عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-09-2020, 01:31 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,022
الدولة : Egypt
افتراضي حقوق الأبناء على الآباء في الشريعة الغراء

حقوق الأبناء على الآباء في الشريعة الغراء
السيد مراد سلامة






عناصر الخطبة:
العنصر الأول: الأبناء هم هبة الله وهم ثمار قلوبنا.
العنصر الثاني: الأبناء هم أمنية الأنبياء وقرة عين الأولياء.
العنصر الثالث: حقوق الأبناء.

الخطبة الأولى
أمة الإسلام: حديثنا في ذلك اليوم الطيب الأغر مع نعمة من أجل النعم على بني الإنسان إنها نعمة الأبناء الذين هم قرة عيون الموحدين وعماد ظهور الإباء والأمهات وهم حملة الرسالة ومستقبل الأمة، ولحن الخلود، اسمعوا إلى الأميري وهو يصف لنا الأبناء.
أين الضجيج العذب والشغبُ
أين التدارس شابه اللعبُ

أين الطفولة في توقدها
أين الدمى في الأرض والكتب

أين التشاكس دونما غرض
أين التشاكي ماله سبب

أين التباكي والتضاحك في
وقت معا والحزن والطرب

أين التسابق في مجا ورتي
شغفا إن أكلوا وإن شربوا

يتزاحمون على مجالستي
والقرب مني حيثما انقلبوا

يتوجهون بسوق فطرتهم
نحوي إذا رهبوا وإن رغبوا

فنشيدهم بابا إذا فرحوا
ووعيدهم بابا إذا غضبوا




فمن هم الأبناء وما هي حقوقهم في الشريعة الغراء؟
أعيروني القلوب والأسماع:
العنصر الأول: الأبناء هم هبة الله وهم ثمار قلوبنا:
لقد امتن الله سبحانه على عباده في غير ما آية من القران الكريم بنعمة الأبناء.
فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء ﴾ [النساء: 1].

قال سبحانه وتعالى ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً ﴾ [النحل: 72].

عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: غَضِبَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى ابْنِهِ، فَهَجَرَهُ، فَقَالَ لَهُ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ! أَوْلَادُنَا ثِمَارُ قُلُوبِنَا وَعِمَادُ ظُهُورِنَا، وَنَحْنُ لَهُمْ سَمَاءٌ ظَلِيلَةٌ وَأَرْضٌ ذَلِيلَةٌ، إِنْ غَضِبُوا، فَأَرْضِهِمْ، وَإِنْ سَأَلُوا، فَأَعْطِهِمْ، وَلَا تَكُنْ عَلَيْهِمْ قُفْلًا، فَيَمَلُّوا حَيَاتَكَ وَيَتَمَنُّوا مَوْتَكَ "[1].

العنصر الثاني الأبناء هم أمنية الأنبياء وقرة عين الأولياء:
أحباب رسول الله – صلى الله عليه وسلم- الأبناء هم أمنية الأنبياء والأولياء والصالحين وقد اخبرنا الله تعالى عن ذلك في كتابه وهاك بيانه:
أمنية إبراهيم عليه الصلاة وسلام:
﴿ وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ * رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [الصافات: 9] فيجب علينا إذا حرصنا على الذرية ألا نحرص عليها لمجرد أن نكون آباء وأن يكون لنا أبناء، بل يجب عليا أن يكون حرصنا على صلاح الذرية أن تكون ذرية طيبة صالحة 9، 100.

وأمنية زكريا عليه السلام:
﴿ هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ﴾ [آل عمران: 38].

وقرة عين عباد الرحمن:
﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74].
قال الحسن البصري رحمه الله تعالى: (الرجل يرى زوجته وولده مطيعين لله عز وجل، وأي شيء أقر لعينه من أن يرى زوجته وولده يطيعون الله عزو جل ذكره) [2].

