عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 09-09-2020, 02:03 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,446
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أفضل الكلام وأحبه إلى الله

أفضل الكلام وأحبه إلى الله (16)
أ. محمد خير رمضان يوسف




في أربع أربعينات (16)




(ثالثًا)
لا إله إلا الله (6/ 6)



(34)
آخر الكلام
عن معاذ بنِ جبل قال:
قالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "مَن كان آخرُ كلامهِ لا إله إلّا الله، دخلَ الجنة".
سنن أبي داود (3116)، المستدرك على الصحيحين (1299) وقال: حديثٌ صحيحُ الإسنادِ ولم يُخرجاه. وصححه في صحيح الجامع الصغير (6479).
المرادُ باستحقاقِ الجنةِ من إجماعِ أهلِ السنَّة، أنه لا بدَّ من دخولِ الجنةِ لكلِّ موحِّد، إمَّا معجَّلًا معافًى، وإمَّا مؤخَّرًا بعدَ عقابه[1].

(35)
لقِّنوا موتاكم
عن أبي سعيد الخدري، وأبي هريرة، رضي الله عنهما، قالا:
قالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "لَقِّنوا موتاكم لا إله إلّا الله".
صحيح مسلم (916، 917).
معناه: من حضرَهُ الموت. والمراد: ذكِّروهُ "لا إله إلا الله" لتكونَ آخرَ كلامه: كما في الحديث: "مَن كانَ آخرُ كلامهِ لا إله إلا الله دخلَ الجنة".
والأمرُ بهذا التلقينُ أمرُ ندبٍ، وأجمعَ العلماءُ على هذا التلقين، وكرهوا الإكثارَ عليه والموالاة؛ لئلّا يَضجَرَ بضيقِ حالهِ وشدَّةِ كربه، فيَكرَهَ ذلك بقلبه، ويتكلَّمَ بما لا يليق.
قالوا: وإذا قالَهُ مرةً لا يكرَّرُ عليه، إلا أن يتكلَّمَ بعدَهُ بكلامٍ آخر، فيُعادُ التعريضُ به ليكونَ آخِرَ كلامه.
ويتضمَّنُ الحديثُ الحضورَ عند المحتضَر، لتذكيرهِ وتأنيسه، وإغماضِ عينيه، والقيامِ بحقوقه. وهذا مجمعٌ عليه[2].

(36)
وإن أصابه..
عن أبي هريرة قال:
قالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "لَقِّنوا موتاكم لا إله إلّا الله، فإنه مَن كان آخرُ كلمتهِ لا إله إلّا الله عند الموت، دخلَ الجنةَ يومًا من الدهر، وإنْ أصابَهُ قبلَ ذلك ما أصابه".
صحيح ابن حبان (3004)، وذكرَ الشيخ شعيب أن إسنادهُ صحيح، وصححه للبيهقي والبزار في صحيح الجامع الصغير (6434)، وليس فيه الجملةُ الأولى من الحديث.


(37)
الإيمان ولو كان قليلاً
عن أنس بنِ مالك:
أن النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ قال: "يَخرجُ من النَّارِ مَن قال: لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وكانَ في قلبهِ منَ الخيرِ ما يَزنُ شَعيرة، ثمَّ يَخرجُ منَ النَّارِ مَن قال: لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وكانَ في قلبِهِ منَ الخيرِ ما يزنُ بُرَّةً،ثمَّ يَخرجُ منَ النَّارِ مَن قال: لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وكانَ في قلبهِ منَ الخيرِ ما يزنُ ذَرَّة".
صحيح البخاري (6975)، صحيح مسلم (193)، واللفظُ للأخير.
من الخير: هو الإيمان.
البُرَّة: حبَّةُ القمح.
قال الحافظُ ابنُ حجر: ومقتضاهُ أن وزنَ البُرَّةِ دونَ وزنِ الشعيرة؛ لأنه قدَّمَ الشعيرةَ وتلاها بالبُرَّة، ثم الذرَّة. وكذلك هو في بعضِ البلاد.
ومعنَى الذرَّةِ قيل: هي أقلُّ الأشياءِ الموزونة، وقيل: هي الهباءُ الذي يَظهرُ في شعاعِ الشمسِ مثلَ رؤوسِ الإبر[3].

(38)
كلمة الإخلاص.. لوجه الله تعالى

عن عتبان بنِ مالك قال:
قالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "إن الله حرَّمَ على النارِ مَنْ قالَ لا إله إلا الله، يبتغي بذلكَ وجهَ الله".
صحيح البخاري (1130)، صحيح مسلم (33). ولفظهما سواء. وهو جزءٌ من حديث، في قصة.
قالَ الإمامُ النووي بعدَ تفصيل، وجمعًا بين الأحاديث: المرادُ بتحريمِ النارِ تحريمُ الخلود[4].

