عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 18-08-2020, 02:48 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,446
الدولة : Egypt
افتراضي غاية وجود الإنسان في القرآن

غاية وجود الإنسان في القرآن


د. وصفي عاشور أبو زيد







من الأمور التي توضح بجلاء قيمةَ القرآن المجيد في حياة المسلِم أنَّ فيه رسمَ الخطوط الرئيسة، والأهداف الكبيرة، والمقاصد الكليَّة من خَلْق هذا الإنسان، فحدَّدَ أن المقصد من خلق الإنسان ثلاثة:
1- العبادة؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56].
2- العمارة؛ قال تعالى: ﴿ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ﴾ [هود: 61].
3- الخِلافة؛ قال تعالى: ﴿ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 129]، وغيرها من الآيات.

وقد ذكر الراغب الأصفهاني هذه المقاصدَ الثلاثة تحت عنوان: "ما لأجله خُلِق الإنسان"، كما ذكرها شيخنا الدكتور يوسف القرضاوي، وهي: العبادة، والخلافة، والعمارة، يقول الشيخ: "إنَّ هذه المقاصد الثلاثة مِن خَلْق الله للإنسان متكاملة ومتلازمة؛ فعبادة الله تعالى جزء من خلافته، والخلافة والعمارة ضَرْب من العبادة لله تعالى، والمؤمن الحقُّ هو الذي يجمعها في تكاملٍ واتِّساق، وبقدر ما يحقِّق الإنسان من هذه المقاصد أو الأهداف يكون تقدُّمه، وبقدر إخفاقه فيها يكون تخلُّفه"[1].

فالإنسان موجود ومخلوق في هذه الحياة لهذه الأغراض، وكل سَعْيٍ تغيَّا أغراضًا أخرى غير هذه الأغراض أو ما يساعدها ويوصل إليها - فهو مناقضٌ لمقاصد خلق الله للإنسان كما ذكر في كتابه الحكيم.


[1] انظر: "الإسلام حضارة الغد"؛ للشيخ يوسف القرضاوي (196)، مؤسسة الرسالة، ط أولى، 1422هـ/ 2001م، وانظر: "الذريعة إلى مكارم الشريعة" (82، 83)، طبعة دار السلام 2007م، بتحقيق أستاذنا الدكتور أبو اليزيد العجمي.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.22 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.96%)]