عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12-09-2020, 01:14 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,912
الدولة : Egypt
افتراضي رد: التبيان في بيان حقوق القرآن


الواقع التطبيقي لهذا الحق:
فاذا أسقطنا هذا الحق على الواقع التطبيقي في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم-وأصحابه-رضي الله عنهم أجمعين لراينا ما يلي:
المثال الأول: النبي - صلى الله عليه وسلم -.
قال ابن عمير - رحمه الله - لعائشة - رضي الله عنها: أخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فسكتت ثم قالت: لما كان ليلة من الليالي، قال: «يا عائشة ذريني أتعبد الليلة لربي» قلت: والله إني لأحب قربك، وأحب ما سرك، قالت: فقام فتطهر، ثم قام يصلي، قالت: فلم يزل يبكي حتى بل حجره، قالت: ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل لحيته، قالت: ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل الأرض، فجاء بلال يؤذنه بالصلاة، فلما رآه يبكي، قال: يا رسول الله، لم تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم وما تأخر؟، قال: «أفلا أكون عبدا شكورا، لقد نزلت علي الليلة آية، ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ [آل عمران: 190] الآية كلها.[17]

تدبر أبي بكر الصديق رضي الله عنه"
تحدثنا أم المؤمنين عائشة عن أبيها أبو بكر الصديق رضي الله عنهما أنه كان ذا رقة وحساسية ولا يملك نفسه من البكاء عند تلاوة القرآن، قالت: (إنّ أبا بكر رجلٌ رقيقٌ) وفي رواية (أَسِيفٌ) وفي روايةٍ: (كان أبو بكر رجلا بكّاءً؛ لا يملكُ عينيه إذا قرأ القرآن)![18]

وفي حديث عائشة - رضي الله عنها - أنها، قالت للنبي - صلى الله عليه وسلم - حين أمر أبا بكر بالصلاة في مرضه: إن أبا بكر رجل أسيف فمتى ما يقم مقامك يغلبه البكاء[19] أي سريع البكاء والحزن، وقيل: هو الرقيق.

قال أبو عبيد: الأسيف السريع الحزن والكآبة، في حديث عائشة، قال: وهو الأسوف والأسيف[20]

المثال الثاني - عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- عن جعفر بن زيد العبدي قال: خرج عمر يعس بالمدينة ذات ليلة، فمر بدار رجل من المسلمين، فوافقه قائماً يصلي، فوقف يستمع قراءته فقرأ: ﴿ وَالطُّورِ ﴾ [الطور: 1]حتى بلغ: ﴿ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ * مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ ﴾ [الطور: 7، 8]... قال: قسم ورب الكعبة حق. فنزل عن حماره. واستند إلى حائط، فمكث ملياً، ثم رجع إلى منزله، فمكث شهراً يعوده الناس لا يدرون ما مرضه. رضي الله عنه.[21]

الحق الرابع: حق العمل به
اعلم علمني الله تعالى وإياك: أن الله تعالى أنزل القران ليعمل به ولتنفذ أحكامه وآدابه على أرض الواقع لتتحول الأمة إلى قرآن يمشي على ظهر الأرض يفيض هداية ورحمة.

قال ابن مسعود رضي الله عنه: "إذا سمعت قول الله تعالى ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [البقرة: 104] فأرعها سمعك، فإنها خير يأمر به، أو شر ينهى عنه"[22].

عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: "إنا أخذنا القرآن عن قوم، فأخبرونا أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزوهن إلى العشر الأخر حتى يعملوا ما فيهن من العلم، قال: فتعلمنا العلم والعمل جميعا، وإنه سيرث هذا القرآن قوم بعدنا يشربونه كشربهم الماء، لا يجاوز تراقيهم، قال: بل لا يجاوز ههنا، ووضع يده تحت حنكه"[23]

الجانب التطبيقي للعمل بكلام الرب العلي:
فاذا أسقطنا ذلك الحق على الواقع التطبيقي في حياة الصحابة - رضي الله عنهم أجمعين لرأينا كيف تحولوا إلى قران يمشي على الأرض يعملون بما يحفظون.

