عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-09-2020, 04:31 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,280
الدولة : Egypt
افتراضي صرخات منبرية للتحذير من مشاهدة الأفلام والمسلسلات الهندية

صرخات منبرية للتحذير من مشاهدة الأفلام والمسلسلات الهندية
السيد مراد سلامة



عناصر الخطبة:
العنصر الأول: أثر المسلسلات الهندية على العقيدة
العنصر الثاني: أثر المسلسلات على الأسرة
العنصر الثالث: أثرها في الإدمان وترويج المخدرات
العنصر الرابع: أثرها في إشاعة الفاحشة والدعوة إليها
العنصر الخامس: رسالة إلى الآباء والأمهات
العنصر السادس: رسالة إلى أصحاب تلك القنوات
العنصر السابع: رسالة إلى ولاة الأمر.

الخطبة الأولى
أمة الإسلام: إن من الطامات التي يعقبها الويلات ما يبث وتبثه القنوات الفضائية من برامج ومسلسلات لا تبذر في الأمة إلا بذور الحنظل لتجني الأمة بعد ذلك ثمار العلقم، ألا وإن من أخطرها على الأمن العقدي والاجتماعي والسياسي تلك المسلسلات الهندية والتركية وغيرها المدبلجة التي يتعلق بها الشباب والفتيات فيعكفون أمامها الساعة فتنفث في عقوله وقلوبهم سموما فاتكة وأخلاقا مهلكة وتقاليد مفسدة يشب عليها الصغير ويشيب عليها الكبير.

لذا كان لزاما وأجل مسمى أن نقف مع تلك القضية لنعري للأمة حقيقة الشر، ونكشف لهم عن ستار الضر، ليعي كل فراد ما يراد و ما يحاك به و بأهله وبأمته.

فأعيروني القلوب والأسماع:
يا أيهّا الفجر كَمْ لي فيكَ مِنْ أملٍ
أرى برؤيتّه ماضٍ أضعناهُ

بالله يا شيّخنا ما بالُ أمتنا؟
قد ضيّعت مَجْدنا حتى نسيناهُ

بالله يا أبتِ ما بالُ مسجدنا؟
قفر وما هكذا يوماً عَهِدناهُ

أين المُصلون ماذا حلَّ في بلدي
وأين قدوتنا حقاً فقدناهُ

ما بالنا يا أبي نمشي على مهلٍ
والغربُ يا أبتِ يحدو مطاياهُ

صغيرنا يا أبي يلهو بدميته
وشيخنا يا أبي غرّته دنياهُ

نشكو إلى الله جهلاً مِنْ أحبتّنا
نشكو إلى اللهِ منهم ما لقيناهُ

وما أُبرئ نفسي إننا بشرٌ
نعشوا إلى الله أحياناً وننساهُ


العنصر الأول: أثر المسلسلات الهندية على العقيدة
أمة الإسلام: إن من أخطر الأمور التي ترسخها تلك المسلسلات في نفوس الأطفال والفتيات والنساء عامة هي تلك المعتقدات النصرانية والبوذية التي تبث وتوجد داخل تلك المسلسلات فكم من بطل في تلك المسلسلات لم يستطع تحقيق الأهداف إلا بالمثول أمام بوذا والتقرب إلى تلك الأوثان، ويظهر المسلسل أن لتلك الأوثان القدرة الخارقة في نصرة البطل من أحداث رعد وبرق وأحداث كونية.

أمة الإسلام: كذلك تمجيد تلك الأوثان وغيرها من معتقدات بإقامة الأعياد وتقديم القرابين في أعياد النَّصارى واحتفالاتهم، والنَّتيجة مجاراة الكفَّار والكافرات في أعيادهم، وبالتَّالي تَضعُف عقيدة الولاء والبراء لدى المسلم، ولنصغي لكلام من لا ينطق عن الهوى، وهو يخاطب أُمَّته عليه صلوات من ربي وسلام عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لاتبعتموهم ) قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: (فمن إلا اليهود والنصارى)[1].

وكم كثُرت المناسبات التي يقلِّد فيها المسلمون غيرهم؛ سواء التي تعلَّقت بالدِّين، أو بالتقاليد، وازدادت العقدة تعقيدًا حينما اعتُرف بهذه المناسبات كأعياد، والكثير يردِّد دون استحياء: إنَّه عيد رأس السَّنة، وإنَّه عيد الأمِّ، وإنه عيد الحبِّ! متناسين أن الأعياد من خصائص الأديان، والإسلام الذي ارتضاه لنا ربُّنا دينًا، قد أكمله وأتمَّ نعمته علينا، فكيف نبتغي الهدى ونرجو السَّلامة في غيره؟

عباد الله هناك أثر سلبي لتلك المسلسلات على ‏عقيدة المسلمين، عن طريق التشكيك في عقيدتهم، والترويج للقيم المادية وتحسين ‏أنماط السلوك السائد في المجتمعات الغير مسلمة، وإظهار المجتمعات غير الإسلامية ‏بأنها بلاد الحرية، وتقبل الرأي البشري المخالف للشرائع السماوية‏، وفي المقابل ‏وصف العالم الإسلامي بالرجعية والتخلف، وربما روجت بعض قنوات البث المباشر ‏بعض الأفكار الإلحادية وكل هذه المضامين الوافدة تبث عبر القنوات الفضائية، ‏وللأسف قد يستحسن بعض المسلمين تلك الأفكار وأساليب الحياة في المجتمع الغربي ‏ويقلدها عن جهل منه.‏

