
20-10-2020, 11:02 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,455
الدولة :
|
|
رد: أهمية قيام الليل وعلاقته بالنصر
• عن بلال - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وإن قيام الليل قربة إلى الله - تعالى - ومنهاة عن الإثم، وتكفير للسيئات، ومطردة للداء عن الجسد)).
• عن أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وهو مقربة لكم إلى ربكم، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم)).
قصص لها عبرة من قيام الليل:
قوَّام الليل من السلف الصالح كان لهم قصص عجيبة من قيام الليل، هذه القصص لها من العبر التي تحث المسلمين على قيام الليل، مَن أخذها وعَلِم فحواها، فقد استمسك بخير ما فيها، ومَن لم يهتمَّ بهذه العبر، فلا يلومنَّ إلا نفسه، هذه القصص والروايات من أقوال وأفعال العلماء:
• روي أن عمر - رضي الله عنه - كان يمر بالآية من ورده بالليل فيسقط حتى يعاد منها أيامًا كثيرة كما يعاد المريض.
• كان ابن مسعود - رضي الله عنه - إذا هدأت العيون، قام فيُسْمَع له دَوِيٌّ كدَوِي النحل حتى يُصِبح.
• كان طاوس - رحمه الله - إذا اضطجع على فراشه يتقلى عليه كما تتقلى الحبة على المقلاة، ثم يثب ويصلي إلى الصباح، ثم يقول: طيَّر ذكرُ جهنم نومَ العابدين.
• قال الحسن - رحمه الله -: ما نعلم عملاً أشد من مكابدة الليل، ونفقة هذا المال، فقيل له: ما بال المتهجِّدين من أحسن الناس وجوهًا؟ قال: لأنهم خَلَوا بالرحمن فألبسهم نورًا من نوره، وقال الحسن: إن الرجل ليذنب الذنب فيُحرَم به قيام الليل.
• قَدِم بعض الصالحين من سفره فمهِّد له فراش، فنام عليه حتى فاته وِرْده، فحلف ألا ينام بعدها على فراش أبدًا.
• كان عبدالعزيز بن رواد إذا جنَّ عليه الليل يأتي فراشه فيمد يده عليه، ويقول: إنك لَلَيِّن، ووالله إن في الجنة لألين منك، ولا يزال يصلي الليل كله.
• قال الفضيل بن عياض: إني لأستقبل الليل من أوله، فيهولني طوله، فأفتتح القرآن، فأصبح وما قضيت نهمتي.
وقال أيضا: إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار، فاعلم أنك محروم وقد كثرت خطيئتك.
وقال أيضا: إذا غَرَبت الشمس فَرِحتُ بالظلام لخلوتي بربي، وإذا طلعت حزنت لدخول الناس عليَّ.
• قال أبو سليمان: أهل الليل في ليلهم ألذُّ من أهل اللهو في لهوهم، ولولا الليل ما أحببت البقاء في الدنيا.
وقال أيضًا: لو عوَّض الله أهل الليل من ثواب أعمالهم ما يجدونه من اللذة، لكان ذلك أكثر من ثواب أعمالهم.
وكان صلة بن أشيم - رحمه الله - يصلِّي الليل كله، فإذا كان في السحر، قال: إلهي، ليس مثلي يطلب الجنة، ولكن أجرني برحمتك من النار.
• كان للحسن بن صالح جاريةٌ، فباعها من قوم، فلما كان في جوف الليل قامت الجارية فقالت: يا أهل الدار، الصلاة الصلاة! فقالوا: أصبحنا، أطلع الفجر؟ فقالت: وما تصلُّون إلا المكتوبة؟ قالوا: نعم، فرجعت إلى الحسن، فقالت: يا مولاي، بعتنِي إلى قومٍ لا يصلُّون إلا المكتوبة؟ رُدَّني، فردها.
• قال الربيع: بتُّ في منزل الشافعي - رضي الله عنه - لياليَ كثيرة، فلم يكن ينام من الليل إلا يسيرًا.
