الحلقة (487)
تفسير السعدى
(سورة الزمر)
من (57)الى (66)
عبد الرحمن بن ناصر السعدى
تفسير سورة الزمر
" أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين " (57)
أو تقول: لو أن الله أرشدني إلى دينه لكنت من المتقين الشرك والمعاصي.
" أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين " (58)
أو تقول حين ترى عقاب الله قد أحاط بها يوم الحساب: ليت لي رجعة إلى الحياة الدنيا فأكون فيها من الذين أحسنوا بطاعة ربهم , والعمل بما أمرتهم به الرسل.
" بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين " (59)
ما القول كما تقول, فد جاءتك آياتي الواضحة الدالة على الحق, فكذبت بها, واستكبرت عن قبولها واتباعها, وكنت من الكافرين بالله ورسله.
" ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين " (60)
ويوم القيامة ترى هؤلاء المكذبين الذين وصفوا ربهم بما لا يليق به, ونسبوا إليه الشريك والولد وجوههم مسودة.
أليس في جهنم مأوى ومسكن لمن تكبر على الله, فامتنع من توحيده وطاعته؟ بلى.
" وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون " (61)
وينجي الله من جهنم وعذابها الذين اتقوا ربهم بأداء فرائضه واجتناب نواهيه بفوزهم وتحقق أمنيتهم, وهي الظفر بالجنة, لا يمسهم من عذاب جهنم شيء, ولا هم يحزنون على ما فاتهم من حظوظ الدنيا.
" الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل " (62)
الله تعالى هو خالق الأشياء كلها, وربها ومليكها والمتصرف فيها, وكل تحت تدبيره وقهره, وهو على كل شيء وكيل.
" له مقاليد السماوات والأرض والذين كفروا بآيات الله أولئك هم الخاسرون " (63)
لله مفاتيح خزائن السموات والأرض, يعطي منها خلقه كيف يشاء والذين جحدوا بآيات القرآن وما فيها من الدلائل الواضحة, أولئك هم الخاسرون في الدنيا بخذلانهم عن الإيمان, وفي الآخرة بخلودهم في النار.
" قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون "(64)
قل- يا محمد- لمشركي قومك: أفغير الله أيها الجاهلون بالله تأمرونن أن أعبد, ولا تصلح العبادة لشيء سواه؟
" ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين " (65)
ولقد أوحي إليك- يا محمد- وإلى من قبلك من الرسل: لئن أشركت بالله غيره ليبطلن عملك, ولتكونن من الهالكين الخاسرين دينك وآخرتك, لأنه لا تقبل مع الشرك عمل صالح.
" بل الله فاعبد وكن من الشاكرين " (66)
بل الله فاعبد- يا محمد- مخلصا له العبادة وحده لا شريك له, وكن من الشاكرين لله نعمه