[ابوالوليد المسلم]

يا منية الروح
إبراهيم جميل إبراهيم الأسمر

أشعلتُ قلبيَ نارا كلما بردا *** لأركب الرّوح شوقا ناسيَ الجسدا
يا منية الرّوح طوعا قد وهبت دمي *** كي لا أكون بعشقي اليوم منفردا
تلك العصافير تشدو لحن أغنيتي *** لتُسمع الكون عزفا للقلوب غدا
في صفحة الشعر نلهو والجمال لنا *** قلبان كنا فثار العشق فاتحدا
من روضة العشق كنا نرشف الأملا *** والشّعر يغمر سحر الوجنتين ندى
عيناك طعم نقاء الكون تحرقني *** والثغر يلجم جمرا في الجوى اتّقدا
هواك بعثر أزماني ومزّقني *** واحتلّ أوردتي والنّفس والكبدا
ألملم الأثر المطعون في كبدي *** لاستزيد بمسك العشق ما همدا
واستردّ بقايا الروح منتشيا *** أسقيك خمرة بوحي الشّهد والبردا
لك ادّخرت عروس الشعر ألبسها *** تاج الملوك نثرتُ الحسن والرأدا
أهديك قبلة روحي من لمى وجعي *** تبكي القلوب ويبقى بوحنا غردا
أبلغتُ كلّ صنوف الورد ضائقتي: *** إنّ الفراق يذيب الدمع إنْ جمدا
في قرب روحك جاء البدر مؤتلقا *** وبدّد النور ليلا في الحشا احتشدا
أخاطب الرّوح علّ الروح تسمعني *** أو ترسل الرّد أجني الحقد والحسدا
آه لقلبيَ كم عانيت من حسد *** ولا أردّه إلا الطهر والشهدا
منْ ذا يروّع ظبيا آمنا شردا *** تحميه كلّ أسود الغاب لو وردا؟
منْ ذا يمزّق قلب الورد منتظرا *** حبّا وعشقا وذاك القلب قد وُئدا
إني أعيد لتاريخ الهوى قسمي *** حتّى إذا جئتِ رُدّي العشق بعض صدى
أقسمت أنك عشق لن أبوح به *** والقلب كان وفيّا بالذي وعدا