
15-08-2020, 03:31 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,714
الدولة :
|
|
رد: خطبة عن حكمة الإسلام في تحريم المخدرات والإدمان
وقرن الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، تعاطي الخمور والمخدرات بالشرك بالله تعالى، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما حُرمت الخمر مشى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضهم إلى بعض، وقالوا: حُرمت الخمر، وجُعلت عِدْلاً للشرك " [ أخرجه الطبراني وصححه الألباني. صحيح الترغيب والترهيب 2 / 602 ]، وأخرج النسائي في سننه وصححه الألباني من حديث أَبِي مُوسَى رَضِي اللَّه عَنْه أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " مَا أُبَالِي شَرِبْتُ الْخَمْرَ، أَوْ عَبَدْتُ هَذِهِ السَّارِيَةَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " [ صحيح الترغيب والترهيب 2 / 600 ]، فهو رضي الله عنه يشبه شرب الخمر بعبادة العمود والجدار من دون الله عز وجل، ولقد فهم الصحابة من كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ما لم نفهمه نحن، فهم أعرف الناس بالحلال والحرام، وهم أفهم الناس بمقصد الكتاب والسنة، وكذلك التابعين لهم بإحسان، وهكذا العلماء من هذه الأمة، ولهذا قرنوا شرب الخمور وتعاطي المسكرات والمخدرات بالشرك بالله تعالى، قال مسروق بن الأجدع: " شارب الخمر كعابد وثن، وشارب الخمر كعابد اللات والعزى " [ مصنف عبد الرزاق 9 / 237 ]،
سبب لسوء الخاتمة وحجب شهادة التوحيد عنه عند الموت. عَنْ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ حَضَرَ عِنْدَ تِلْمِيذٍ لَهُ حَضَرَهُ الْمَوْتُ فَجَعَلَ يُلَقِّنُهُ الشَّهَادَةَ وَلِسَانُهُ لَا يَنْطِقُ بِهَا فَكَرَّرَهَا عَلَيْهِ فَقَالَ لَا أَقُولُهَا وَأَنَا بَرِيءٌ مِنْهَا ثُمَّ مَاتَ فَخَرَجَ الْفُضَيْلُ مِنْ عِنْدِهِ وَهُوَ يَبْكِي ثُمَّ رَآهُ بَعْدَ مُدَّةٍ فِي مَنَامِهِ وَهُوَ يُسْحَبُ بِهِ فِي النَّارِ فَقَالَ لَهُ يَا مِسْكِينُ بِمَ نُزِعَتْ مِنْك الْمَعْرِفَةُ؟ فَقَالَ: يَا أُسْتَاذُ كَانَ بِي عِلَّةٌ فَأَتَيْت بَعْضَ الْأَطِبَّاءِ فَقَالَ لِي تَشْرَبُ فِي كُلِّ سَنَةٍ قَدَحًا مِنْ الْخَمْرِ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ تَبْقَ بِك عِلَّتُكَ فَكُنْتُ أَشْرَبُهَا فِي كُلِّ سَنَةٍ؛ لِأَجْلِ التَّدَاوِي) فَهَذَا حَالُ مَنْ شَرِبَهَا لِلتَّدَاوِي فَكَيْفَ حَالُ مَنْ يَشْرَبُهَا لِغَيْرِ ذَلِكَ نَسْأَلُ اللَّهَ الْعَافِيَةَ مِنْ كُلِّ بَلَاءٍ وَمِحْنَةٍ. الذهبي: الكبائر 80.