ثابت بن قيس من أهل الجنة:
عن أنس بن مالك قال: لما نزلت هذه الآية: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ﴾ [الحجرات: 2] إلى قوله ﴿ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾ [الحجرات: 2]، وكان ثابت بن قيس بن الشماس رفيع الصوت، فقال: أنا الذي كنت أرفع صوتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم حبط عملي، أنا من أهل النار، وجلس في أهله حزينا، فتفقده رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلق بعض القوم إليه، فقالوا له: تفقدك رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لك؟

فقال: أنا الذي أرفع صوتي فوق صوت النبي، وأجهر بالقول حبط عملي، وأنا من أهل النار، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبروه بما قال، فقال: لا، بل هو من أهل الجنة قال أنس: وكنا نراه يمشي بين أظهرنا، ونحن نعلم أنه من أهل الجنة، فلما كان يوم اليمامة كان فينا بعض الانكشاف، فجاء ثابت بن قيس بن شماس، وقد تحنط ولبس كفنه، فقال: بئسما تعودون أقرانكم، فقاتلهم حتى قتل.[24]

نساء الصحابة عاملات بالقرآن الكريم:
عن عائشة -رضي الله عنها - قالت: (يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنزل الله ﴿ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ﴾ [النور: 31]. شققن مروطهن فاختمرن بها)[25].

ولابن أبي حاتم من طريق عبدالله بن خثيم عن صفية قالت: (ذكرنا عند عائشة نساء قريش وفضلهن، فقالت: إن نساء قريش لفضلاء، ولكن والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار أشد تصديقاً بكتاب الله، ولا إيماناً بالتنزيل، لقد أُنْزِلَتْ سورة النور ﴿ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ﴾ [النور: 31] فانقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ما أنزل فيها، ما منهن امرأة إلا قامت إلى مِرْطها، فأصبحن يصلين الصبح معتجرات كأن على رؤوسهن الغربان )[26]

فليت نساء المسلمين اليوم تقرأ هذه النماذج، فطالما سمعوا آيات الله تتلى آناء الليل وأطراف النهار، ولكن آيات الله في واد، وهن في واد فإلى الله المشتكى، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

المنافقون قول بلا عمل:
أما المنافقون فهم قوم يقرؤون القران ولا يجاوز حناجرهم لا يؤمنون به و لا يتدبرونه على قلوبهم أقفال النفاق.

يقول الله تعالى: ﴿ وَيَقُولُونَ آَمَنَّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالمُؤْمِنِينَ ﴾ [النور:47].

عن أنس بن مالك عنه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلوٌ ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيبٌ وطعمها مر ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر وفي رواية ومثل الفاجر في الموضعين بدل المنافق"[27]

أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم الكريم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما.

أما بعد:
الحق الخامس: التحاكم إلى القرآن
مَا في القَضَاءِ شَفَاعَةٌ لِمُخَاصِمٍ
عِنْد اللَّبِيبِ ولا الفَقِيهِ العَالِمِ

هَوِنْ عَلَيَّ إِذَا قَضَيْتُ بِسُنَّةٍ
أَوْ بالكِتَابِ بِرَغْمِ أَنْفِ الرَّاغِمِ

وَقَضَيْتُ فِيمَا لَمْ أَجِدْ أَثَرًا بِهِ
بِنَظَائِرِ مَعْرُوفَةٍ وَمَعَالِمٍ


اعلموا عباد الله أن الله تعالى علق الإيمان بالتحاكم إلى كتابه و سنه نبيه - صلى الله عليه وسلم - قال تعالى: ﴿ فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً ﴾ [النساء: 65].

واعلموا أن ما فيه الأمة من تخبط و من قلاقل إنما سببه الوحيد هو تنحية كتاب الله تعالى و التحاكم إلى غيره و قد حكم احكم الحاكمين على من فعل ذلك بالضلال المبين فقال.: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً ﴾ ]الأحزاب: 36].