• قال أبو الجويرية: لقد صحبتُ أبا حنيفة - رضي الله عنه - ستة أشهر، فما فيها ليلة وضع جنبه على الأرض.
• كان أبو حنيفة يُحْيِي نصف الليل، فمرَّ بقوم، فقالوا: إن هذا يحيي الليل كله، فقال: إني أستحيي أن أوصف بما لا أفعل، فكان بعد ذلك يُحْيِي الليل كله، ويروى أنه ما كان له فراش بالليل.
• يقال: إن مالك بن دينار - رضي الله عنه - بات يردِّد هذه الآية ليلةً حتى أصبح: ﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾ [الجاثية: 21] الآيةَ.
وقال المغيرة بن حبيب: رمقت مالك بن دينار فتوضَّأ بعد العشاء، ثم قام إلى مصلاه فقبض على لحيته فخنقتْه العَبْرة، فجعل يقول: حَرِّم شيبةَ مالكٍ على النار، إلهي، قد علمت ساكن الجنة من ساكن النار، فأي الرجلين مالك؟ وأي الدارين دار مالك؟ فلم يزل ذلك قولَه حتى طلع الفجر.
وقال مالك بن دينار: سهوتُ ليلة عن وِرْدي ونمتُ، فإذا أنا في المنام بجارية كأحسن ما يكون، وفي يدها رقعة، فقالت لي: أتحسن تقرأ؟ فقلت: نعم، فدفعت إليَّ الرقعة فإذا فيها:
أألهتْكَ اللذائذُ والأماني
عن البِيضِ الأوانس في الجنانِ 
تعيشُ مخلَّدًا لا موتَ فيها
وتلهو في الجنانِ مع الحِسَانِ 
تنبّه من منامِك إن خيرًا
من النومِ التهجُّد بالقُرانِ 
• يروى عن أزهر بن مغيث - وكان من القوَّامين - أنه قال: رأيتُ في المنام امرأة لا تشبه نساء أهل الدنيا، فقلت لها: من أنت؟ قالت: حوراء؛ فقلت: زوجيني نفسك، فقالت: اخطبني إلى سيدي وأمهرني؛ فقلت: وما مهرك؟ قالت: طول التهجُّد.
• قيل: إن وهب بن منبه اليماني ما وضع جنبه إلى الأرض ثلاثين سنة، وكان يقول: لأن أرى في بيتي شيطانًا أحب إليَّ من أن أرى في بيتي وسادة؛ لأنها تدعو إلى النوم، وكانت له مسورة من أدم، إذا غلبه النوم وضع صدره عليها، وخفق خفقات ثم يفزع إلى الصلاة.
قال وهب بن منبه: "قيام الليل يشرف به الوضيع، ويعز به الذليل، وصيام النهار يقطع عن صاحبه الشهوات، وليس للمؤمن راحة دون دخول الجنة".
• عن معاوية بن قرة، أنه حدَّث القوم، فقرأ هذه الآية: ﴿ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ ﴾ [المزمل: 6]، فقال: "أتدرون ما ناشئة الليل؟ قال: قيام الليل".
• كان رجلٌ من العبَّاد قلما ينام من الليل، فغلبتْه عينه ذات ليلة، فنام عن جزئه، فرأى فيما يرى النائم كأن جارية وقفت عليه كأن وجهها القمر المستَتِم، ومعها رَقٌّ فيه كتاب، فقالت: أتقرأُ أيها الشيخ؟ قال: نعم، قالت: فاقرأ لي هذا الكتاب، قال: فأخذته من يدها، ففتحته فإذا فيه مكتوب:
أألهتْك لذَّة نوم عن خير عيش مع الخيرات، في غرف الجنان، تعيش مخلدًا لا موت فيها، وتنعم في الخيام مع الحسان، تيقظ من منامك إن خيرًا من النوم التهجد بالقرآن، قال: فوالله ما ذكرتها قط إلا ذهب عني النوم.
• عن الأجلح قال: رأيت سلمة بن كهيل في النوم، فقلت: "أي الأعمال وجدت أفضل؟ قال: قيام الليل".