خطورة الإدمان في الآخرة:
يعذب المدمن في قبره رَوَى الْأَصْبَهَانِيُّ وَغَيْرُهُ وَقَدْ حَدَّثَ بِهِ أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ بِمَشْهَدٍ مِنْ الْحُفَّاظِ فَلَمْ يُنْكِرُوهُ أَنَّ الْعَوَّامَ بْنَ حَوْشَبَ قَالَ: نَزَلْت مَرَّةً حَيًّا وَإِلَى جَانِبِ ذَلِكَ الْحَيِّ مَقْبَرَةٌ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ الْعَصْرِ انْشَقَّ مِنْهَا قَبْرٌ فَخَرَجَ رَجُلٌ رَأْسُهُ رَأْسُ حِمَارٍ وَجَسَدُهُ جَسَدُ إنْسَانٍ فَنَهَقَ ثَلَاثَ نَهْقَاتٍ ثُمَّ انْطَبَقَ عَلَيْهِ الْقَبْرُ، فَإِذَا عَجُوزٌ تَغْزِلُ شَعْرًا أَوْ صُوفًا فَقَالَتْ امْرَأَةٌ: تَرِي تِلْكَ الْعَجُوزَ؟ قُلْت: مَا لَهَا؟ قَالَتْ تِلْكَ أُمُّ هَذَا، قُلْت وَمَا كَانَ قَضِيَّتُهُ؟ قَالَتْ كَانَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ فَإِذَا رَاحَ تَقُولُ لَهُ أُمُّهُ: يَا بُنَيَّ اتَّقِ اللَّهَ إلَى مَتَى تَشْرَبُ هَذَا الْخَمْرَ؟ فَيَقُولُ لَهَا: إنَّمَا أَنْتِ تَنْهَقِينَ كَمَا يَنْهَقُ الْحِمَارُ؛ قَالَتْ فَمَاتَ بَعْدَ الْعَصْرِ، قَالَتْ فَهُوَ يَشُقُّ عَنْهُ الْقَبْرَ بَعْدَ الْعَصْرِ كُلَّ يَوْمٍ فَيَنْهَقُ ثَلَاثَ نَهْقَاتٍ ثُمَّ يَنْطَبِقُ عَلَيْهِ الْقَبْرُ. الزواجر عن اقتراف الكبائر، لابن حجر الهيتمي 2/ 658، الترغيب والترهيب للمنذري 3/ 226. صحيح الترغيب والترهيب للعلامة الألباني 2/ 665
وَقَالَ بَعْضُ الصَّالِحِينَ: مَاتَ لِي وَلَدٌ فَلَمَّا دَفَنْتَهُ رَأَيْتُهُ بَعْدَ مُدَّةٍ فِي الْمَنَامِ وَقَدْ شَابَ رَأْسُهُ فَقُلْتُ يَا وَلَدِي دَفَنْتُكَ صَغِيرًا فَمَا الَّذِي شَيَّبَكَ؟ فَقَالَ: يَا أَبَتِ لَمَّا دَفَنْتنِي دُفِنَ إلَى جَانِبِي رَجُلٌ كَانَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا فَزَفَرَتْ النَّارُ لِقُدُومِهِ إلَى قَبْرِهِ زَفْرَةً لَمْ يَبْقَ مِنْهَا طِفْلٌ إلَّا شَابَ رَأْسُهُ مِنْ شِدَّةِ زَفْرَتِهَا. الذهبي: الكبائر 80.
وحُكِيَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ أَنَّ شَابًّا جَاءَ إلَيْهِ بَاكِيًا حَزِينًا فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إنِّي ارْتَكَبْت ذَنْبًا عَظِيمًا فَهَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ: وَمَا ذَنْبُك؟ قَالَ: ذَنْبِي عَظِيمٌ.قَالَ: وَمَا هُوَ فَتُبْ إلَى اللَّهِ فَإِنَّهُ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ مِنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنْ السَّيِّئَاتِ، قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كُنْتُ أَنْبُشُ الْقُبُورَ وَكُنْت أَرَى فِيهَا أُمُورًا عَجِيبَةً، قَالَ: مَا رَأَيْت؟ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: نَبَشْتُ لَيْلَةً قَبْرًا فَرَأَيْت صَاحِبَهُ قَدْ حُوِّلَ وَجْهُهُ عَنْ الْقِبْلَةِ فَخِفْتُ مِنْهُ وَأَرَدْتُ الْخُرُوجَ وَإِذَا بِقَائِلٍ فِي الْقَبْرِ يَقُولُ أَلَا تَسْأَلُ عَنْ الْمَيِّتِ لِمَاذَا حُوِّلَ وَجْهُهُ عَنْ الْقِبْلَةِ؟ فَقُلْتُ: لِمَاذَا حُوِّلَ؟ قَالَ: لِأَنَّهُ كَانَ مُسْتَخِفًّا بِالصَّلَاةِ فَهَذَا جَزَاءُ مِثْلِهِ، ثُمَّ نَبَشْتُ قَبْرًا آخَرَ فَرَأَيْتُ صَاحِبَهُ قَدْ حُوِّلَ خِنْزِيرًا وَقَدْ شُدَّ بِالسَّلَاسِلِ وَالْأَغْلَالِ فِي عُنُقِهِ فَخِفْتُ مِنْهُ وَأَرَدْت الْخُرُوجَ وَإِذَا بِقَائِلٍ يَقُولُ أَلَا تَسْأَلُ عَنْ عَمَلِهِ وَلِمَاذَا يُعَذَّبُ؟ فَقُلْتُ: لِمَاذَا؟ فَقَالَ: كَانَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ وَمَاتَ مِنْ غَيْرِ تَوْبَةٍ، ثُمَّ نَبَشْتُ قَبْرًا آخَرَ فَوَجَدْتُ صَاحِبَهُ قَدْ شُدَّ فِي الْأَرْضِ بِأَوْتَادٍ مِنْ نَارٍ وَأُخْرِجَ لِسَانُهُ مِنْ قَفَاهُ فَخِفْتُ وَرَجَعْتُ وَأَرَدْتُ الْخُرُوجَ فَنُودِيتُ أَلَا تَسْأَلُ عَنْ حَالِهِ لِمَاذَا اُبْتُلِيَ؟ فَقُلْت: لِمَاذَا؟ فَقَالَ: كَانَ لَا يَتَحَرَّزُ مِنْ الْبَوْلِ وَكَانَ يَنْقُلُ الْحَدِيثَ بَيْنَ النَّاسِ فَهَذَا جَزَاءُ مِثْلِهِ.ثُمَّ نَبَشْت قَبْرًا آخَرَ فَوَجَدْتُ صَاحِبَهُ قَدْ اشْتَعَلَ بِالنَّارِ فَخِفْتُ وَأَرَدْتُ الْخُرُوجَ فَقِيلَ لِي أَلَا تَسْأَلُ عَنْهُ وَعَنْ حَالِهِ؟ فَقُلْتُ: وَمَا حَالُهُ؟ قَالَ: كَانَ تَارِكًا لِلصَّلَاةِ فَهَذَا جَزَاءُ مِثْلِهِ، ثُمَّ نَبَشْتُ قَبْرًا فَرَأَيْتُهُ قَدْ وُسِّعَ عَلَى مَدِّ الْبَصَرِ وَفِيهِ نُورٌ سَاطِعٌ وَالْمَيِّتُ نَائِمٌ عَلَى سَرِيرِهِ وَقَدْ أَشْرَقَ نُورُهُ وَعَلَيْهِ ثِيَابٌ حَسَنَةٌ فَأَخَذَتْنِي مِنْهُ هَيْبَةٌ فَأَرَدْت الْخُرُوجَ فَقِيلَ لِي أَلَا تَسْأَلُ عَنْ حَالِهِ لِمَاذَا أُكْرِمَ بِهَذِهِ الْكَرَامَةِ؟ فَقَالَ: لِمَاذَا؟ فَقِيلَ لِي: إنَّهُ كَانَ شَابًّا طَائِعًا نَشَأَ فِي طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعِبَادَتِهِ.فَقَالَ: عَبْدُ الْمَلِكِ عِنْدَ ذَلِكَ إنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِلْعَاصِينَ وَبِشَارَةً لِلطَّائِعِينَ، جَعَلَنَا اللَّهُ مِمَّنْ أَطَاعَهُ فَرَضِيَ عَنْهُ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ آمِينَ.الزواجر عن اقتراف الكبائر، لابن حجر الهيتمي 1/ 28.