العنصر الثالث: حقوق الأبناء:
1- أن يختار لهم أما صالحة لا يعيرون بها:
أول هذه الحقوق اختيار الأمة الصالحة لأنها مثل الأرض فإن كانت طيبة صالحة فطيب نبتها وإن كانت خبيثة فخبيث نبتها قال أبو الأسود الدؤلي لبنيه: "قد أحسنت إليكم صغارا وكبارا، وقبل أن تولدوا، قالوا: وكيف أحسنت إلينا قبل أن نولد؟ قال: اخترت لكم من الأمهات من لا تسبون بها". وأنشد الرياشي:
فأول إحساني إليكم تخيري *** لماجدة الأعراق باد عفافها[3]

فهو يقول لهم أنني أول شيء أحسنت إليكم به أنني اخترت لكم أماً صالحة، هذا عمل عظيم، أول ما يمن به الإنسان على أولاده أنا اخترت لكم الأم، فهذه من ناحية الرجل كيف يختار الزوجة الصالحة التي تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر وتحفظه إذا غاب (فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله) فهناك امرأة تكون نعمة وأخرى تكون مصيبة ونقمة، إذا دخلت عليها سبَّتك، وإذا غبت عنها خانتك والعياذ بالله فهذا أول شيء، ومن ناحية المرأة يجب أن تختار أيضاً الرجل الصالح والزوج الصالح وكذلك أوليائها معها يشاركونها في هذا الأمر، النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض"[4].

قال أكثم بن صيفي لولده: "يا بني لا يحملنكم جمال النساء عن صراحة النسب؛ فإن المناكح الكريمة مدرجة للشرف".
قال شيخ من بني سليم لابنه: يا بني إياك والرقوب الغضوب القطوب.
الرقوب التي تراقبه أن يموت فتأخذ ماله.
وأوصى بعض الأعراب ابنه في التزوج فقال: إياك والحنانة والمنانة والأنانة.
فالحنانة التي تحن لزوج كان لها، والمنانة التي تمن على زوجها بمالها، والأنانة التي تئن كسلا وتمارضا [5].

ثانيا: تسميتهم بأسماء حسنة:
فالذي يجدر بالوالدين أن يسموا أولادهم أسماء إسلامية عربية حسنة، وأن يحذروا من تسميتهم بالأسماء الممنوعة، أو الأسماء المكروهة، أو المشعرة بالقبح، فالأسماء تستمر مع الأبناء طيلة العمر، وتؤثر بهم، وبأخلاقهم.
قال ابن القيم-رحمه الله-: "فقل أن ترى اسماً قبيحاً إلا وهو على مسمى قبيح كما قيل
وقل أن أبصرت عيناك ذا لقب *** إلا ومعناه لو فكرت في لقبه

والله -سبحانه- بحكمته في قضائه وقدره يلهم النفوس أن تضع الأسماء على حسب مسمياتها؛ لتناسب حكمته- تعالى- بين اللفظ ومعناه كما تناسبت بين الأسباب ومسبباتها.

قال أبو الفتح ابن جني: ولقد مر بي دهر وأنا أسمع الاسم لا أدري معناه، فآخذ معناه من لفظه، ثم أكتشفه، فإذا هو ذلك بعينه، أو قريب منه[6].

وما أجمل قول البيحاني في منظومته:
سم الذي جئت به محمدا
أو طاهرا أو مصطفى أو أحمدا

نعم وإن شئت فعبد الله
لكي يعيش تحت لطف الله




التطبيق العلمي لذلك الحق:
فقد كان صلى الله عليه وسلم يغيّر الأسماء غير الجميلة إلى أسماء جميلة، ويأمر بذلك فمما ورد عنه- صلى الله عليه وسلم-
عن ابن عمر رضى الله عنهما: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- غير اسم عاصية قال:« أنت جميلة ». رواه مسلم[7].

عن أسامة بن أخدرى: أن رجلا من بنى شقرة يقال له اصرم وكان في النفر الذين أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتاه بغلام له حبشي اشتراه من تلك البلاد. فقال: يا رسول الله إني اشتريت هذا وأحببت أن تسميه وتدعو له بالبركة، قال: ما اسمك أنت قال: أنا أصرم، قال: بل أنت زرعة، قال: ما تريده قال أريده راعيا، فقال: هو عاصم هو عاصم وقبض النبي - صلى الله عليه وسلم - كفه[8].