ثم اعلموا علمني الله و إياكم أنه لا يجوز الفصل بين ركن و ركن فالإيمان لا يتجزأ قال تعالى: ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾ [البقرة: 285].

قال ابن كثير على هذه الآية: فالمؤمنون يؤمنون بأن الله واحد أحد، فرد صمد، لا إله غيره، ولا رب سواه. ويصدقون بجميع الأنبياء والرسل والكتب المنزلة من السماء على عباد الله المرسلين والأنبياء، لا يفرقون بين أحد منهم، فيؤمنون ببعض ويكفرون ببعض، بل الجميع عندهم صادقون بارون راشدون مَهْديون هادون إلى سُبُل الخير، وإن كان بعضهم ينسخ شريعة بعض بإذن الله، حتى نُسخ الجميع بشرع محمدّ صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين، الذي تقوم الساعة على شريعته، ولا تزال طائفة من أمته على الحق ظاهرين.[28]

إخوة الإسلام ما أنزل الرحمن القران إلا ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه قال تعالى:﴿ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ ﴾ [المائدة: 48].

تعالى: ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً ﴾ [النساء: 105].

يبين لنا سبحانه: إنه أنزل إلي الرسول - صلى الله عليه وسلم - القرآن مشتملا على الحق الواضح، ليحكم بين الناس جميعًا بما أوحى الله تعالى إليه، وبَصَّره به، فلا تكن يا رسول الله للذين يخونون أنفسهم - بكتمان الحق - مدافعًا عنهم بما أيدوه لك من القول المخالف للحقيقة.

وليس الأمر متروكا للأهواء و الآراء بالله هو لرب الأرض و السماء قال تعالى ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 36].
واللهِ مَا خَوْفِي الذُّنُوبَ فَإِنَّها
لَعَلَى سَبِيلِ الْعَفْوِ وَالغُفْرَانِ

لَكِنَّمَا أَخْشَى انْسِلاخَ القَلْبِ مِنْ
تَحْكِيمِ هَذَا الوحْي والقُرْآنِ

وَرِضَا بآرَاءَ الرِّجَالِ وَخُرْصِهَا
لا كَانَ ذَاكَ بِمِنَّةِ الْمَنَّانِ

فَبأيّ وَجْهٍ أَلْتَقِي رَبِّي إِذَا
أَعْرَضْتُ عَنْ ذَا الوَحْي طُولَ زَمَانِ

وَعَزْلتُهُ عَمَّا أُرِيدُ لأَجْلِهِ
عَزْلاً حَقِيقِيًا بلا كِتْمَان


الحق السادس: حق الاستشفاء به
أمة الإسلام: إن نصوص كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم تدل على أن كتاب الله تعالى كله شفاء لما يعرض للإنسان من أمراض ظاهرة أو باطنة، ويدخل في ذلك السحر وغيره.

فقد قال الله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس: 57].

وقال تعالى: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الإسراء:82].

وإذا أمعنا النظر في كلمة ﴿ شِفَاءٌ ﴾ [الإسراء:82] لم يقل دواء لأن الدواء قد يكون خاص،ولكنه قال شفاء، والشفاء عام، يقول ابن القيم في زاد المعاد: فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية وأدواء الدنيا والآخرة.) الخ. ويقول كذلك: (فمن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله ومن لم يكفه فلا كفاه الله). زاد المعاد المجلد الرابع صفحة 325.

ولا بد من اليقين وحسن الظن بالله؛ لأن من شروط انتفاع العليل بالدواء قبوله واعتقاده، وأن لا يأخذ كلام الله من باب التجربة؛ لأن هذا خلل في الاعتقاد ولا بد من يقين جازم من قبل الراقي والمرقي عليه.