يحشر شارب الخمر يوم القيامة وشقه مائل ووجهه مسود:روى الآجرّي بإسناده عن عبد الله بن عمرو قال: "لا تسلّموا على شَرَبة الخمر، ولا تعودوا مرضاهم، ولا تشهدوا جنائزهم. إن شارب الخمر يأتي يوم القيامة مائل شقّه، مُزرقة عيناه، يندلع لسانه على صدره، يسيل لعابه على بطنه، يتقذّره كل من رآه" أخرج البخاري في "صحيحه/ فتح" (11/ 40) الجملة الأولى من هذا الأثر تعليقًا، وقال ابن حجر: وهذا الأثر وصله البخاري في "الأدب المفرد": عن عبد الله بن عمرو بن العاص بلفظ (لا تسلموا على شرَاب الخمر) وبه إليه قال: (لا تعودوا شرّاب الخمر إذا مرضوا). أ.ه - . قلت: وأخرجه عبد الرزاق في "المصنّف" (17074)، وروي نحوه عن عليّ وابن عباس موقوفًا وعن ابن عمر بسند ضعيف مرفوعًا.
تركت النبيذّ لأهل النّبيذ
وأصبحت أشرب ماء قراحًا 
لأن النّبيذ يذلّ العزيز
ويكسو الوجوه النضارى القباحا 
وقال عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: " يجيء يوم القيامة شارب الخمر مسوداً وجهه، مزرقة عيناه، مائل شدقه، مدلَّياً لسانه، يسيل لعابه، يقذره كل من يراه " [ أخرجه عبدالرزاق 9 / 240 ].
العطش يوم القيامة: ففي "المسند" عن قيس بن سعد بن عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من شرب الخمر أتى عطشانًا يوم القيامة) رواه أحمد (2/ 422) وأبو يعلى (1436) بلفظ: (ومن شرب الخمر أتى يوم القيامة عطشًا، وكل مسكر خمر) وقال الهيثمي في "المجمع" (5/ 73): رواه أحمد وأبو يعلى وفيه راو لم يسم أ.ه - .، وضعفّه الألباني في "ضعيف الجامع" (5642).
وعن عبد الله بن عمرو قال: "في التوراة: الخمر مرّ طعمها، أقسم الله بعزته:لمن شربها بعد ما حرّمتها لأعطشنّه يوم القيامة " وتمامه كما ورد في "تفسير ابن كثير" (3/ 178) من طريق ابن أبي حاتم، عن عبد الله بن عمرو قال: "إن هذه الآية التي في القرآن: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [المائدة: 90] قال: هي في التوراة: "إن الله أنزل الحق ليذهب به الباطل، ويبطل به اللعب، والمزامير، والزّفن، والكبارات، والزمارات - يعني به الدفّ - والطنابير والشعر، والخمر مُرّة لِمَن طعمها، أقسم الله بيمينه وعزّة حَيلِه: من شربها بعدما حرّمتها لأعطشنّه يوم القيامة، ومن تركها بعدما حرّمتها لأسقينه إياها من حظيرة القدس" وقال الحافظ ابن كثير بإثره: وهذا إسناد صحيح أ.ه - . وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (2/ 317) وزاد نسبته لأبي الشيخ والبيهقي، ومعنى الزّفن أي الرقص والكبارات جمع كبار وهو جمع كبر وهو الطبل، والحيلة: القوة، كما في "النهاية".
ويشرب مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ قال رسول الله إِنَّ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَهْدًا لِمَنْ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ " قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ؟ قَالَ: " عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ أَوْ عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ " [ أخرجه مسلم والنسائي ]، وعَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: مُدْمِنُ خَمْرٍ، وَقَاطِعُ رَحِمٍ، وَمُصَدِّقٌ بِالسِّحْرِ، وَمَنْ مَاتَ مُدْمِنًا لِلْخَمْرِ، سَقَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ نَهْرِ الْغُوطَةِ " قِيلَ: وَمَا نَهْرُ الْغُوطَةِ؟ قَالَ: " نَهْرٌ يَجْرِي مِنْ فُرُوجِ الْمُومِسَاتِ - الزانيات - يُؤْذِي أَهْلَ النَّارِ رِيحُ فُرُوجِهِمْ " [ أخرجه أحمد، وصحح إسناده حمزه الزين في تحقيق المسند 14 / 515، وقال الأرنؤوط: حديث حسن بشواهده، انظر المسند 32 / 340 ]، وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من ترك الصلاة سُكراً مرة واحدة، فكأنما كانت له الدنيا وما عليها فسُلبها، ومن ترك الصلاة أربع مرات سُكراً، كان حقاً على الله أن يسقيه من طينة الخبال "، قيل: وما طينة الخبال؟ قال: " عصارة أهل جهنم " [ أخرجه الحاكم وهو حديث حسن. صحيح الترغيب والترهيب 2 / 608 ].
