عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 13-08-2020, 05:16 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: التربية الإسلامية في الوصايا اللقمانية

الدرس الرابع:

قال تعالى: ﴿ يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ﴾ [لقمان: 16].



يُعيد لقمان الحَكيم على مَسامِع ابنه تلك الكلمةَ؛ ليُرهِف السمْعَ، ويُجدِّد استِحضار البال، ولِيُنبِّه الابن إلى ما يُريد قوله، ولِيُهيئِّ نفْسَ الابن ويَفتَح قلْبَه لِيَستعدَّ لاستِقبال وصايا أُخرى، فيقول له: ﴿ إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ ... يَأْتِ بِهَا اللَّهُ... ﴾ وهذا دليل على عظَمة الخالِق، وتَنبيه إلى عجْز المَخلوق، فمَهما يَكنِ الأمر صغيرًا، ومَهما يَكن دقيقًا وحقيرًا، ثمَّ يكُ في صخْرة صمَّاء، أو أرض أو سماء، أو في جبَل أو صحراء، فإنَّ الله قادرٌ على أنْ يأتي به متى شاء، قال الطبري: "إنَّ الأمْرإنْ تكنْ زنة حبَّة من خردل مِن خير أو شرٍّ عملْتَه، فتكنْ في صخرة أو في السموات أو في الأرض، يأتِ بها الله يوم القيامة؛ حتَّى يُوَفِّيكَ جَزَاءَهُ"[11]، وهذا بُرهان واضِح على دقَّة عِلم الله، وعِظَم قُدرتِه، وعِلمه بالكُلِّيات كعِلمِه بالجُزئيَّات، فعِلمُه مُحيطٌ بكلِّ شيء، وهذا التعبير القُرآني المُعجِز لا يَبلُغه أيُّ تعبير، فكما قال سيد قطب: "وما يَبلُغ تَعبير مُجرَّد عن دِقَّة عِلم الله وشُموله، وعن قُدرة الله سُبحانه، وعن دقَّة الحِساب، وعَدالة الميزان - ما يَبلُغه هذا التَّعبير المُصور"[12].



فلْنَنظُرْ إلى هذه الحبَّة مِن الخرْدَل وهي ضائعة في صخْرة قاسية، يَستحيل الوصول إليها ولو شُقَّتْ هذه الصخرة، أو لِنَنظُرْ إليها وهي ضائعة في هذه الأرض الواسِعة، أو في هذه السماء الشاسِعة، ثم لْنَنظُر إلى أنَّ الله قادِر أنْ يأتي بها؛ "فعِلمه يُلاحِقها، وقُدرته لا تُفلِتها"[13]، فكيف بالإنسان الذي يأتي المعصية ثم يَظنُّ أنه ناجٍ مِن حِساب الله وعِقابه؟



إنها وصيَّة ودَرسٌ يَقتضي بموجبه استِحضار مُراقَبة الله لأعمالنا، فكلُّ فعْلٍ وكل تصرُّف، وكلُّ عمَل يأتيه الإنسان، بلْ وكل نجوى، وكلُّ همْس، وكلُّ خائنة عَين إلا وقد عَلِم الله هذا الفِعل، ومَن فعَله، ولِمَ فعَله، ومتَى فعَله، وأين فعَله، وكيف فعَله، ويوم القيامة يُجازيه عليه ويُنبِّئه به، فإنْ كان خَيرًا فخيرًا، وإن كان شرًّا فشرًّا، قال تعالى: ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾ [الأنبياء: 47].



فراقبْ نفسك أيُّها الإنسان، وحاسِبْها قبل أن تُحاسَب، وقبْلَ أن تأتي أيَّ فعلٍ اعْلمْ أنَّ الله يَعلم ما تريد القيام به، وأنك ستُجازى عليه حسب ما اقترفْتَ مِن ذنب، ولا تُظلم نَقيرًا.



فوجوب تَلقين هذا الدرس لأنفسنا أولاً، ثم لأبنائنا ثانيًا - أمانة مُلقاة على عاتِقنا، فهذا لُقمان قد فعل ذلك مع ابنه، فيا حبَّذا لو سِرْنا على درْبِه.