الواقع التطبيقي لهذا الحق:
المثال الأول:
العلاج بالمعوذات (سورة الناس والفلق والإخلاص) تروي أمنا عائشة رضي الله عنها أن رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان إذا مرض أحدٌ من أهلِه، نفثَ عليهِ بالمعوِّذاتِ. فلما مرض مرضَه الذي مات فيهِ، جعلتُ أنفثُ عليهِ وأمسحُه بيدِ نفسِه. لأنها كانت أعظمُ بركةً من يدي وكان إذا اشتكى يقرأُ على نفسِه بالمعوِّذاتِ[29]

المثال الثاني:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها، حتى نزلوا على حي من أحياء العرب فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم، فَلُدِغَ سيد ذلك الحي فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فقال بعضهم لو أتيتم هذا الرهط الذين نزلوا لعله أن يكون عند بعضهم شيء، فأتوهم فقالوا: يا أيها الرهط إن سيدنا لُدِغَ وسعينا له بكل شيء لا ينفعه، فهل عند أحدٍ منكم من شيء، فقال بعضهم: نعم، والله إني لأرقي، ولكن والله استضفناكم فلم تضيفونا، فما أنا براقٍ لكم حتى تجعلوا لنا جعلاً، فصالحوهم على قطيع من الغنم، فانطلق يتفل عليه ويقرأ الحمد لله رب العالمين، فكأنما نشط من عقال، فانطلق يمشي وما به قلبة، قال: فأوفوهم جُعْلهم الذي صالحوهم عليه، فقال بعضهم: اقسموا، فقال الذي رقى: لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فنذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا، فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له، فقال: وما يدريك أنها رقية، ثم قال: قد أصبتم اقسموا واضربوا لي معكم سهماً، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وفي صحيح ابن حبان عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها وامرأة تعالجها أو ترقيها، فقال: عالجيها بكتاب الله.[30]

المثال الثالث:
قال ابن القيم رحمه الله:"ومكثت بمكة مدة يعتريني أدواء ولا أجد طبيبا ولا دواء، فكنت أعالج نفسي بالفاتحة، فأرى لها تأثيرا عجيبا، فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألما، وكان كثير منهم يبرأ سريعا"[31]

المثال الرابع
يأس الأطباء من العلاج وشفي بالقرآن:
رجل كان مصابا بمرض السرطان وقد حاول العلاج هنا في المملكة، ولكن قيل له: لا علاج لك إلا في الدول الغربية!

اضطر للذهاب إلى أمريكا وكان معه أخوه، وبعد فحصه قال الطبيب لمرافقيه: إنه لا يمكن علاج هذا المرض فقد استفحل وسيبقى على هذه الحال حتى يموت!! وفي الليل تذكر أخوه المرافق قول الله تعالى: ﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴾ [الشعراء: 80]، فأخذ يقرأ عليه طوال الليل ما استطاع من سورة الفاتحة حتى سورة الناس، وبعدها نام، فلما جاء الغد وجد أن أخاه يتحسن! فأعاد عليه القراءة مرة أخرى كما فعل في الأولى وبدأ التحسن واضحا عليه فكرر القراءة عليه عدة مرات وبعد أن تم إعادة الفحص مرة أخرى قال الطبيب لأخيه مستغربا هل هذا هو المريض الذي فحصناه في المرة السابقة؟

فأجابه: نعم. فقد شفي هذا الرجل بتوفيق من الله ثم بقراءة القران الكريم عليه[32]

أحبتي في الله.
هذا وما كان من توفيق فمن الله وما كان من خطأ أو سهو أو زلل أو نسيان فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه براء وأعوذ بالله أن أكون جسرا تعبرون عليه إلى الجنة ويلقى به في جهنم ثم أعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه.

وصل اللهم وسلم وزد وبارك على محمد صلى الله عليه وسلم.
وأقم الصلاة.


[1] إعجاز القرآن: 29 - 30.

[2] تفسير ابن كثير-ط دار طيبة (2/ 434).

[3] التفسير 10/ 499-500 ح 12317)، وأخرجه ابن أبي حاتم (التفسير - سورة المائدة آية 83 ح 428).

