عرض مشاركة واحدة
  #88  
قديم 25-09-2020, 05:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,410
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)

حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر
(88)



شكر الله تعالى

عبادتان قلبيتان عظيمتان يسببان الخير المطلق للإنسان، ومن هذا الخير: الخير للنفس قوة وبناء ومعالجة. هما شكر الله تعالى على نعمه، والصبر على بلائه، فيشكلان معلمًا من معالم منهج الإنسان في هذه الحياة ليكون سعيدًا في الدنيا والآخرة، نعرض أولاً ما يتعلق بالشكر، ونفتتح بما رواه مسلم رحمه الله:

حَدَّثَنَا هَدَّابُ بْنُ خَالِدٍ الْأَزْدِيُّ وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ جَمِيعًا عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَاللَّفْظُ لِشَيْبَانَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ»(1).

حقيقة الشكر:

الشكر كما في مفردات الراغب: تصور النعمة وإظهارها، ويضاده الكفر وهو نسيان النعمة وسترها، ودابة شكور: مظهرة لسمنها إسداء صاحبها إليها، وقيل: أصله من (عين شكرى) ممتلئة، فالشكر على هذا هو الامتلاء من ذكر المنعم عليه.

وأورد القرطبي عبارات لبعض العلماء في معنى الشكر منها: أن الشكر هو الاجتهاد في بذل الطاعة مع اجتناب المعصية في السر والعلانية، وأقل الشكر هو الاعتراف بالتقصير في شكر المنعم، ولذلك قال تعالى: {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا}(2)، فقال داود: كيف أشكرك يا رب، والشكر نعمة منك؟ قال: الآن قد عرفتني وشكرتني، وقيل: الشكر: أن لا يعصى الله بنعمه، وقيل: الشكر: التواضع والمحافظة على الحسنات، ومخالفة الشهوات، وبذل الطاعات، ومراقبة جبار الأرض والسموات(3).

وبذلك يمكن تعريف الشكر: بأنه اعتقاد نعمة المنعم سبحانه وإظهار هذا الاعتقاد على اللسان والجوارح.

ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــــ

(1)
أخرجه مسلم (ص1295، رقم 2999) كتاب الزهد، باب المؤمن أمره كله خير.


(2)
[ سبأ: 13]


(3)
تفسير القرطبي 1/271.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.75 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 21.13 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.89%)]