في الصحيح عن سعيد بن المسيب -رحمه الله - عن أبيه عن جده قال: أتيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ما اسمك؟"
قال: حزنٌ. قال: "أنت سهلٌ"
قال: لا أغيرُ اسماً سَمّانيه أبي !!
قال ابن المسيب: فما زالت الحزونة فينا بعد" !![9].

قصة: جاء رجل إلى عمر بن الخطاب يشكو إليه عقوق ابنه فأحضر عمر الولد وأنّبه على عقوقه لأبيه ونسيانه لحقوقه عليه، فقال الولد: يا أمير المؤمنين أليس للولد حقوق على أبيه؟ قال: بلى، قال: فما هي يا أمير المؤمنين؟.

قال عمر: أن ينتقي أمه ويحسن اسمه ويعلّمه الكتاب أي "القرآن ". قال الولد: يا أمير المؤمنين إنّ أبي لم يفعل شيئًا من ذلك، أما أمي فإنها زنجيّة كانت لمجوس... وقد سمّاني جُعْلاً أي " خنفساء " ولم يعلّمني من الكتاب حرفاً واحداً. فالتفت عمر رضي الله عنه إلى الرجل وقال له: جئت إليّ تشكو عقوق ابنك وقد عققته قبل أن يعقّك، وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك... [10].

فتربية الأبناء. تبدأ باختيار الأم الصالحة والاسم الحسن ثم المداراة والتوجيه برفق، والموعظة الحسنة المستقاة من كتاب اللّه وسنه رسوله. تلك هي منطلقات الحياة الفاضلة والخلق النبيل لرجال الغد، وبناة المستقبل ورحم اللّه ولداً أعان ولده على برّه.

ثالثا: غرس الإيمان والعقيدة الصحيحة في نفوس الأولاد:
وهذا هو أوجب شيء على الوالدين-أن يحرصوا كل الحرص، على هذا الأمر، وأن يعاهدوه بالسقي والرعاية، كأن يعلم الوالد أولاده منذ الصغر أن ينطقوا بالشهادتين، وأن يستظهروها، وينمي في قلوبهم محبة الله- عز وجل- وأن ما بنا من نعمة فمنه وحده، ويعلمهم- أيضا- أن الله في السماء، وأنه سميع بصير، ليس كمثله شيء، إلى غير ذلك من أمور العقيدة، وهكذا يوجههم إذا كبروا إلى قراءة كتب العقيدة المناسبة لهم.

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-:« كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ كَمَا تَنَاتَجُ الإِبِلُ مِنْ بَهِيمَةٍ جَمْعَاءَ هَلْ تُحِسُّ ِنْ جَدْعَاءَ »
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَرَأَيْتَ مَنْ يَمُوتُ وَهُوَ صَغِيرٌ؟ قَالَ:« اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ »[11].

الواقع التطبيقي لهذا الحق:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ نَبِىَّ اللَّهِ نُوحًا - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، قَالَ لابْنِهِ: إني قَاصٌّ عَلَيْكَ الْوَصِيَّةَ، آمُرُكَ بِاثْنَتَيْنِ، وَأَنْهَاكَ عَنِ اثْنَتَيْنِ، آمُرُكَ بِلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، فَإِنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ وَالأَرْضِينَ السَّبْعَ لَوْ وُضِعَتْ في كِفَّةٍ، وَوُضِعَتْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ في كِفَّةٍ، رَجَحَتْ بِهِنَّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَلَوْ أَنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ وَالأَرْضِينَ السَّبْعَ كُنَّ حَلْقَةً مُبْهَمَةً قَصَمَتْهُنَّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ العظيم وَبِحَمْدِهِ، فَإِنَّهَا صَلاَةُ كُلِّ شَىْءٍ، وَبِهَا يُرْزَقُ الْخَلْقُ، وَأَنْهَاكَ عَنِ الشِّرْكِ وَالْكِبْرِ" أحمد [12].