دخول النار عن عَبْدُاللَّهِ بْنُ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ثَلَاثَةٌ قَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَنَّةَ: مُدْمِنُ الْخَمْرِ، وَالْعَاقُّ، وَالدَّيُّوثُ الَّذِي يُقِرُّ فِي أَهْلِهِ الْخَبَثَ " [ أخرجه أحمد وغيره واللفظ له وهو حديث حسن لغيره. صحيح الترغيب والترهيب 2 / 600 ]وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنَّانٌ وَلا عَاقٌّ وَلا مُدْمِنُ خَمْرٍ"[رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَقَالَ شُعْيُبُ الأَرْنَاؤُوط: حَسَنُ لِغَيْرِهِ]
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: " يلقى الله شارب الخمر يوم القيامة حين يلقاه وهو سكران، فيقول: ويلك! ما شربت؟ فيقول: الخمر، قال: أولم أحرمها عليك؟ فيقول: بلى! فيؤمر به إلى النار " [ أخرجه عباد الرزاق في المصنف 9 / 237 ].
ومن شرب الخمر في الدنيا لم يشربها يوم القيامة، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا، ثُمَّ لَمْ يَتُبْ مِنْهَا حُرِمَهَا فِي الْآخِرَةِ " [ أخرجه البخاري ومسلم ].
قال الخطابي ثم البغوي: " قوله: " حرمها في الآخرة ": وعيد بأنه لا يدخل الجنة، لأن شراب أهل الجنة خمر، إلا أنهم: " لا يصدعون عنها ولا ينزفون "، ومن دخل الجنة لا يحرم شرابها " [ شرح السنة 11 / 355 ].
لكن يجاب على ذلك القول، بقول النبي صلى الله عليه وسلم: " من شرب الخمر في الدنيا ولم يتب، لم يشربها في الآخرة وإن دخل الجنة " [ متفق عليه واللفظ للبيهقي ].لكن لو تاب شارب الخمر منها، فالله يقبل التوبة، ويشرب خمر الآخرة بإذن الله تعالى يوم القيامة، ويشهد لذلك ما رواه ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا، لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الْآخِرَةِ، إِلَّا أَنْ يَتُوبَ " [ أخرجه مسلم ].
أما أهل الجنة لقد أعد الله تعالى في الآخرة لعباده المتقين اللذين طهروا أنفسهم من هذه الشهوات المحرمة لوجهه الكريم بديلاً طيباً، يقول تعالى: ﴿ مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آَسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ ﴾ [محمد:15]
قال ابن كثير - رحمه الله - في قوله تعالى ﴿ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ ﴾ [محمد:15]: أي: ليست كريهة الطعم والرائحة كخمر الدنيا؛ بل حسنة المنظر والطعم والرائحة والفعل، أي الأثر، قال تعالى ﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا * عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا ﴾ [الإنسان:5 - 6]، ويقول - جل وعلا - ﴿ وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا ﴾ [الإنسان:17].
كل ذلك وغيره مما لم تره عين، ولم تسمع به أذن، ولم يخطر على قلب بشر، أعده الله - عز وجل - لمن اتقاه وأطاعه؛ فمن ابتلي بهذه الكبيرة فليبادر إلى الإقلاع قبل فوات الأوان؛ فإن الموت لا موعد له، وأَولى ما يدخر له من الراحة القبر، فإن من ورائنا رقدة في القبر صباحها يوم القيامة.
الفرق بين خمر الدنيا وخمر الآخرة:
قال الله تعالى: ﴿ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا ﴾ [الإنسان: 21]، وصف الله عز وجل شراب أهل الجنة بأنه طهور، ويُفهم من الآية أن خمر الدنيا ليست كذلك.
