عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 10-07-2020, 01:59 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,905
الدولة : Egypt
افتراضي رد: هل لهذا الكون من خالق؟

والعلم كشَف - ولا يزال - عن علاقات متشابكة وضرورية لوجود واستمرارية الحياة بين مكونات الأرض الجامدة والحية، فنشأت علوم الكيمياء والحياة والفيزياء والرياضيات وما تفرع عنها من علوم شتى في جميع أنواع المعرفة.

وقمَر الأرض يبعد عنها 3840500 كيلو متر، وهو سبب ظاهرة المد في البحار والمحيطات مرتين في اليوم والليلة، ولو قرُب لمسافة أقل من الأرض لحدَث الطوفان والأعاصير، وغُمِرت القارات بمياه البحار، ولم توجد حياة على الأرض، وجاذبيته تَكبح وتُخفف من دوران الأرض حول محوره بسرعة زائدة، ولولا ذاك لكان الليل والنهار أقصر، ولهبَّت الرياح العاتية بسرعة كبيرة، ولاختلفت الحياة عن صورتها الحالية، كما أنه استُخدم كتقويم زمني (التقويم القمري).

هذا النظام والانسجام في الكون وفي الأرض لا يمكن أن يكون وليدَ صدفةٍ عمياء؛ ولكن يدل على إبداع مطلق، لا بد له من مبدع؛ هو الله.

ï´؟ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ ï´¾ [لقمان: 20].

ï´؟ وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ï´¾ [فاطر: 12]

ï´؟ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ï´¾ [النحل: 12].
ï´؟ وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا ï´¾ [الفرقان: 48].

ثالثًا - البرهان من علوم الحياة الجزيئية:
الخلية النباتية والخلية الحيوانية:
الخلية الحية هي المستودع الحي الذي يحتوي على مجاميع الأحماض النووية المسماة "الجينات" التي تحمل الصفات الوراثية من جيل لآخر.

وهناك تشابُه واختلاف في التركيب بين الخلايا النباتية والحيوانية:
التركيب
الخلية النباتية
الخلية الحيوانية
السيتوبلازم
يوجد
يوجد
الغشاء البلازمي
يوجد
يوجد
النواة
توجد
توجد
الشبكة الإندوبلازمية (والرايبوسومات)
توجد
توجد
اللايسوسومات: تحوي إنزيمات هاضمة تقوم بالتخلص من نفايات الخلية من البروتينات والدهون وغيرها
توجد
توجد
جهاز جولجي (يجهز البروتينات لوجهتها النهائية)
يوجد
يوجد
الميتوكندريا (محطة توليد الطاقة للخلية)
توجد
توجد
الحجم
كبير نسبيًّا
أصغر من الخلية النباتية
التغذية
تنتج غذاءها (النشا)
لا تنتج غذاءها
الفجوة العصارية
توجد وكبيرة
توجد وصغيرة
الجدار الخلوي (من السليلوز)
يوجد
لا يوجد
الشكل
ثابت؛ لوجود الجدار الخلوي
ليس لها شكل محدد
البلاستيد (جهاز البناء الضوئي)
موجود
غير موجود
البلازموديزم (الفتحة الخلوية)
موجودة
غير موجودة
الجسم المركزي: (جسيم مزدوج قرب النواة ويساعد في انقسام الخلية)
لا يوجد
يوجد
المادة الصبغية (الكلوروفيل، وهو ضروري لإنتاج النشا)
موجودة
غير موجودة





إن الاختلافات بين هذين النوعين من أنماط الحياة - نوعٌ من الملاءمة الوظيفية لكلٍّ منهما؛ فالجدار الخلوي في الخلية النباتية يعطيها صلابة وقوة؛ حيث إن النبات ينمو عموديًّا، وهو ثابت في مكانه، بينما الحيوان متحرك باستمرار، ووجود جدار خلوي لخلاياه الحيوانية يعيق مرونة الحركة عنده.

ووجود جهاز البناء الضوئي للغذاء (البلاستيدات) ضروري في النبات؛ لتصنيع الغذاء (النشا) من ثاني أكسيد الكربون والماء باستغلال ضوء الشمس؛ لأن النبات ثابت، ولا يتحرك - كالحيوان - للحصول على غذائه.

ميكانيكية عجيبة تامة الإتقان، جعلَت كل نوع مؤهلًا تأهيلًا كاملًا لوظيفته؛ فهل هذا خبطُ عشواء نشأ بالصدفة، أم أن له خالقًا يعرف أسرار خلقِه؟!

أما ما تتشابه فيه الخليتان فيدل على أن "وحدانية الله تتراءى في وَحدة خلقِه".

والخلية النباتية والخلية الحيوانية تنتميان إلى ما يُعرف علميًّا بالخلايا حقيقية النواة EUKARYOTES، وهي تختلف عن الخلايا بدائية النواة PROKARYOTES في وجود النواة وبعض التركيبات التي سبق الكلام عنها، وحجمها الكبير، ولكن كلا النوعين يحوى الحمض النووي DNA والسيتوبلازم والرايبوسومات والغشاء السيتوبلازمي.

الأحماض النووية وسر الحياة:
الكائن الحي - حيوانًا كان أو نباتًا - يحمل في خلاياه - في النواة، ومنها جاءت التسمية: "نووي" - مكتبة كاملة من الصفات الخِلْقية والخُلقية (الغريزية) تسمَّى "حمض الديوكسي رايبونيوكليك" Deoxy Ribonulceic Acid، ويُرمز له: DNA، ومعلومات هذه المكتبة تُنسخ وتُنقل إلى الأجيال التالية بواسطة حمض نووي آخر، يسمى Ribonucleic Acid، ويرمز له: RNA.