‏ إن بعض القنوات الفضائية فتنة تهدد كيان الأمة الإسلامية، فقد اجتمع (8194 ‏منصرا) وعقدوا اجتماعا عالميا في هولندا مثله أكثر من خمسين دولة وكلف 21 ‏مليون دولار، وكان هدفه دراسة كيفية الإفادة من البث الفضائي للتنصير والتأثير ‏على المسلمين.

و" كذلك الهدف الحقيقي من أمثال هذه المنتجات الدعائية، والمخرجات الثقافية؛ هو الترويج للأفكار العلمانية، والليبرالية، والطعن في الدين بإبراز الشخصيات المشبوهة في التاريخ الإسلامي! والثناء عليها بما ليس فيها، ودس السم في عسل روعة التصوير، وبراعة الإخراج، وحبكة السيناريو، فقد توجب على المتخصصين بالتاريخ الإسلامي كشف حقيقة هؤلاء المشبوهين، الذين تسمَّوا بأسماء المسلمين، وسكنوا أوطانهم، ولكنهم - في الحقيقة - كانوا أكبرَ أعداءٍ وطاعنين في الدين."

العنصر الثاني: أثر المسلسلات على الأسرة
أما أثرها على الجانب الأسري فحدث ولا حرج عن ضمور العلاقة بين الزوج وبين زوجته وعن زهده فيها، وزهدها فيه فكم وكم دعت تلك المسلسلات إلى الخيانة الزوجية وكم علمت فتيات وأزواج الوقوع في الرذيلة والخنى.

فكم من حالة شقاق وخلاف، وكم من حالة طلاق وفراق، وكم من حالة خيانة ورذيلة، سببها تلك المسلسلات الداعية إلى ذلك والتي تربي من يشاهدها على التمرد والعناد الأسري.

وهناك أكثر من 20 حالة طلاق في قطاع غزة تسبب بها مهند بطل المسلسل وعشيق نور، نتيجة الهوس الجنوني بالمتابعة، إن أحد الأزواج دخل بيته فجأة فوجد زوجته تقبل مهند عبر شاشة التلفاز فألقى عليها يمين الطلاق.

وقصة أخرى أن طفلة سمعت أمها تقول: أتمنى أن تتزوجني يا مهند يوم واحد فقط وتطلقني. فوصلت هذه الرسالة للزوج فأطلق عليها يمين الطلاق وقال: لها اذهبي لمهند ليتزوجك للأبد هاتان قصتان من الواقع ربما تكون حدثت فعلياً لكن الشارع أيضا ًيتناقلها كما يتناقل قصة حب وغرام نور ومهند في المسلسل.[2]

حرب الحموات:
ومن الأضرار الأسرية التي تخلفها تلك المسلسلات حرب الحموات حيث يظهر المسلسل أن هناك حربا بين الزوجة وأم زوجها وأن الزوجة تكيد وتنصب المكائد لام زوجها وعلى الجانب الآخر تظهر الحماة هي الأخرى تعمل على تنكيد عيش الزوجة وتكدير صفو الحياة الزوجية.

تشاهد النساء والفتيات والحموات تلك المسلسلات فتجدهن شغوفات بتمثيل الدور داخل الأسرة مما يسبب الطلاق أو العقوق أو انتحار الزوج في النهاية ليتخلص من ذلك النكد الذي يعيشه.

العنصر الثالث: أثرها في الإدمان وترويج المخدرات
ومن أخطر ما تتركه هذه المسلسلات في نفوس الشباب والفتيات محبة التقليد للغير حيث يشاهدوه البطل وهو يتعاطى المخدرات والمسكرات ليقضي على ما ألم به من هم أو كروب.

فيقبل الشباب بعد ذلك على السجائر وغيرها يقلدون تقليدا أعمى وفي بعض المسلسلات يصور تعاطي تلك المسكرات على أنها أمرا عادي بين أفراد الأسرة والأصدقاء.

فكم من شاب أدمن تلك المخدرات حتى يكون مثل ذلك الخنزير الذي يمثل دور البطل.

وعلى الجانب الأخر: فهي تدعوا إلى الاتجار بتلك المخدرات حيث يصور الممثل على أنه تاجر مخدرات و أنها تدر عليها دخلا كبيرا فتراه فجأة امتلك السيارات و الفلل و الشركات كل هذا يصور أمام شباب لا يجد وظيفة و لا حرفة يأكل منها لقمة عيش حلال فينظر إلى ذلك الممثل ويرى أن المخدرات سبيل الثراء و الغنى.

يقول الشيخ سليمان العودة - حفظه الله - التهيئة لانتشار المخدرات.