ومما يؤيد ذلك أن كل الأوصاف التي مدح الله بها خمر الآخرة منتفية عن خمر الدنيا، كقوله تعالى: ﴿ لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ ﴾ [الصافات: 47]، وكقوله تعالى: ﴿ لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ ﴾ [الواقعة: 19]، فالأوصاف التي ذُكرت هي لخمر الآخرة، بخلاف خمر الدنيا ففيها غول يغتال العقول، ويُصَدَّعُ أهلها وشاربيها، أي يصيبهم الصداع الذي هو وجع الرأس بسببها، وقوله تعالى: ﴿ وَلَا يُنْزِفُونَ ﴾ [الواقعة: 19] يعني لا يسكرون، بخلاف خمر الدنيا، فمن شربها سكر وغاب عقله، وافتضح أمره، [ أضواء البيان 2 / 98 بتصرف يسير ].
كذلك خمر الدنيا مرة المذاق، علقم الطعم، أما خمر الآخرة فقد قال الله فيها وهو أحسن القائلين: ﴿ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ ﴾ [محمد: 15]، فهي حلوة الطعم، لذيذة الشرب.
ومن أهم الفروق بين خمر الدنيا وخمر الآخرة، أن خمر الدنيا حرام بكتاب الله تعالى، وحرام بما صح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحرام بأقوال العلماء، وحرام بأقوال الأطباء مسلمين وغير مسلمين، وحرام بما تقتضيه الطبيعة البشرية من حرص على العقل والمال والنفس والدين، أما خمر الآخرة فهي حلال بكتاب الله تعالى، وقد سبقت الإشارة إلى الأدلة على ما ذكرت.
سبل العلاج والوقاية من خطر الإدمان:
أيها المسلمون: إن علاج هذه الظاهرة يكون بتكاتف فئات المجتمع وذلك بالطرق التالية:
أولاً: الوعظ والتخويف من عقاب الله: فينبغي تذكير شارب الخمر وتخويفه من غضب الله عليه؛ وهذا ما فعله عمر بن الخطاب مع شارب الخمر؛ فقد روى ابن أبي حاتم بإسناده، عن يزيد بن الأصم، قال:‘'كان رجل من أهل الشام ذا بأس، وكان يوفد إلى عمر بن الخطاب، ففقده عمر، فقال: ما فعل فلان؟ فقالوا: يا أمير المؤمنين تتابع في هذا الشراب ( أي الخمر )، فدعا عمر كاتبه، فقال: اكتب: من عمر بن الخطاب إلى فلان بن فلان، سلام عليك، أما بعد، فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو‘'غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير'' غافر:3؛ ثم قال لأصحابه: ادعوا الله لأخيكم أن يُقبِل بقلبه ويتوب عليه. فلما بلغ الرجل كتاب عمر، جعل يقرأه ويردده، ويقول:‘'غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب''، قد حذرني عقوبته ووعدني أن يغفر لي. فلم يزل يرددها على نفسه، ثم بكى، ثم نزع فأحسن النزع - أي تاب فأحسن التوبة - فلما بلغ عمر خبره قال:‘'هكذا فاصنعوا إذا رأيتم أخاكم زلّ زلة فسدّدوه ووفقوه وادعوا الله أن يتوب عليه، ولا تكونوا أعوانا للشيطان عليه''.(رواه أبو نعيم في حلية الأولياء، وأورده القرطبي في تفسيره؛ والسيوطي في الدر المنثور )
ثانيا: فرض عقوبة رادعة لمن يتناول الخمر والمسكرات: وليكن الهدف من العقاب هو ردع كل مَنْ تُسَوِّل له نفسه أن يُدمن المسكرات أو المخدِّرات، وليس التشفِّي أو الانتقام من صاحبها؛ فهو شخص مريض في حاجة إلى العلاج؛ لذلك عَمِل رسول الله على تأصيل هذه المعاني في نفوس الصحابة، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ " أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ قَدْ شَرِبَ، قَالَ: اضْرِبُوهُ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَمِنَّا الضَّارِبُ بِيَدِهِ، وَالضَّارِبُ بِنَعْلِهِ، وَالضَّارِبُ بِثَوْبِهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: أَخْزَاكَ اللَّهُ، قَالَ: لَا تَقُولُوا هَكَذَا، لَا تُعِينُوا عَلَيْهِ الشَّيْطَانَ " ( البخاري)
ثالثا: تكثيف الرقابة الأمنية من جهة الدولة وذلك بضبط المتلبسين بهذه الجريمة ومحاسبتهم.