الدرْس الخامِس:

قال تعالى: ﴿ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [لقمان: 17].



يَتكرَّر نداء الاستعطاف؛ ليَنتقِل لقمان مِن باب العقيدة والتوحيد، وبرِّ الوالِدَين، والتذكير بعظَمة الله وقُدرتِه، وعِلمه المُحيط، وبدقَّة الحِساب، وحتميَّة الجَزاء، إلى الدَّعوة لإقامة الصَّلاة والحِفاظ عليها "بحُدودها و بفُروضِها وأوقاتها"[14]، وآدابها وخُشوعِها؛ فهي تَنهى عن الفَحشاء والمُنكَر، وتروض النفْس، وتُهذِّب الرُّوح، وتَمنعُها مِن إتيان المُنكَرات، وتَحضُّها على فعْل الخَيرات، وهي صلة بين العبد وربِّه، مَن حافظَ عليها كان الله حافِظًا له، ومَن أهملَها كان الله مُهمِلاً له، ومَن أهمله الله، تَعِس وشَقِي في حيَاته.



وقد سُئل رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: أيُّ العمَل أحبُّ إلى الله؟ قال: ((الصلاة في وقتها...))[15] الحديث.

ثم يَدعو ابنه أن يأمُر بالمعروف ويَنهى عن المُنكَر، وهو "انتِقال إلى دعوة الناس وإصلاح حالهم، وأمْرِهم بالمعروف ونهْيِهم عن المُنكَر، والتزوُّد قبل ذلك كله للمَعركة مع الشرِّ بالزَّاد الأصيل، زادِ العبادة لله والتوجُّه إليه بالصَّلاة"[16]، وهي دعوة للناس مِن أجل التمثُّل بالخَير والفضيلة وقِيَم الأخلاق الحميدة، وتذكيرهم بالله، وصَرفِهم عن كلِّ شرٍّ ورَذيلة، وإثْمٍ وخَطيئة، ولا يكون هذا إلا بالصبْر، فكلُّ داعٍ إلى الله لا بدَّ أن يجد في طريقِه مِن المُعوِّقات ما تحوجه إلى الصبر، وإلا تسلَّل اليأس إلى قلبه، وفقَد الأمل في الناس، وكانت نهاية طريقه مع أول عثْرَة، وكما قال ابن كثير: "علم أنَّ الآمِر بالمعروف والناهي عن المُنكر لا بدَّ أن يَناله مِن الناس أذى؛ فأمره بالصبر"[17]، فهو صبْر على أذى الأَيدي والأَلسِنَة، وإعراض القُلوب والأفئدة، فالصبْر على كلِّ ذلك هو مِن عزْمِ الأُمور.



إنَّ إقامة الصَّلاة والاصطِبار عليها، ثمَّ الدَّعوة إلى المعروف والأمْر به، والنَّهى عن إتيان المُنكَر والتَّنفير منه، والصبر على الأذى فيه- لا يَكون جزاؤها إلا أن يكون صاحبها مِن الذين يَنالُهم الله برحمته ومَغفِرَته، ويَجزيه عن صبْرِه جنَّةً ونَعيمًا.



الدرس السادس:

قال تعالى: ﴿ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ﴾ [لقمان: 18 - 19].



انتقَل لقمان بعد هذا إلى مجال الأخلاق والأدب في التعامُل، فنجده يَنهَى ابنَه أنْ يَكون مِن المتكبِّرين المُتعالين المُختالين، ويَحثُّه على التواضُع والاتِّصاف بحُسنِ الخلق، فلا يُستساغ أن يَكون العبد داعيةً إلى الله يَأمُر بالمعروف ويَنهى عن المُنكر، وهو متَّصِف بمثْل هذه الصِّفات السيِّئة، فكَما قال سيِّد قُطب: "الدَّعوة إلى الخير لا تُجيز التَّعالي على الناس والتطاوُلَ عليهم باسم قيادتِهم إلى الخير، ومِن باب أولى يكون التعالي والتطاوُل بغير دعوةٍ إلى الخير أقبَح وأرْذل"[18].