[4] (صحيح البخاري 8/ 537-538 ك التفسير- سورة الجن ح 4921. صحيح مسلم 4/ 331- 332.

[5] الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور (1/ 226).

[6] تفسير المنار (1/ 368).

[7] موقع جمعية الاتحاد الإسلامي مقال:يتلونه حق تلاوته للدكتور صلاح الخالدي.

[8] أخرجه البخاري في: 65 كتاب التفسير: 80 سورة عبس.

[9] أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (1/ 216)، والترمذي (5/ 175، رقم 2910) وقال: حسن صحيح غريب. والبيهقى في شعب الإيمان (2/ 342، رقم 1983)..

[10] (أخرجه أحمد ) 6626، (و الحاكم ) 2036، انظر صحيح الجامع: 3882، صحيح الترغيب والترهيب: 984
الواقع التطبيقي لهذا الحق.

[11] أخرجه أحمد (1/ 380، رقم 3606)، ومسلم (1/ 551، رقم 800)، وأبو داود (3/ 324، رقم 3668). أخرجه أيضاً: البخاري (4/ 1927 رقم 4768) والترمذي (5/ 238 رقم 3025) والبيهقي (10/ 231 رقم 20846).

[12] أخرجه البخاري (4/ 1927، رقم 4767)، ومسلم (2/ 814، رقم 1159)، وأبو داود (2/ 54، رقم 1388). وأخرجه أيضاً: البيهقي (2/ 396، رقم 3863).

[13] تاريخ الإسلام للإمام الذهبي - (3 / 613) الجزء المتمم لطبقات ابن سعد - (2 / 115).

[14] أخرجه أحمد ح 11766، و البخاري جـ 5018. وأخرجه مسلم (796)، والنسائي في "الكبرى" (8244).

[15] أخرجه أحمد " 1 / 445، 454، وأخرجه الحاكم بنحوه 3 / 317، و أبو يعلى ح 5058، و قال الألباني ( صحيح ) انظر حديث رقم: 5961 في صحيح الجامع..

[16] مدارج السالكين (1/ 443).

[17] (أخرجه ابن حبان ) 620، انظر الصحيحة: 68،و صحيح الترغيب والترهيب: 1468.

[18] ( فتح الباري 7/ 637).

[19] مسند أحمد ط الرسالة (42/ 153) أخرجه البخاري (3384).

[20] لسان العرب لابن منظور (1/ 79).

[21] تخريج أحاديث وآثار كتاب في ظلال القرآن (ص: 416) وهو ضعيف.

[22] تفسير ابن كثير ط العلمية (1/ 109).

[23] البدع لابن وضاح (2/ 170).

[24] أخرجه أحمد (19/ 392) عبد بن حميد (1209)، وأبو عوانة 1/ 69، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 354 وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (557)، ومسلم (119) (188)، وأبو يعلى (3331).

[25] أخرجه البخاري في التفسير ترجمة الباب 34:13 تعليقا وأبو داود في اللباس ( 22:1).

[26] ( فتح الباري (8/ 347) كتاب التفسير باب ( وليضربن بخمرهن على جيوبهن).

[27] أخرجه أحمد (4/ 403، رقم 19630)، والبخاري (5/ 2070، رقم 5111)، ومسلم (1/ 549، رقم 797)، وأبو داود (4/ 259، رقم 4830).

[28] تفسير ابن كثير-ط دار طيبة (1/ 736).

[29] أخرجه البخاري 5016 ومسلم 2192 ح 51 وأبو داود 3902 وأحمد 6/ 104 و181 و256 و263 وابن حبان 2963.

[30] أخرجه البخاري في الإجارة باب16، والطب باب33 و39. ومسلم في السلام حديث66. وأبو داود في البيوع باب37، والطب باب19. وأحمد في المسند (3/ 10، 44).

[31] زاد المعاد 4/ 178.

[32] موقع صيد الفوائد.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 42.35 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 41.72 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.48%)]