عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 19-10-2020, 04:55 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 164,593
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله

تفسير: (يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب)



الآية: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ﴾.
السورة ورقم الآية: سورة الحج (5).
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ﴾؛ يعني: كفار مكة ﴿ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ ﴾ شك من الإعادة ﴿ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ ﴾ خلقنا أباكم الذي هو أصل البشر ﴿ مِنْ تُرَابٍ﴾ ثم خلقنا ذريته ﴿ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ﴾ وهي الدم الجامد ﴿ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ ﴾ وهي لحمة قليلة قدر ما يمضغ ﴿ مُخَلَّقَةٍ ﴾ مصورة تامة الخلق ﴿ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ ﴾ وهي ما تمجُّه الأرحام دمًا؛ يعني: السقط ﴿ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ ﴾ كمال قدرتنا بتصريفنا أطوار خلقكم ﴿ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ ﴾ ننزل فيها ما لا يكون سقطًا ﴿ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ﴾ إلى وقت خروجه ﴿ ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ ﴾ من بطون الأمهات ﴿ طِفْلًا ﴾ صغارًا ﴿ ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ﴾ عقولكم ونهاية قوتكم ﴿ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى ﴾ يموت قبل بلوغ الأشد ﴿ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ ﴾ وهو الهرم والخرف حتى لا يعقل شيئًا وهو قوله: ﴿ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا ﴾ ثم ذكر دلالةً أخرى على البعث، فقال: ﴿ وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً ﴾ جافةً ذات تراب ﴿ فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ ﴾ المطر ﴿ اهْتَزَّتْ ﴾ تحركت بالنبات ﴿ وَرَبَتْ ﴾ زادت ﴿ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ﴾ من كل صنف حسن من النبات.

تفسير البغوي "معالم التنزيل": ألزم الحجة منكري البعث فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ ﴾؛ يعني: في شك، ﴿ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ ﴾؛ يعني: أباكم آدم الذي هو أصل النسل، ﴿ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ﴾؛ يعني: ذريته، والنطفة هي المني، وأصلها الماء القليل، وجمعها نِطاف، ﴿ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ﴾ وهي الدم الغليظ المتجمد الطري، وجمعها عَلَق؛ وذلك أن النطفة تصير دمًا غليظًا ثم تصير لحمًا، ﴿ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ ﴾، وهي لحمة قليلة قدر ما يمضغ، ﴿ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ ﴾، قال ابن عباس وقتادة: ﴿ مُخَلَّقَةٍ ﴾؛ أي: تامة ﴿ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ ﴾ غير تامة؛ أي ناقصة الخَلْق. وقال مجاهد: مصورة وغير مصورة؛ يعني: السقط.
وقيل: المخلقة: الولد الذي تأتي به المرأة لوقته، وغير المخلقة: السقط.
وروي عن علقمة عن عبدالله بن مسعود قال: إن النطفة إذا استقرت في الرحم أخذها مَلَك بكفِّه وقال: أي رب مخلقة أو غير مخلقة؟ فإن قال: غير مخلقة قذفها الرحم دمًا ولم تكن نسمةً، وإن قال مخلقة، قال الملك: أي رب أذكر أم أنثى؟ أشقي أم سعيد؟ ما العمل؟ ما الأجل؟ ما الرزق؟ وبأي أرض يموت؟ فيقال له: اذهب إلى أم الكتاب، فإنك تجد فيها كل ذلك، فيذهب فيجدها في أم الكتاب فينسخها فلا يزال معه حتى يأتي على آخر الصفة.
﴿ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ ﴾ كمال قدرتنا وحكمتنا في تصريف أطوار خلقكم، ولتستدلوا بقدرته في ابتداء الخلق على قدرته على الإعادة.
وقيل: لنبين لكم ما تأتون وما تذرون، وما تحتاجون إليه في العبادة.
﴿ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ ﴾، فلا تمجُّه ولا تسقطه، ﴿ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ﴾، إلى وقت خروجها من الرحم تامة الخلق والمدة.
﴿ ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ ﴾ من بطون أمهاتكم ﴿ طِفْلًا ﴾؛ أي: صغارًا ولم يقل: أطفالًا؛ لأن العرب تذكر الجمع باسم الواحد، وقيل: تشبيهًا بالمصدر؛ مثل: عدل وزور.
﴿ ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ﴾؛ يعني: الكمال والقوة.
﴿ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى ﴾، من قبل بلوغ الكبر، ﴿ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ ﴾؛ أي: الهرم والخرف، ﴿ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا ﴾؛ أي: يبلغ من السن ما يتغير عقله فلا يعقل شيئًا، ثم ذكر دليلًا آخر على البعث، فقال: ﴿ وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً ﴾؛ أي: يابسةً لا نبات فيها، ﴿ فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ ﴾ المطر، ﴿ اهْتَزَّتْ ﴾ تحركت بالنبات، وذلك أن الأرض ترتفع بالنبات، فذلك تحركها، ﴿ وَرَبَتْ ﴾؛ أي: ارتفعت وزادت، وقيل: فيه تقديم وتأخير، معناه: ربت واهتزت وربا نباتها، فحذف المضاف، والاهتزاز في النبات أظهر، يقال: اهتز النبات؛ أي: طال؛ وإنما أنث لذكر الأرض.

وقرأ أبو جعفر: (وربأت) بالهمزة، وكذلك في حم السجدة؛ أي: ارتفعت وعلت.
﴿ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ﴾؛ أي: صنف حسن يبهج به من رآه؛ أي: يُسَرُّ، فهذا دليل آخر على البعث.
تفسير القرآن الكريم



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.00 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.37 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.14%)]