عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 14-08-2020, 03:31 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,366
الدولة : Egypt
افتراضي استعيذوا بالله تعالى وحده

استعيذوا بالله تعالى وحده
أحمد الجوهري عبد الجواد










إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.











أما بعد فيا أيها الإخوة!





العبادة هي كمال الحب مع تمام الذل وهي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة وقد عرفنا أن كل ما هو عبادة لله لا ينبغي صرفها لغير الله فمن صرف شيئًا من العبادة لغير الله فقد أشرك.











ومن العبادات أيها الإخوة: الاستعاذة بالله تعالى فمن استعاذ بغير الله فقد أشرك وهذه عبادة يغفل عنها وعن قواعدها كثير من الناس، لذا تعالوا بنا نسلط الضوء عليها في هذا اللقاء، لنبين أهميتها وخطرها وكما تعودنا فسوف ننظم سلك هذا الموضوع في عناصر محددة:





أولاً: معنى الاستعاذة.





ثانياً: هل الاستعاذة عبادة؟





ثالثاً: حكم من استعاذ بغير الله.





رابعاً: عودوا إلى خير الهدي.











فأعيروني القلوب والأسماع - أيها الإخوة - والله أسأل أن يجعلنا ممن عمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً.











أولاً: ما معنى الاستعاذة؟





أيها الإخوة: الاستعاذة لغة هي طلب الالتجاء والامتناع بالغير مما يخشاه فقولك أعوذ بالله أي ألجأ إليه - جل وعلا -. [1]











وشرعاً: هي الالتجاء والاعتصام بالله عز وجل؛ لأنه وحده هو ملاذ المستعيذ المجهود.[2]











فما معنى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؟





قال الحافظ ابن كثير: معنى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أي أستجير بجناب الله من الشيطان الرجيم أن يضرني في ديني أو دنياي أو يبعدنى عن فعل ما أُمِرت به أو يحثني على فعل ما نُهِيت عنه فإن الشيطان لا يكفه عن الإنسان إلا الله تعالى ولهذا أمر الله تعالى بمصانعة شيطان الإنس ومداراته، بإسداء الجميل إليه ليرده طبعه عما هو فيه من الأذى، وأمر بالاستعاذة من شيطان الجن لأنه لا يقبل رشوة ولا يؤثر فيه جميل، لأنه شرير بطبعه ولا يكفه عنك إلا الذي خلقه.











قال الله تعالى: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الأعراف: 199، 200].











وقال تعالى: "﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ * وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ﴾ [المؤمنون: 96 - 98].











وقال تعالى: ﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [فصلت: 34].











فهذه ثلاث آيات ليس لهن رابعة في معناها وهو أن الله يأمر بمصانعة العدو الإنسي والإحسان إليه ليرده عنه طبعه الطيب الأصل إلى الموادة والمصافاة، ويأمر بالاستعاذة من العدو الشيطاني لا محالة، إذ لا يقبل مصانعة ولا إحساناً ولا يبتغي غير هلاك ابن آدم لشدة العداوة بينه وبين أبيه آدم من قبل، كما قال تعالى: ﴿ يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأعراف: 27] وقد أقسم للوالد أنه لمن الناصحين وكذب فكيف معاملته لنا وقد قال: "فبعزتك لأغوينهم"[3]











فالاستعاذة هي: الالتجاء إلى الله والاعتصام به عز وجل وحده، لأنه هو ملاذ المستعيذ وملجأ من التجأ إليه.











وإذا ذكرت العياذة وهي تكون فيما يخشى ويحذر، ذكرت الَلّياَذَةُ وتكون فيما يُطلب ويؤمل كما قال المتنبي:











يا من ألوذ به فيما أؤمله

ومن أعوذ به فيما أحاذره



لا يجبر الناس عظماً أنت كاسره

ولا يهيضون عظماً أنت جابره












يقول: إذا كنت أطلب شيئاً لذت بك وإذا خشيت شيئاً عذت بك فأنت تجبر من شئت من الناس ولا يستطيعون كسره، وأنت تكسر من شئت منهم ولا يستطيعون جبره.











ومن لطيف ما قرأت - أيها الإخوة - ما ذكره الحافظ ابن كثير في كتابه البداية والنهاية في ترجمة المتنبي فقد أورد له هذين البيتين وقد قالهما في سيف الدولة الحمداني، قال ابن كثير: وقد بلغني عن شيخنا العلامة شيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمه الله أنه كان يُنكر على المتنبي هذه المبالغة في مخلوق ويقول: إنما يصلح هذا لجناب الله سبحانه وتعالى وأخبرني العلامة شمس الدين ابن القيم رحمه الله أنه سمع الشيخ تقي الدين - يعني شيخ الإسلام ابن تيمية - يقول:





ربما قلت هذين البيتين في السجود أدعو الله بما تضمناه من الذل والخضوع[4].











