تفسير: (واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا)
♦ الآية: ﴿ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ ﴾.
♦ السورة ورقم الآية: الأنبياء (97).
♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ ﴾؛ يعني: القيامة، والواو زائدة؛ لأن "اقترب" جواب "حتى" ﴿ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ ﴾ ذاهبةٌ لا تكاد تطرف من هول ذلك اليوم.
يقولون: ﴿ يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا ﴾ في الدنيا عن هذا اليوم ﴿ بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ ﴾ بالشِّرك وتكذيب الرسل.
♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله تعالى: ﴿ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ ﴾؛ يعني: يوم القيامة، قال الفراء وجماعة: الواو في قوله واقترب مقحمة، فمعناه: حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج، اقترب الوعد الحق، كما قال الله تعالى: ﴿ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ ﴾ [الصافات: 103، 104]؛ أي: ناديناه، والدليل عليه ما روي عن حذيفة قال: لو أن رجلًا اقتنى فلوًا بعد خروج يأجوج ومأجوج لم يركبه حتى تقوم الساعة.
وقال قوم: لا يجوز طرح الواو، وجعلوا جواب حتى إذا فتحت في قوله يا ويلنا، فيكون مجاز الآية: حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج واقترب الوعد الحق، قالوا: يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا.
قوله: ﴿ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾، وفي قوله: "هي" ثلاثة أوجه:
أحدها: أنها كناية عن الإبصار، ثم أظهر الإبصار بيانًا معناه فإذا الأبصار شاخصة أبصار الذين كفروا.
والثاني: أن "هي" تكون عمادًا كقوله: ﴿ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ ﴾ [الحج: 46].
والثالث: أن يكون تمام الكلام عند قوله: "هي"، على معنى فإذا هي بارزة يعني من قربها كأنها حاضرة، ثم ابتدأ: ﴿ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ على تقديم الخبر على الابتداء، مجازها أبصار الذين كفروا شاخصة.
قال الكلبي: شخصت أبصار الكفار، فلا تكاد تطرف من شدة ذلك اليوم وهوله، يقولون: ﴿ يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا ﴾ اليوم، ﴿ بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ ﴾، بوضعنا العبادة في غير موضعها.
تفسير القرآن الكريم