يتركب كل من الحمضين من:
مجموعة فوسفات (PO4).
ومجموعة سكر خماسي (رايبوز)، ومنه التسمية: "رايبو".



وقاعدة نيتروجينية، وهي مشتقة إما من مركب البيريميدن أو البيورين، وعددها خمسة مركبات هي:
أدنين (A Adenine)، جوانين (G Guanine)، ثايمين (T Thymine)، سايتوسين (C Cytosineويوراسيل (U Uracil).


وعندما تتصل هذه المركبات مع بعضها ينتج عن ذلك مركب "الرايبونيوكليوتايد ribonucleotide"، وهو اللبنة الأساسية في تركيب الأحماض النووية: فوسفات + سكر رايبوز + قاعدة نتروجينية -------- رايبونيوكليوتايد -------- حمض نووي.



وذرة الأكسجين رقم 2 غائبة في الرايبونيوكليوتيدات في حمض DNA؛ ولذلك يسمى deoxy؛ أي: ناقص الأكسجين، وللتسهيل يُرمز للنيوكليوتايد في حمض DNA وحمض RNA برمز القاعدة النتروجينية الذي يحمله؛ أي: A، T، G، C، U.



لماذا تحمل الأحماض النووية سر الحياة؟
الإجابة عن ذلك: لأنها هي السبب في تخليق "البروتينات" التي تقوم بالوظائف الحيوية في الكائن الحي كما سنرى، وهي تحتوي على المعلومات "متى وكيف وأين هذا التخليق" الضرورية للخلية الحية لاستمرار حياتها.

حمضDNAــــــــــــــ>RNAـــــــــــــ>بروتينات ــــــ ـــــــــــــــــــــ> وظائف حيوية

حمض DNA: يوجد الحمض النووي في نواة الخلايا الحية، وكذلك ما يسمى "الميتوكوندريا"، وهو مكوَّن من شريطين من الديوكسي رايبونيوكليوتيدات التي يرتبط كل زوج منها مع نظيره برابطة هيدروجينية A ـC--G، T بشكل حلزوني، ويوجد في الخلية ملتفًّا حول جزيء بروتين مشكِّلًا الكروموسومات التي تحمل الصفات الجسمية والخلْقية للكائنات الحية، وتتكون الكروموسومات ممَّا يسمى "الجينات"، والجين جزء من شريط الحمض، ويحمل معلومات وراثية محددة.

ويؤدي حدوثُ تشوه في المادة الوراثية - سواء في النواة أو الميتكوندريا - إلى إصابة الشخص أو أبنائه بأمراض قد تكون خطيرة.

وتتضمن الخلايا الجسمية (خلايا العضلات والعظام والجلد... إلخ) 46 كروموسومًا، وتحتوي الحيوانات المنوية لدى الرجل، والبويضة لدى المرأة على نصف هذا العدد؛ أي: 23 كروموسومًا.

وعند تلقيح البويضة في رحم الأم تندمج الكروموسومات من الحيوان المنوي مع نظيرتها في البويضة؛ ليُعطيا معًا 46 كروموسومًا من جديد، وهذا يضمن أن يحصل الأبناءُ على صفات وراثية من الوالدين، كما يُحافظ على ثبات كمية المادة الوراثية في الجسم؛ إذ تؤدي زيادةُ أو نقصان عدد الكروموسومات لدى الأبناء إلى مضاعفات خطيرة قد تصل إلى الموت.

ويحمل الحمض النووي في البويضة المخصَّبة معلوماتِ تطوُّر الإنسان ووظائف خلاياه وأعضائه، وبعد تلقيحها تنقسم البويضة ملايين المرات، بحيث تحتوي كل خلية وليدة على نفس المادة الوراثية والمعلومات الجينية التي كانت في البويضة المخصبة.

بعد ذلك تأخذ كل خلية موقعًا محددًا، وتبدأ تفعيل الجزء المتعلق بها من المادة الوراثية المحفوظة في حمض DNA الخاص بها من الكروموسوم حسب موقعها؛ فخلايا العضلات تفعِّل الجزء الخاص بتخليق بروتينات العضلات، وخلايا الجهاز الهضمي تفعل الجزء الخاص بتخليق بروتينات الخمائر، وخلايا البطانة المخاطية في الجسم - كالمعدة والأمعاء - تفعل الجزء الخاص بتخليق البروتينات المفرِزة للمخاط... وهكذا.



وحمض DNA يتكاثر بالتكرار replication في عمليةٍ معقَّدة تُشارك فيها إنزيمات متعددة، لكلٍّ منها وظيفة معينة؛ لتعطي كلُّ سلسلة من شريط الحمض سلسلةً أخرى مكمِّلة لها، وينتج شريطان من الحمض من الشريط الأم.

حمض RNA:
مكون من سلسلة واحدة من الرايبونيوكليتيدات، يحل فيها اليوراسل U محلَّ الثايمين T، كما أن ذرة الكربون رقم 2 في الرايبونيوكليوتايد غير ناقصة الأكسجين.

وله عدة أنواع: الرسولي mRNA 2 - الريبوسومي rRNA 3 - الناقل tRNA.



ومهمتها بناء البروتينات المطلوبة للجسم حسب موقعها، بمساعدة ما يسمى الرايبوسومات، وهي جسيمات مكونة من وحدة صغيرة ووحدة كبيرة.
يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 48.65 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.02 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.29%)]