" فتول عنهم حتى حين " (174)
فأعرض -يا محمد- عمن عاند, ولم يقبل الحق حتى تنقضي المدة التي أمهلهم فيها, ويأتي أمر الله بعذابهم,
" وأبصرهم فسوف يبصرون " (175)
وأنظرهم وارتقب ماذا يحل بهم من العذاب بمخالفتك؟ فسوف يرون ما يحل بهم من عذاب الله.
" أفبعذابنا يستعجلون " (176)
أفبنزول عذابنا بهم يستعجلونك يا محمد؟
" فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين " (177)
فإذا نزل عذابنا بهم, فبئس الصباح صباحهم.
" وتول عنهم حتى حين " (178
وأعرض عنهم حتى يأذن الله بعذابهم,
" وأبصر فسوف يبصرون " (179)
وأنظرهم فسوف يرون ما يحل بهم من العذاب والنكال
" سبحان ربك رب العزة عما يصفون " (180)
تنزه الله وتعالى رب العزة عما يصفه هؤلاء المفترون عليه.
" وسلام على المرسلين " (181)
وتحية الله الدائمة وثناؤه وأمانه لجميع المرسلين.
" والحمد لله رب العالمين " (182)
والحمد لله رب العالمين في الأولى والآخرة, فهو المستحق لذلك وحده لا شريك له