فالملاذ يكون بالله، والمعاذ يكون بالله فهو مفرج الكرب حبيب القلب شديد القرب "اللهُ: هو الاسم الجليلُ العظيمُ، هو أعرفُ المعارفِ، فيه معنىً لطيفٌ، قيل: هو مِنْ أَلهَ، وهو الذي تألهُهُ القلوبُ، وتحبُّه، وتسكنُ إليه، وترضى بهِ وتركنُ إليهِ، ولا يمكنُ للقلبِ أبداً أن يسكن أو يرتاح أو يطمئنَّ لغيرهِ سبحانه، ولذلك علّم - صلى الله عليه وسلم - فاطمة ابنتهُ دعاء الكرْبِ: "اللهُ، اللهُ ربي لا أشركُ به شيئاً"[5]. ﴿ قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ ﴾، ﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ﴾، ﴿ اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ ﴾، ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسموات مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾، ﴿ يوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ﴾، ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السموات وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا ﴾ [6] أفرأيت هذه الآيات إنها تلقي جلال الله في القلوب حتى لا ترى سواه ولا تعرف إلاه ولا تستعيذ بمن عداه ولا تلوذ وتؤمل وترجوا خلاه.











هذا عن تعريف الاستعاذة - أيها الإخوة - وقبل أن ننتهي من هذا العنصر نذكر فائدة جميلة ذكرها ابن كثير في التفسير عن فوائد الاستعاذة قال رحمه الله:





"ومن لطائف الاستعاذة أنها طهارة للفم مما كان يتعاطاه من اللغو والرفث وتطييب له وتهيؤ لتلاوة كلام الله، وهي استعانة بالله تعالى واعتراف له بالقدرة وللعبد بالضعف والعجز عن مقاومة هذا العدو المبين الباطني الذي لا يقدر على منعه ودفعه إلا الله الذي خلقه، ولا يقبل مصانعة ولا يداري بالإحسان بخلاف العدو من نوع الإنسان قال تعالى: ﴿ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا ﴾ [الإسراء: 65].











وقد نزلت الملائكة لمقاتلة العدو البشري يوم بدر، ومن قتله العدو البشري كان شهيداً ومن قتله العدو الباطني كان طريداً ومن غلبه العدو الظاهري كان مأجوراً ومن قهره العدو الباطني كان مفتوناً أو موزوراً، ولما كان الشيطان يرى الإنسان من حيث لا يراه استعاذ منه بالله الذي يراه ولا يراه الشيطان"[7]











ومن لطيف ما قرأت ما ذكره ابن الجوزي أن بعض الشيوخ المربين أراد أن يعرف تلميذاً له قدر عداوة الشيطان ويعلمه كيف يستعيذ ويحتمي منها ويدفعها فقال له الشيخ المربي: ماذا تفعل إذا مررت بغنم فنبحك كلبها؟ فقال التلميذ: أرميه بحجر، قال: فإن عاد ثانية؟ قال: أرميه بحجر قال الشيخ: فإن عاد؟ قال التلميذ: أرميه بحجر قال الشيخ: ذاك أمر يطول يا بني، قال: فماذا أصنع؟ قال: استعن برب الغنم يكف عنك كلبها، فيا أيها الحبيب: استعذ بالله يكفك شر الشيطان، لأنه لا حول لك ولا قوة على دفعه إلا بالله عز وجل.

















بك أستجير ومن يجير سواك؟

فأجر ضعيفاً يحتمي بحماك



إني ضعيف أستعين على قوي

عجزي ومعصيتي ببعض قواك



أذنبت يا رب وقادتني ذنوب

ما لها من غافر إلاك



دنياي غرتني وعفوك شدني

ما حيلتي في هذه أو ذاك



لو أن قلبي لم يك مؤمناً

بكريم عفوك ما غوى وعصاك



يا منبت الأزهار عاطرة الشذى

هذا الشذى الفواح نفح شذاك



يا مجري الأنهار ما جريانها

إلا استجابة قطرة لنِداك



رباه قلب تائب ناجاك أترده وترد

صادق توبتي حاشاك تفعل ذلك حاشاك



رباه ها أنا قد خلصت من الهوى

واستقبل القلب الخلي هداك



فليرض عني الناس أو فليسخطوا

أنا لم أعد أسعى لغير رضاك












فهل الاستعاذة بهذه المعاني تكون عبادة أيها الإخوة؟





وهذا هو عنصرنا الثاني من عناصر اللقاء: هل الاستعاذة عبادة؟





والجواب بحول وعون الملك الوهاب: إن الاستعاذة عبادة من أجلّ العبادات وأرفعها، ولم لا؟ وهي تتضمن ثقة القلب ويقينه وأمنه وطمأنينته إلى أن المستعاذ به هو المعيذ والمعين والناصر وصاحب القوة التي لا تقهر والقدرة التي لا تغلب.