وهو خطر ملموس في واقعنا القريب، وهو أن هذه الأفلام فرصة لانتشار المخدرات بين الشباب، وقد كثر الجدل حول علاقة المسلسلات والأفلام المعروضة بانتشار المخدرات في البلاد الإسلامية، ولكن الرأي الذي يكاد أن يتفق عليه معظم الباحثين، هو أن وسائل الإعلام تساعد على انتشار الميول الإجرامية للأشخاص الذين توجد لديهم استعدادات لهذه الميول، وليس كل من شاهد، معناه أن يتحول إلى مدمن مخدرات، وليست وسائل الإعلام بريئة أيضاً، بل هي في موقع وسط، فهي تساعد أصحاب الميول الإجرامية على تعاطي المخدرات وترويجها وتهريبها.

وهناك عدة وسائل لتضليل المشاهدين وإغرائهم بالمخدرات، من هذه الوسائل: أن يعرض الفيلم تعاطي المخدرات على أنه وسيلة للإثارة الغريزية، فكثيراً ما ينخدع الناس بدعوى أن تعاطي المخدرات يقوي وينشط الإنسان ويحرك الغريزة لديه، فيتعاطاها الإنسان لهذا الغرض بسبب التضليل الإعلامي، وقد يكون التضليل عن طريق أن تُعرض هذه المخدرات بصورة توحي للمشاهد بأنها مقبولة اجتماعياً، وليس هناك ما يدعو إلى الحذر منها.

وفي إحصائية في مصر تبين أن أكثر من (60%) من مدمني الحشيش يعتقدون أنه ليس بمحرم ولا مكروه أيضاً!! وهذه نسبة كبيرة جداً، ولا شك أن هؤلاء ضحايا لوسائل كثيرة: إحداها وسائل الإعلام التي قد تُصور لهم الحشاشين على أنهم مقبولون اجتماعياً، وأنهم لم يفعلوا ما يُخالف القيم والأخلاقيات التي يقوم عليها المجتمع.

ومن الوسائل التي تغري مشاهد الأفلام بتعاطي المخدرات: أن التحذير من المخدرات قد يُعرض بصورة مغرية، فقد يُعرض فيلم - مثلاً - لتحذير الشباب من تعاطي المخدرات، لكن هذا الفيلم يعرض من خلاله كيفية صناعة هذه المخدرات! كيفية تهريبها! فمن باب الفضول وحب الاستطلاع وحب المغامرة التي توجد عند بعض الشباب، قد يجرب الشاب نفسه في هذا الميدان، فيقع ضحية المخدرات، وضحية الأفلام قبل ذلك.

إن أفلام المغامرات شجعت الكثيرين على الاستمرار في تهريب الحشيش، وإن (32%) من أفراد أُجريت عليهم دراسة، يؤكدون أنهم يقلدون بعض المشاهد التي يشاهدونها في الأفلام في تعاطيهم المخدرات!! أي: قرابة الثلث من مجرمي المخدرات هم ضحايا الأفلام!! وبذلك نعلم أن الحرب على المخدرات يجب أن يصاحبها حرب على الأفلام المنحطة الفاسدة التي تُغري الشباب بالانحراف.

وفي دراسة لأحدهم في لبنان، وافق واحد وأربعون بالمائة (41%) على أن التلفزيون يؤدي إلى انتشار الجريمة!! وفي القاهرة تم ضبط أفراد من إحدى البلاد العربية، وبحوزتهم مخدرات يريدون أن يروجوها، وبالتحقيق معهم تبين أنهم قد شاهدوا فيلماً مشهوراً وهو فيلم "الباطنية" وأن لقطات هذا الفيلم جذبتهم، ودعتهم إلى تقليدها في تهريب المخدرات وترويجها.)[3]

و أنا لا أبرئ الإعلام المحلي أيضا من تلك التهمة ألا وهي ترويج المخدرات (وقد انتشرت في زمن أغنية (الدنيا سيجارة وكأس) التي لا ترى في الدنيا سواهما، وكانت الحفلات الغنائية الشهرية موسماً كبيراً لبيع كميات كبيرة من الحشيش في مصر، لقد كتبت جريدة أخبار اليوم 5/ 8/ 1985م، تحت عنوان “مسلسلات يكتبها الفنانون” بأنوفهم نجمة معروفة تشم الهروين قبل أن تأتى في حفل عام ومما جاء في الصحيفة الآتي: “كل إنسان حر يعيش بالطريقة التي تعجبه ويموت بالطريقة التي تعجبه” وهو مفهوم غربي محض مرفوض في الإٍسلام، فالإنسان في الإسلام ليس حراً يعيش كيف يشاء ويموت كيف يشاء بل ينبغي أن يكون عبداً لله تعالى يعيش كما أمره الله ويموت كما أمره الله ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [4]

يقول الله عز وجل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾ [5]

و لقد حرم النبي - صلى الله عليه وسلم كل مسكر عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام)[6]

و نفى النبي الإيمان عمن تعاطى الخمر عن ابن عباس عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمنٌ ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمنٌ زاد إسحاق بن يوسف ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمنٌ)[7]

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 30.48 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 29.85 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.06%)]