(39)
الشفاعة لله وحده في (لا إله إلا الله)
عن أنس:
عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ قال: "ما زلتُ أشفعُ إلى ربِّي ويشفِّعني حتى أقول: ربِّ شفِّعْني فيمن قالَ لا إله إلا الله.
قال: فيقول: ليستْ هذه لكَ يا محمَّد، إنما هي لي. وعزَّتي وحِلمي ورَحمتي لا أَدَعُ في النارِ أحدًا، أو قالَ عبدًا، قالَ لا إله إلا الله".

مسند أبي يعلى (2786) وذكر الشيخ حسين أسد أن رجاله رجال الصحيح.

(40)
البطاقة!
عن عمرو بن العاص قال:
قالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: " إنَّ اللهَ سيُخَلِّصُ رجلًا من أمتي على رؤوسِ الخلائقِ يومَ القيامة فيَنشُرُ عليه تسعةً وتسعينَ سِجِلًّا، كلُّ سِجِلٍّ مثلُ مدِّ البصر، ثم يقولُ: أتُنكِرُ من هذا شيئًا؟ أظلَمَكَ كَتَبتي الحافظونَ؟ فيقولُ: لا يا ربِّ. فيقولُ: أفَلَكَ عُذرٌ؟ فيقولُ: لا يا ربِّ، فيقولُ: بلَى، إنَّ لكَ عندنا حسنةً، فإنِّه لا ظلمَ عليكَ اليومَ.

فتُخرَجُ بِطاقةٌ فيها أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا الله، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، فيقولُ: احضرْ وزنَكَ، فيقولُ: يا ربِّ، ما هذهِ البِطاقةُ معَ هذه السِّجِلَّاتِ؟ فقال: فإنكَ لا تُظلَمُ. قال: فتوضَعُ السِّجِلَّاتُ في كِفَّةٍ، والبطاقةُ في كِفَّةٍ، فطاشتِ السِّجِلَّاتُ، وثقُلتِ البِطاقةُ، ولا يَثقُلُ معَ اسمِ اللهِ شيءٌ".

سنن الترمذي (2639) وقال: حديثٌ حسنٌ غريب، ومنه اللفظ، صحيح ابن حبان (225)، المستدرك على الصحيحين (1937) وقال: حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه، سنن ابن ماجه (4300) وصححه في صحيح سننه، مسند أحمد (6994) وذكر الشيخ شعيب أن إسناده قوي ورجاله ثقات.

سيُخَلِّصُ رجلًا: أي يميِّزُ ويختار.
فيَنشر: فيفتح.
السجلّ: الكتابُ الكبير.
كلُّ سِجِلٍّ مثلُ مدِّ البصر: أي كلُّ كتابٍ منها طولهُ وعرضهُ مقدارُ ما يمتدُّ إليه بصرُ الإنسان.
كتَبتي: المرادُ الكرامُ الكاتبون الحافظون لأعمالِ بني آدم.
أفَلَكَ عُذرٌ؟: أي فيما فعلتَهُ، من كونهِ سهوًا أو خطأً أو جهلًا ونحوَ ذلك.
إنَّ لكَ عندنا حسنةً: أي واحدةً عظيمةً مقبولة.
احضرْ وزنَكَ: أي وزنَ عملِكَ.
ما هذهِ البِطاقةُ معَ هذه السِّجِلَّاتِ: أي الواحدةُ مع هذه السجلاتِ الكثيرة، وما قدرها بجنبها ومقابلتها؟
فإنك لا تُظلم: أي لا يقعُ عليكَ الظلم، لكنْ لا بدَّ من اعتبارِ الوزنِ كي يظهرَ أن لا ظلمَ عليك، فاحضرِ الوزن.
لا يَثقُلُ معَ اسمِ اللهِ شيءٌ، المعنى: لا يقاومهُ شيءٌ من المعاصي، بل يترجَّحُ ذكرُ الله تعالَى على جميعِ المعاصي[5].


[1] باختصار من فتح الباري 3/ 111.

[2] شرح النووي على صحيح مسلم 6/ 219.

[3] فتح الباري 1/ 104، تحفة الأحوذي 7/ 269

[4] شرح النووي على صحيح مسلم 1/ 220.

[5] شرح المفردات مستخرجة من تحفة الأحوذي 7/ 331.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 27.04 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 26.41 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.32%)]