عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 28-07-2020, 08:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,354
الدولة : Egypt
افتراضي ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله

﴿ مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ ﴾













الشيخ عبد القادر شيبة الحمد








قال تعالى: ﴿ مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ * إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴾ [التوبة: 17، 18].







الغَرَضُ الذي سِيقَتْ له: التمهيد لمنع المشركين من دخول المسجد الحرام.







ومناسبتها لما قبلها: أنه لما أعلن البراءة من المشركين وأمر بقتالهم وبيَّن حكمة ذلك، مهَّد لمنعهم من دخول المسجد الحرام.







ومعنى ﴿ مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ: ما صح ولا استقام للوثنيين الذين يعبدون غير الله فيسخطونه - أن يزوروا بيوته التي بُنيتْ لعبادته وحده لا شريك له، حالة كونهم مقرِّين على أنفسهم بالشرك بلسان الحال أو المقال بألسنتهم: لبيك لا شريك لك، إلا شريكًا هو لك، تملكه وما ملك.







و﴿ أَنْ يَعْمُرُوا اسم كان، ونفي زياراتهم لها نفي لإشرافهم أو هيمنتهم عليها.



وقد قُرئ (مسجد الله) يعني: المسجد الحرام، ومحتمل أن المراد الجنس، فيعم المساجد كلها.







وقرئ: (مساجد الله)، فيحتمل عموم المساجد، ويجوز أن يراد المسجد الحرام خاصة، وإنما جمع لأن كل بقعة منه مسجد، أو لأنه قِبلة المساجد كلها وإمامها.







ومعنى (حبطت أعمالهم)؛ أي: بطلتْ أعمالهم التي يفتخرون بها، ويظنون أنها من الخير؛ لأن مَن أشرك بالله حبط عمله.







وجملة ﴿ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ مستأنفة لتقرير النفي السابق مِن جهة نفي اتباع الثواب.







وجملة ﴿ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ مستأنفة كذلك لتقرير النفي السابق من جهة نفي استدفاع العذاب.







و(هم) مبتدأ، و(خالدون) خبره، و(في النار) متعلق بالخبر، وإنما قُدم لتعجيل مساءتهم، ومعنى (خالدون) مقيمون.







وقوله: ﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ؛ أي: لا ينال شرف زيارة بيوت الله إلا مَنْ أَقَرَّ بالألوهية لله وحده، وأَيْقَنَ بالبعث، والتزم أحكام الإسلام، وأخلص دينه لله.







وقوله: ﴿ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ؛ أي: فحق أو خليق أن يكونَ أصحاب هذه الصفات من الراشدين المفلحين، وفي التعبير بـ(عسى) من جانب أصحاب هذه الفضائل قطع لأطماع المشركين المتصفين بأخبث الرذائل.







الأحكام:



1- إحباط الشرك لجميع أعمال الخير.



2- تجوز الشهادة لمن يعتاد المساجد بالإيمان.



3- لا يجوز أن يهيمن المشركون على المساجد.



4- وجوب إخلاص العبادة لله وحده.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.16 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.53 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.46%)]