من السنة رفع القبر قدر شبر
عبد الله بن حمود الفريح
"يُسَنُّ أن يرفع القبر قدر شِبْر مسنَّماً، والشِّبْر: هو ما بين طرفي الأصبعين: الخنصر، والإبهام، عند التفريج المعتاد"[1].
ومسنَّماً: أن يُجْعَل كالسنام، بحيث يكون وسطه بارزاً على أطرافه، وضد المسنَّم: المسطَّح، وهو المبسوط في أعلاه كالسطح.
وفي هذه المسألة ثلاث سُنَن:
1- سنية رفع القبر كيلا يساوي الأرض، حتى يعرف أنه قبر، فيُترَّحم على صاحبه، ولا يهان، وسيأتي دليل رفع القبر، منها: رفع قبر النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم- مسنَّماً، ولمجيء آثار كثيرة عن الصحابة -رضي الله عنهم- تبيِّن أنَّ العمل عندهم رفع القبر.
2- سنيَّة أن يكون هذا الرفع مقدار شبر تقريباً.
ويستدل لذلك؛ بالنَّهي عن أن يكون القبر مرتفعاً ارتفاعاً ظاهراً، بحديث علي -رضي الله عنه- أنه قال لأبي الهياج الأسدي: "أَلَا أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ لَا تَدَعَ تِمْثَالًا إِلَّا طَمَسْتَهُ - وفي رواية: "وَلَا صُورَةً إِلَّا طَمَسْتَهَا- وَلَا قَبْرًا مُشْرِفًا إِلَّا سَوَّيْتَهُ" [2].
3- سنية أن يكون القبر مُسَنَّماً.
ويدلّ على ذلك: ما رواه سفيان التمَّار:" أَنَّهُ رَأَى قَبْرَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- مُسَنَّمًا"[3].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
مستلة من: "فقه الانتقال من دار الفرار إلى دار القرار"
[1] انظر: القاموس المحيط (2 /631).
[2] رواه مسلم برقم (969).
[3] رواه البخاري برقم (1390).