رابعا: كثرة التوعية والندوات؛ وذلك عن طريق الإعلام المرئي والمسموع والمقروء ومراكز الشباب والخطب والدروس والمحاضرات وجميع وسائل الاتصال الحديثة؛ تهدف إلى توضيح مخاطر الخمر والمخدرات على المستوى الثقافي والديني والاجتماعي والاقتصادي.
خامسا: التنشئة الأسرية: وذلك بتربية النشء على القيم والمبادئ الإسلامية لأن الأبوين هما المسئولان عنهم، وبين ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله:" كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ" ( متفق عليه) وقال أيضاً: " إنَّ اللهَ سائلٌ كلَّ راعٍ عما استرعاهُ، أحفظَ أم ضيَّعَ؟ حتى يُسألَ الرجلُ عن أهلِ بيتِه "( السلسلة الصحيحة: الألباني)
سادسا: تخير الصحبة الصالحة: لأن الصاحب ساحب والقرين بالمقارن يقتدي. وقد حث الإسلام على صحبة الصالحين والأخيار، وحذر من صحبة الأشرار، وفي الحديث الصحيح: " لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا وَلَا يَأْكُلْ طعامك إلا تقي ". ( صحيح الترغيب والترهيب - الألباني ).
وفي تخير الأصحاب الصالحين حماية من الوقوع في الانحراف والبعد بهم عن مزالق السوء ومهاوي الردى.
فصحبة الأخيار للقلب دواء تزيد للقلب نشاطاً وقوى وتأخذ بيدك إلى الطاعة، وصحبة الأشرار داء وعمى تزيد القلب السقيم سقماً وتأخذ بيدك إلى المهالك.
عباد الله: إن حلَّ ظاهرة الإدمان والمخدرات وعلاجَها لا يقتصر على فئةٍ معينةٍ، وإنما يشمل جميعَ أفراد المجتمع: شباباً وأسرةً ودعاةً ومؤسساتٍ وحكومةً؛ فإذا كان الطبيب يعطى المريض جرعة متكاملة حتى يشفى من سَقمه - إن قصر فى نوع منها لا يتم شفاؤه - فكذلك علاج هذه الظاهرة يكون مع تكاتف المجتمع بجميع فئاته، فكل فئة لها دور، على الدعاة أن يقوموا بدورهم في المساجد.وعلى الآباء دور كبير في البيت.وعلى المعلمين دور عظيم في المدرسة وعلى الإعلاميين دور خطير في أجهزة الإعلام.ثم.. الضرب بشدة على أيدي المهربين أيا كان موقعهم وباكتمال الأدوار يرتفع البنيان، وإلا كما قيل:
متى يبلغ البنيان يوماً تمامَه ♦♦♦ إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم؟
فيجب على الجميع أن يتكاتف لمعالجة هذه المشكلة الخطيرة وليس الأمر عسيراً أو مستحيلاً فلقد نجحت الصين في القضاء على هذا المرض في ألف مليون نسمة ولكن الأمر يحتاج إلى صدق من الجميع.
فعلينا أن نسعى جاهدين لعلاج المدمنين، والقضاء على المهربين، والتبليغ عن المروجين، حتى نقضي على تلك الفئة الضالة التي خرجت على دينها، ودمرت وطنها، وأهانت مجتمعها، وقتلت الأبرياء، وفتكت بالضعفاء.
وفي الختام أهمس كلمة في أذن المدمن فأقول: الله الله أيها المدمن، اتق الله، وراقبه في حركاتك وسكناتك، وإياك والغفلة أو التسويف، فما قتل النفوس إلا كلمة سوف، عجل بالتوبة، فالباب مفتوح، وإياك أن تغرغر الروح، فعند ذاك لا توبة تنفع، ولا شفيع يُسمع، قال تعالى: ﴿ الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ * وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآَزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴾ [ غافر 17 - 18 ].
وتذكر أن الله يراك، فكيف تختبئ من البشر وتنسى خالق البشر، الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، قال تعالى:﴿ يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا ﴾ [النساء: 108].
