عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 17-08-2020, 06:07 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,110
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله

الحلقة (552)
تفسير السعدى
سورة الذاريات
من الأية(1)
الى الأية(14)
عبد الرحمن بن ناصر السعدي

تفسير سورة الذاريات
{ وَٱلذَّارِيَاتِ ذَرْواً } 1 { فَٱلْحَامِلاَتِ وِقْراً } 2 { فَٱلْجَارِيَاتِ يُسْراً } 3 { فَٱلْمُقَسِّمَا تِ أَمْراً } 4 { إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ } 5 { وَإِنَّ ٱلدِّينَ لَوَٱقِعٌ }6


هذا قسم من الله الصادق في قيله، بهذه المخلوقات العظيمة التي جعل الله فيها من المصالح والمنافع ما جعل على أن وعده صدق، وأن الدين الذي هو يوم الجزاء والمحاسبة على الأعمال، لواقع لا محالة، ما له من دافع، فإذا أخبر به الصادق العظيم وأقسم عليه، وأقام الأدلة والبراهين عليه، فلم يكذب به المكذبون، ويعرض عن العمل له العاملون.
والمراد بالذاريات: هي الرياح التي تذروا في هبوبها { ذَرْواً } بلينها، ولطفها، وقوتها، وإزعاجها، { فَٱلْحَامِلاَتِ وِقْراً } السحاب، تحمل الماء الكثير، الذي ينفع الله به البلاد والعباد، و { فَٱلْجَارِيَاتِ يُسْراً }: النجوم التي تجري على وجه اليسر والسهولة، فتتزين بها السماوات، ويهتدى بها في ظلمات البر والبحر، وينتفع بالاعتبار بها، { فَٱلْمُقَسِّمَا تِ أَمْراً }: الملائكة التي تقسم الأمر وتدبره بإذن الله، فكل منهم قد جعله الله على تدبير أمر من أمور الدنيا وأمور الآخرة، لا يتعدى ما قدر له وما حُدّ ورسم، ولا ينقص منه.
{ وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلْحُبُكِ } 7 { إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ } 8 { يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ }9


أي: والسماء ذات الطرائق الحسنة، التي تشبه حبك الرمال، ومياه الغدران، حين يحركها النسيم. { إِنَّكُمْ } أيها المكذبون لمحمد صلى الله عليه وسلم، { لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ } منكم من يقول ساحر، ومنكم من يقول كاهن، ومنكم من يقول مجنون، إلى غير ذلك من الأقوال المختلفة، الدالة على حيرتهم وشكهم، وأن ما هم عليه باطل.
{ يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ } أي: يصرف عنه من صرف عن الإيمان، وانصرف قلبه عن أدلة الله اليقينية وبراهينه، واختلاف قولهم دليل على فساده وبطلانه، كما أن الحق الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، متفق [يصدق بعضه بعضًا] لا تناقض فيه ولا اختلاف، وذلك دليل على صحته، وأنه من عند الله
{ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخْتِلاَفاً كَثِيراً } [النساء: 82].
{ قُتِلَ ٱلْخَرَّاصُونَ } 10 { ٱلَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ } 11 { يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ ٱلدِّينِ } 12 { يَوْمَ هُمْ عَلَى ٱلنَّارِ يُفْتَنُونَ } 13 { ذُوقُواْ فِتْنَتَكُمْ هَـٰذَا ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ }14


يقول تعالى: { قُتِلَ ٱلْخَرَّاصُونَ } أي: قاتل الله الذين كذبوا على الله، وجحدوا آياته، وخاضوا بالباطل، ليدحضوا به الحق، الذين يقولون على الله ما لا يعلمون، { ٱلَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ } أي: في لجة من الكفر، والجهل، والضلال، { سَاهُونَ } { يَسْأَلُونَ } على وجه الشك والتكذيب أيان يبعثون أي: متى يبعثون، مستبعدين لذلك، فلا تسأل عن حالهم وسوء مآلهم { يَوْمَ هُمْ عَلَى ٱلنَّارِ يُفْتَنُونَ } أي: يعذبون بسبب ما انطووا عليه من خبث الباطن والظاهر، ويقال [لهم ]: { ذُوقُواْ فِتْنَتَكُمْ } أي: العذاب والنار، الذي هو أثر ما افتتنوا به، من الابتلاء الذي صيرهم إلى الكفر والضلال، { هَـٰذَا } العذاب، الذي وصلتم إليه، [هو] { ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ } فالآن تمتعوا بأنواع العقاب والنكال، والسلاسل والأغلال، والسخط والوبال.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 35.22 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 34.59 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.78%)]