ومِن علامات الكِبْر والتطاوُل والتعالي على الناس: صَعَرُ الخدِّ للناس تَحقيرًا لهم، قال ابن جرير: "أصل الصَّعَر داء يأخُذ الإبلَ في أعناقها أو رؤوسها، حتى تَفلتَ أعناقها عن رؤوسها، فشُبه به الرجل المتكبِّر"[19]، وجاء في البُخاريِّ: "لا تُصعِّر: الإعراض بالوجه"[20]، وقال مُجاهِد في شرْحِه لقوله تعالى: ﴿ ثَانِيَ عِطْفِهِ ﴾ [الحج: 9]: "مُستكبِر في نفْسِه، عِطفه: رقبته"[21].



ومِن علامات التكبُّر أيضًا المشْي في الأرض مرَحًا وخُيَلاء وعجبًا بالنفْس، وهذا مرَضٌّ نفسِيٌّ يصيب الكثيرَ مِن الناس، سواء كانوا فقراء أو أغنياء، حتى إنك تَستشِفُّ الكِبر والتَّعجْرُف في أعينهم، ناهيك عن تصرُّفاتهم وأفعالهم، فوقانا الله جميعًا مِن هذا المرض، فما سبب خسْفِ الله بقارون داره إلا هذا التكبُّر في الأفعال؛ ﴿ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ ﴾ [القصص: 79]، وهنا نجد لقمان الحكيم يُقدِّم لابنه البديل الأمثل؛ إذ لا يَكفِي أن نَنهى أبناءنا ونَحرِمَهم مِن بعض الأمور التي يُمكِن أن يَميلوا إليها بدون تقديم بديل مُناسِب، فلا يُمكِن أن نتحدَّث عن تَخلِيَة قلبٍ مِن الرذائل دون أن يَقترِن هذا بتحلِيَته بالفضائل، فيقول لقمان: ﴿ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ ﴾، فبدَل أنْ يَمشي الإنسان مُختالاً مُتكبِّرًا، وفي مِشيَته تَبختُر وتَعجرُف، وجَب عليه أن يَمشي مُقتصِدًا مُتواضِعًا، لا بطيئًا مُتبختِرًا، ولا سريعًا مُتجبِّرًا، ولا "بالبطيء المُتثبِّط، ولا بالسريع المفرط؛ بل عدلاً وسطًا بينَ بَين"[22]، فهذه الآداب يجب أن يَتشربها المسلم، وتكون صَوب عينَيه، ويَتمثَّلها في حياته.



ومِن الأدب أيضًا غضُّ الصوت؛ فلا يَرفَع الصَّوت إلا مَن كان خُلقه سيِّئًا، وأدَبُه ناقصًا أو مُنعدِمًا، فغضُّ الصَّوت كما قال سيد قطب: "فيه أدب، وثِقةٌ بالنفْس، واطمئنان إلى صدق الحديث وقوَّته، وما يزعق أو يُغلظ في الخطاب إلا سيِّئ الأدب، أو شاكٌّ في قيمة قوله أو قيمة شخْصِه، ويُحاوِل إخفاء هذا الشكِّ بالحِدَّة والغِلظَة والزعاق"[23].



وأنكَرُ الأصوات وأقبَحُها صَوتُ الحمير، فـ "غاية مَن رفَع صوته يُشبَّه بالحمير في علوِّه ورفعه، ومع هذا هو بغيض إلى الله تعالى، وهذا التَّشبيه في هذا بالحَمير يَقتضي تَحريمَه وذمَّه غاية الذمِّ "[24]، فمِن الأدب إذًا خفْض الصَّوت وغضُّه، فلا يَنال المرْء احتِرام الناس له بالصُّراخ والجلَبة وإعلاء الصوت.



لقد كان أول درس يُدرِّسه لقمان الحكيم لابنه هو توحيد الله تعالى وعدم الشرك به؛ فبِصَلاح العقيدة يَصلُح الإنسان، وبفَسادها يَفسد الإنسان، ثم كان آخِر درس في حُسن الخلُق والأدب والتواضُع للناس، وعدم التكبُّر ورفْع الصوت؛ فبحُسنِ الخلُق يَصل الإنسان إلى مرتبة الخيريَّة، قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ خياركم أحاسِنُكم أخلاقًا))[25]، وبحُسنِ الخلُق يَكسِب الإنسان احترامَ غيره، وبحُسن الخلُق تكون مَنزلتُه في الجنَّة قريبةً مِن مَنزلة الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم.



