عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 21-10-2020, 01:55 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,500
الدولة : Egypt
افتراضي رد: خطبة عن الترفيه والترويح





1- وقت الترويح والترفيه المحرم.



كأن يُمارس ذلك:



1- في وقت العبادات المفروضة كالصلاة والصيام والحج ونحوها قال عليه الصلاة والسلام (أنهى عن كل مسكر أسكر عن الصلاة) (السلسلة الصحيحة 421).







2- كذلك الشأن في العبادات المطلوبة من الإنسان في غير وقت محدد كَبِرّ الوالدين وصلة الرحم والتعلم والدعوة إلى الله تعالى وغيرها.







3- كإهدار الأوقات وتضييع الأعمار في سمر دائم وسفر آثم وسهر مضر.







4- ومن ذلك الترويح الممارس في أوقات العمل الرسمي الذي يأخذ في مقابله الإنسان أجرة إذ لا يجوز اختلاس شيء منها في مزاولة لهو وترفيه وذلك لما فيه من اعتداء على حقوق الآخرين بتعطيل مصالحهم وتأخير منافعهم.







قال سبحانه ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ ﴾ [المائدة: 1] ولفظ العقد هنا شامل لكل عقد صحيح..



الحمدلله شرع لنا دينا قويما وصراطا مستقيما والصلاة والسلام على من تركنا على محجه بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك .. صلى الله عليه على آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين..







عباد الله:



ب- ومن ضوابط وقت الترويح:



عدم الإفراط في استهلاك الوقت المباح فالمرء عن عمره مسؤول وعن شبابه محاسب كما صح في ذلك الحديث وأثمن وأعز مايملك المؤمن وقته الذي ينبغي أن يشح فيه أشد من شحه في نفقة درهمه وماله..







وتأمل حديث أنس رضي الله عنه قال كان لأهل الجاهلية يومان في كل سنة يلعبون فيهما فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم قال (كان لكم يومان تلعبون فيهما وقد أبدلكم الله بهما خيرا منهما يوم الفطر ويوم الأضحى).







وارع سمعك أخي لكلمات رائعة المعنى عميقة المغزى للإمام ابن القيم رحمه الله ساقه في حديثه عن منزلة الغيرة وشمولها لكثير من الأمور، وذكر منها الغيرة على الوقت فقال (الغيرة على ما فات وهى غيرة قاتلة فإن الوقت وَحِيّ التقصي - أي سريع الانقضاء والتصرم- أَبِيّ الجانب بطئ الرجوع، فمن غفل عن نفسه، تصرمت أوقاته وعظم فواته، واشتدت حسراته.. إلخ.







أخي الأبي الشهم.



لإن أصبح اللهو واللعب والترفيه والعبث وإهدار الأوقات والأموال في تجزيات مسلية وملاه دائمة طابع الحياة بالغدو والآصال وبالليل والنهار، فذلك خروج بالترويح والترفيه عن طبيعته المقصودة واتجاه بالحياة إلى الضياع والانحراف.







إن الأمم الجادة والنفوس السامية التي تصدق نياتها في بلوغ غايات القوة والتقدم والتفوق لئن جعلت للترويح وقتا، لتجعلن للعمل والجد والنهوض وطلب المعالي أوقاتا وأعماراً.. فكيف وحال الأمة الإسلامية بين دمٍ مسفوح وعرضٍ مستباح وحمى مغتصب مساجدَ هدمت ودورِ علم دمرت وقرى بل ومدنا عن بكرة أبيها دُمّرت وأحرقت ناهيك عن تأخر علمي وتقني وحضاري مريع..







أيطيب بعد ذلك أن تسكر الأمة بلهو مُسْتعِر، وترويح مستمر، وترفيه يعج بمناظر الآثام والمعاصي فهل من مدّكر؟!.







أمة العقيدة.. وحملة الرسالة:



لا زال الحديث متصلا بموضوع الترويح والترفية وموقف الإسلام منه وقد ذكر فيما مضي طرف من ضوابط الترويح الشرعية والتي منها: ماله صله برفقة الترويح ومكانه الترويح ووقته. أخي المؤمن:



ومن الضوابط الشرعية للترويح اللباس الساتر:



﴿ يَابَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ﴾ [الأعراف: 26] إن ستر الجسد ليس مجرد عرف بيئي أو عادة أو تقليد وإنما هو فطرة خلقها الله في الإنسان وشريعةٌ أنزلها للبشر وإلا فما الفرق بين الانسان والحيوان.