رابعا تعليمهم الفرائض والمحافظة عليها:
ومن اكد الحقوق والواجبات أن نعلمهم الفرائض وأن نربيهم على طاعة الله تعالى، وهل هناك أهدف اسمى من انجاب الأبناء إلا ذلك الهدف؟
عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدهِ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم -: « مُرُوا أوْلادَكُمْ بِالصَّلاةِ وَهُمْ أبْنَاءُ سَبْعِ سِنينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا، وَهُمْ أبْنَاءُ عَشْرٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ في المضَاجِعِ ». [13] رواه أَبُو داود.

في هذا الحديث: مشروعية أمر الأولاد، ذكورًا كانوا أو إناثًا بالصلاة إذا بلغوا سبع سنين، وهو سِنُّ التمييز، وتأديبهم عليها إذا بلغوا عشر سنين، والتفريق بينهم في المضاجع حينئذٍ لأنها تنتشر فيها الشهوة[14].

الواقع التطبيق لهذا الحق:
عن الربيع بنت معوذ بن عفراء قالت: أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة من كان أصبح صائما فليتم صومه ومن كان أصبح مفطرا فليصم بقية يومه زاد حميد قال فكنا بعد ذلك نصومه ونصوم صبياننا الصغار ونذهب بهم إلى المسجد ونجعل لهم اللعية من العهن فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناها إياه حتى يكون عند الإفطار أخرجاه.

خامسا تعليمهم الأمور المستحسنة، وتدريبهم عليها:
كتشميت العاطس، وكتمان التثاؤب، والأكل باليمين، وآداب قضاء الحاجة، وآداب السلام ورده، وآداب الرد على الهاتف، واستقبال الضيوف، والتكلم بالعربية وغير ذلك.

فإذا تدرب الولد على هذه الآداب والأخلاق، والأمور المستحسنة منذ الصغر-ألفها وأصبحت سجية له؛ فما دام أنه في الصبا فإنه يقبل التعليم والتوجيه، ويشب على ما عود عليه كما قيل:
وينشأ ناشئ الفتيان منا *** على ما كان عوده أبوه

وكما قيل:
إن الغصون إذا قومتها اعتدلت *** ولا يلين إذا قومته الخشب

وكما قال صالح بن عبد القدوس:
وإن من أدبته في الصبا
كالعود يسقى الماء في غرسه

حتى تراه ناضرا مورقاً
بعد الذي قد كان من يبسه


الواقع التطبيقي لهذا الحق:
عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، سَمِعَ عُمَرَ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ، يَقُولُ: كُنْتُ أَطْعَمُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الْقَصْعَةِ، فَقَالَ: يَا غُلامُ سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ[15].

فاتك القطار:
يقول الدكتور محمد الصباغ: جاء رجل إلى مالك بن نبى يسترشده لتربية مولود له، فسأله: كم عمره؟ قال: شهر، قال: فاتك القطار.

قال: وكنت أظن بادئ الأمر أني مبالغ، ثم إني عندما نظرتُ وجدت أن ما قُلتُه الحقُّ، وذلك أن الولد يبكي، فتعطيه أمه الثدي، فينطبع في نفسه أن الصراخ هو الوسيلة إلى الوصول إلى ما يريد، ويكبر على هذا، فإذا ضربه اليهود بكى في مجلس الأمن يظن أن البكاء يوصله حقه[16].

الأمام أحمد بن حنبل – رحمه الله -عن إبراهيم بن شماس قال: كنت أعرف أحمد بن حنبل وهو يقيم الليل وهو غلام صغير.

يحكي أبو بكر المروزي عن أبي العفيف وهو يحكي عن الإمام أحمد قال: كان في الكتاب معنا وهو غُلَيِّم نعرف فضله، وكان النساء يبعثون إلي معلم الكتاب أن يبعث إليهن بأحمد ابن حنبل ليكتب لهن جواب كتبهن، فكان يجئ إليهن مطأطئ الرأس، وربما أمليت عليه الشيء من المنكر فيمتنع.
يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 37.01 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 36.38 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.70%)]