إنَّ درس حُسن الخلق الذي لقَّنه لقمان لابنه هو مِن أهمِّ الدروس وأجلِّها، خُصوصًا في هذا العصر الذي نجد فيه تدنِّيًا وانحِطاطًا وتفسُّخًا للأخلاق، فما أحوجَنا لآباء يُعلِّمون أبناءهم هذه الدروس التي علَّمها - الأب - لقمان لابنه، إنها دروس تَصلُح بتدريسها وتعليمها الأمم، وتصل بتطبيقها المجتمعاتُ إلى القِمَم.



فهذه إطلالة على ما خطَّه لقمان الحكيم مِن منهَج تَعليميٍّ سامٍ، وأسلوب تربويٍّ إسلاميٍّ؛ لِيُصلِح مِن حال ابنه، ويُنير له طريق الخير والفَلاح، ويسير على وَفقِه مِن أجلِ بلوغ سَعادة الدَّارَين، وإذ نَصِل إلى الخِتام ندعو الله العليّ القدير أن يُسدِّد خُطانا، ويَغفر ذنوبَنا، ويَتجاوز عن سيئاتِنا، ويوفِّقنا لما فيه صلاح دينِنا ودُنيانا، والحمد لله ربِّ العالمين.



ما اعتُمد في البحث:

القُرآن الكريم.

1- تفسير "جامع البيان في تأويل آي القرآن"؛ لمحمد بن جرير أبو جعفر الطبري، تحقيق: أحمد محمد شاكر، مؤسَّسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1420 هـ - 2000 م.



2- "تفسير القرآن العظيم"؛ لابن كثير الدمشقي. دون تاريخ.



3- "صحيح البخاري"، الزهراء للإعلام العربي، القاهرة.



4- "صفوة التفاسير"؛ لمحمد علي الصابوني، دار ومكتبة الهلال، بيروت لبنان، د. ت.




5- "في ظلال القرآن"؛ لسيد قطب، دار إحياء التراث العربي، بيروت - لبنان. ط: 7، 1971م.



6- "مقدِّمة ابن خَلدون"، دار القلم، بيروت - لبنان، ط: 4، 1981م.





[1] "مقدمة ابن خلدون"، (ص: 533).




[2] "البخاري": رقم الحديث (1360).




[3] "البخاري": رقم الحديث (6500).




[4] "البخاري": رقم الحديث (1385).




[5] "البخاري": رقم الحديث (5971).




[6] "البخاري": رقم الحديث (5977).




[7] "تفسير جامع البيان في تأويل آي القرآن"؛ لمحمد بن جرير الطبري (20: 138).




[8] "تفسير القرآن العظيم"؛ لابن كثير الدمشقي، (3: 445).




[9] "صفوة التفاسير"؛ لمحمد علي الصابوني، (2: 426).




[10] نفسه (2: 311).




[11] "تفسير جامع البيان في تأويل آي القرآن"؛ لمحمد بن جرير الطبري، (20: 141).




[12] "في ظِلال القرآن"؛ لسيد قطب، (6/20: 486).




[13] نفسه: (6/20: 486).




[14] "تفسير ابن كثير": (3: 446).




[15] "البخاري": رقم الحديث (5977).




[16] "في ظلال القرآن": (6/20: 487).




[17] "تفسير ابن كثير": (3: 446).




[18] "في ظلال القرآن": (6/20: 487).




[19] "تفسير جامع البيان في تأويل آي القرآن"؛ لمحمَّد بن جرير الطبري، (20/143).




[20] "صحيح البخاري": (2: 466).




[21] نفسه، (4: 174).




[22] "تفسير ابن كثير": (3: 446).




[23] "في ظلال القرآن": (6/20: 487).




[24] "تفسير ابن كثير": (3: 446).




[25] "البخاري": رقم الحديث (6035).






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 36.68 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 36.05 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.71%)]