أيها الشاب المسكين يامن ابتليت بهذا البلاء فهيا عد إلى الله.الجأ إلى الله بصدق أن يخلصك من هذا الكابوس.َيَا أَيُّهَا الشَّبَابُ، بَلْ يَا أَيُّهَا الْكِبَارُ التَّوْبَةَ التَّوْبَةَ قَبْلَ النَّدَمِ، وَالْمُسَارَعَةُ إِلَى بَابِ رَبِّكَ الْغَفُورِ الرَّحِيمِ قَبْلَ أَنْ يَفْجَأَكَ الْمَوْتُ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ مَهْمَا عَظُمَتْ ذُنُوبُكَ فَرَبُّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَة، قَالَ اللهُ تعالى: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53].
وبعد...
فهذا آخر ما تيسَّر جمعه في هذه الرسالة.
نسأل الله أن يكتب لها القبول، وأن يتقبَّلها منَّا بقبول حسن، كما أسأله سبحانه وتعالى أن ينفع بها مؤلفها وقارئها، ومَن أعان علي إخراجها ونشرها......إنه ولي ذلك والقادر عليه.
هذا وما كان فيها من صواب فمن الله وحده، وما كان من سهو أو خطأ أو نسيان فمنِّي ومن الشيطان، والله ورسوله منه براء، وهذا بشأن أي عمل بشري يعتريه الخطأ والصواب، فإن كان صواباً فادعُ لي بالقبول والتوفيق، وإن كان ثم خطأ فاستغفر لي.
وإن وجدت العيب فسد الخللا ♦♦♦ جلّ من لا عيب فيه وعلا
فاللهم اجعل عملي كله صالحاً ولوجهك خالصاً، ولا تجعل لأحد فيه نصيب.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
هذا والله تعالى أعلى وأعلم.........
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك
المراجع:
♦ القرآن الكريم
♦ من مرتكزات الخطاب الدعوي في التبليغ والتطبيق » المرتكز الثالث: التدرج في التبليغ والتطبيق المكتبة الاسلامية
♦ رسالة العظات الى أصحاب الخمور والمخدرات دكتور / بدر عبد الحميد هميسه
♦ خطبة بعنوان تحفة الأريب بالتحذير من إدمان المعاصي و الذنوب للشيخ السيد مراد سلامة
♦ خطبة بعنوان أثر الخمر والمخدرات على المجتمع الشيخ عبد العزيز بن عبد الله السويدان
♦ خطبة بعنوان خطورة الإدمان والمخدرات على الفرد والمجتمع للشيخ محمد حسن داود
♦ خطبة بعنوان المخدرات رجس من عمل الشيطان الشيخ إبراهيم بن صالح العجلان
♦ خطبة بعنوان خطورة الخمر والمخدرات على الأفراد والمجتمعات يحيى بن موسى الزهراني
♦ خطبة بعنوان المخدرات دمرت حياتي فضيلة الشيخ / محمد بن عبد الله الهبدان
♦ خطبة بعنوان المخدرات أضرارها وخطرها الشيخ أحمد بن ناصر الطيار
♦ خطبة بعنوان: ظاهرة الإدمان وعلاجها في الإسلام د / خالد بدير بدوي
♦ خطبة بعنوان خطر المخدرات الشيخ محمد بن عبد الرحمن العريفي
♦ خطبة بعنوان أثر المخدرات الشيخ / محمد بن عبدالرحمن العريفي
♦ خطبة بعنوان المخدرات وأثرها على الفرد والمجتمع د على الحذيفي
♦ خطبة بعنوان المخدرات وبال عظيم للشيخ أحمد طلال رمضان
♦ خطبة بعنوان خطر المخدرات (1) الدكتور / إبراهيم الدويش
♦ خطبة بعنوان خطر المخدرات (2) الدكتور / إبراهيم الدويش
♦ خطبة بعنوان المخدرات سرطان العصر للشيخ محمد حسان
♦ خطبة بعنوان التحذير من المخدرات الشيخ عبد الله يعقوب
♦ خطبة بعنوان المخدرات الشيخ خالد بن سعد الخشلان
♦ خطبة بعنوان أم الخبائث الشيخ محمد الشرافي
♦ بلاء المخدرات والمسكرات للشيخ أحمد الفقيهي
♦ المخدرات، الرائد / سامي بن خالد الحمود
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|