والأدلة على هذا من القرآن الكريم والسنة المطهرة والطبع أكثر من أن تحصر.











ذلك أن الله أمر في القرآن الكريم بالاستعاذة به تعالى دون غيره قال تعالى: ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴾ [الفلق: 1]، وقال: ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴾. [الناس: 1]، وقال: ﴿ وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ ﴾ [المؤمنون: 97]، وقال: ﴿ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الأعراف: 200].











ففي هذه الآيات وغيرها من القرآن الكريم كثير بين الله سبحانه وتعالى أن الاستعاذة إنما تكون به وحده، وكذا ورد في السنة المطهرة ما يدل على امتثال النبي صلى الله عليه وسلم لأمر الله هذا وإدراك النبي صلى الله عليه وسلم لأهمية الاستعاذة وارشاده لنا أن نتمسك بها يَبينُ ذلك وتظهر في كثير من الأحوال والمقامات التي كان النبي - صلى الله عليه وسلم يحافظ فيها على الاستعاذة.











فمنها في دعاء استفتاح الصلاة كما في السنن عن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل فاستفتح صلاته وكبر قال: سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ويقول لا إله إلا الله"، ثلاثاً ثم يقول: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه".[8]











وليس ذلك في صلاة الليل فحسب بل في كل صلاة كان يقول ذلك رسول الله، يستعيذ بالله، كما في حديث جبير بن مطعم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل في الصلاة قال: الله أكبر كبيراً ثلاثاً، الحمد لله كثيراً ثلاثاً، سبحان الله بكرة وأصيلاً ثلاثاً، اللهم إني أعوذ بك من الشيطان من همزه ونفخه ونفثه".[9]











وكان صلى الله عليه وسلم يختم صلاته بالاستعاذة من أربع كما في الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم فيقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب جهنم ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال".[10]











ومن هذه الأحوال التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يحافظ فيها على الاستعاذة: إذا نزل منزلاً ويرشد إلى ذلك فيقول كما في مسلم من حديث خولة بنت حكيم قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من نزل منزلاً فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك".[11]











وفيه أيضاً عن أبي هريرة أنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة قال: أما لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم تضرك".[12]











ومن هذه الأحوال التي كان النبي يحافظ فيها على الاستعاذة في صباحه ومسائه وذلك في الأذكار في مواضع كثيرة فكان يقول كما روى الترمذي وأبو داود بسند حسن من حديث معاذ بن عبدالله بن خبيب عن أبيه قال: خرجنا في ليلة مطيرة وظلمة شديدة نطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي لنا فأدركته فقال: قل فلم أقل شيئا ثم قال قل فلم أقل شيئًا قال قل فقلت: ما أقول؟ قال قل: قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء.[13]











وكان يقول: "أصبحنا وأصبح الملك لله والحمد لله لا إله إلا الله، وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، رب أسألك خير ما في هذا اليوم وخير ما بعده وأعوذ بك من شر ما في هذا اليوم وشر ما بعده رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر".[14]











وكان يقول: "اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت".[15]











وكان يقول: "اللهم عافني في بدني اللهم عافني في سمعي اللهم عافني في بصري لا إله إلا أنت، اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وأعوذ بك من عذاب القبر لا إله إلا أنت".[16]











وغيرها من أذكار الصباح والمساء كثير وفيه يكثر النبي صلى الله عليه وسلم الاستعاذة بالله تعالى وحده.











ومن هذه الأحوال التي كان النبي - صلى الله عليه وسلم - فيها يحافظ على الاستعاذة:





الدعاء فقد كان يعلمهم أن يدعو كما روى البخاري من حديث أبي هريرة فيقول:





"تعوذوا بالله من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء".[17]











ومن هذه الأحوال: الرقى التي كان يرقى بها نفسه وغيره صلى الله عليه وسلم فكان يرقي بالمعوذتين، فعن علي قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة يصلي فوضع يده على الأرض فلدغته عقرب فناولها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنعله فقتلها فلما انصرف قال: "لعن الله العقرب ما تدع مصلياً ولا غيره أو نبيّاً وغيره" ثم دعا بملح وماء فجعله في إناء ثم جعل يصبه على إصبعه حيث لدغته ويمسحها ويُعَوِّذها بالمعوذتين. [18]











وعن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذتين وينفث، تقول الصديقة الفطنة اللبيبة الأريبة: فلما اشتد وجعه أي الذي مات فيه كنت أقرأ عليه، وأمسح بيده عليه، رجاء بركتها. [19]


يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 52.88 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.25 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.19%)]