• عن الضحاك قال: "أدركتُ أقوامًا يَسْتَحْيُون من الله في سواد الليل أن يناموا من طول الضجعة".
• قال أبو غالب: "صَحِبَنا شيخٌ في بعض المغازي، وكان يحيي الليل حيث كان، على ظهر دابته، أو على الأرض، وكان إذا نظر إلى الفجر قد سطع ضوؤه نادى: يا إخوتاه، عند بلوغ الماء يفرح الواردون بتعجيل الرواح، هنالك تنقطع كل همة".
• قال أبو مدرك عثمان بن وكيع العبدي: جاء رجل إلى بيت المقدس فمدَّ كساءه من ناحية المسجد، وكان فيه الليل والنهار له طعيمة خلف ذلك الكساء الذي قد مدَّه، قال: فيبيت ليلته أجمع يصلي فإذا طلع الفجر مد بصوت له: "عند الصباح يغبط القوم السرى"، قال: وكان يقال له: ألا ترفق بنفسك؟ فيقول: "إنما هي نفس أُبَادِرها أن تخرج".
• عن مولًى لعبدالله بن حنظلة يقال له سعد، قال: "لم يكن لعبدالله بن حنظلة فراش ينام عليه، إنما كان يلقي نفسه هكذا، إذا أعيا من الصلاة توسَّد رداءه وذراعه يهجع شيئًا".
• قال عبدالله بن أبي زينب: قالت لي أمي: "يا بني، ما توسد أبوك فراشًا منذ أربعين سنة في بيتي"، قلت: أما كان ينام؟ قالت: "بلى، هجعة خفيفة وهو قاعد قبل الفجر"؛ الهجعة: النومة في وقت من الليل.
• كانت معاذة العدوية تحيي الليل صلاةً، فإذا غلبها النوم قامتْ فجالت في الدار، وهي تقول: "يا نفس، النوم أمامك، لو قدمت لطالت رقدتك في القبر على حسرة أو سرور"، قالت: فهي كذلك حتى الصبح.
وقيل: إن معاذة العدوية لم تتوسد فراشًا بعد أبي الصهباء حتى ماتت.
وعن معاذة العدوية قالت: "كان صلة بن أشيم يقوم من الليل حتى يفتر، فما يجيء إلى فراشه إلا حبوًا".
• قال الهيثم أبو علي المفلوج: "صلى سليمان التَّيْمِي الغداةَ بوضوء العتمة أربعين سنة"؛ يعني: كان يصلي الصبح بوضوء العشاء، وهذا دليل على أنه كان لا ينام الليل.
• قال أبو إسحاق السَّبِيعي: "ذهبت الصلاة مني، وضعفتُ ورقَّ عظمي، إني اليوم أقوم في الصلاة فما أقرأ إلا البقرة وآل عمران".
• قال سفيان بن عُيَينة: "كان أبو إسحاق يقوم ليلة الصيف كله، فأما الشتاء فأوله وآخره وبين ذلك هجعة".
عن سفيان قال: قال عون بن عبدالله: يا أبا إسحاق، ما الذي بقي منك؟ قال: أقوم فأقرأ البقرة في ركعة وأنا قائم، قال: "بقي فيك الخير وذهب منك الشر".
• عن عبدالسلام بن حرب قال: "ما رأيتُ أحدًا قط أصبر على سهر بليل مِن خلف بن حوشب، سافرتُ معه إلى مكة فما رأيته نائمًا بليل حتى رجعنا إلى الكوفة".
• كان منصور بن المُعتَمِر إذا صلى الغداة أظهر النشاط لأصحابه فيحدِّثهم ويكثر إليهم، ولعله إنما بات قائمًا على أطرافه، كل ذلك ليخفي عنهم العمل.
• كان الحارث بن يزيد الحضرمي يصلِّي في اليوم والليلة ستمائة ركعة.
• كان لرياح القيسي غلٌّ من حديد قد اتَّخذه، فكان إذا جنَّه الليل وضعه في عنقه، وجعل يبكي ويتضرع حتى يُصبِح.
[1] إحياء علوم الدين للغزالي.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|