وقد حذر عليه الصلاة والسلام بقوله (لا ينظر الرجل الى عورة الرجل ولا المرأة إلي عورة المرأة).



وعن عبدالرحمن بن جُرهد قال كان جرهد هذا من أصحاب الصفة قال جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وفخذي منكشفة فقال"أما علمت أن الفخذ عورة ".(صحيح سنن أبي داود 4014).







ومن الصنفين الذين هما من أهل النار لم يرهما النبي حال حياته عليه الصلاة والسلام "ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤؤسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا".







وقال عليه الصلاة والسلام "ما من امرأة تضع ثيابها في غير بيت زوجها إلا هتكت الستر بينها وبين ربها" (صحيح الترغيب والترهيب 170).







فهل تعي نساء المسلمين ممن يذهبن لأماكن التخسيس والتسمين والتدليك والمساج وحمامات البخار وصالات الألعاب الرياضية النسائية في بعض الأماكن والمقّار، شدة الوعيد في هذا الحديث..







إنها سياسة الشيطان وخطته مع البشرية جمعاء، بدءا من أبينا آدم إلى أن تقوم الساعة "فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ماوري عنهما من سوءاتهما".







لقد كان لباس آدم وحواء عليهما السلام من ثياب الجنة وزينتها فلما أن أكلا من الشجرة التي نهيا عنها حتى انزاحت عنهما ثيابهما وبدت عوراتهما فطفقا يغطيانها بورق الأشجار ليستر ما انكشف من موضع العفاف والحشمة.



إنها الفطرة السليمة التي تستحيي من هتك الستر وظهور المعيب.







تأمل أخي أزياء النساء وملبوساتهن ماذا ترى من صرخات الموضة يوما بعد يوم لا تزداد إلا انحسارا وسفورا.. وتبع ذلك ما انجرت عليه ألبسة الشبيبة هداهم الله من سراويل تنحسر عن شئ من الفخذ، ناهيك عن قصات شعر، وسلاسل وخلاخل في الأيدي والأقدام وذلك كله متشبه فيه إما بالنساء وإما بالكفار وقد قال صلى الله عليه وسلم"من تشبه بقوم فهو منهم" (صحيح الجامع 11094).. وفي الحديث (لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال ) رواه البخاري.وفي رواية (لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال و المتشبهين من الرجال بالنساء).







أيها المؤمنون:



والآن مع الحديث عن سلوكيات الترفيه والترويح والتي منها:



1- التفحيط.



فكم آذى الشباب المتهورون بسياراتهم كثيرا من المسلمين ودهس من جراء ذلك النزق المحموم من دهس وأصيب بالإعاقة المستدامة من أصيب..







ثم نسمع بعد ذلك من منظمات حقوق الإنسان العالمية أن هذا الجنوح من الحريات (التفحيط والدرباوية) مضيق عليه الخناق في السعودية.. فما الذي تريده حقوق الإنسان منا أمزيدا من إزهاق الأرواح وترويع الآمنين واختلال موازين الأمن؟!







أخي المؤمن:



ومن ضوابط الشرع الحنيف لمناشط الترويح والترفيه ما يتعلق بتمويله من جهة وما يتكسب من أرباح مالية بعده..







فقد أصبح لجانب الترفيه والترويح أثره الاقتصادي على الدول، فقد أصبح الاستثمار من ورائه بالمليارات، وأصبحت الشعوب تصرف عليه ببذخ واسع بل لقد تنازلت الدول عن بعض خصوصياتها ومقومات حضارتها من أجل ذلك حتى وصل الحال الى إباحة الخمور وتقنين البغاء وإتاحة الحرية التامة للشواذ والعياذ بالله كل ذلك من للمحافظة على نسبه السياح ألا تنحسر، فمن الضوابط:



فقد تعمد بعض الدول بفعل الضائقة المالية التي تمر بها الى اجتلاب المال بأي طريق حتى ولو كان على حساب دينها وقيمها وتربية نشئها، لذا تعطي تسهيلات واسعة لاجتلاب أموال الآخرين، وقد تكون هذه التسهيلات على شكل إعفاءات جمركية أو سياسية أو اقتصادية تتنازل بموجبها الدولة عن جزء من صلاحيتها من أجل الهدف السابق.







والأخطر من ذلك كله حين تكون هذه التنازلات في الميدان الاجتماعي والتربوي والشرعي، فتتيح بعض هذه الدول لهذا الغزو الاقتصادي أن ينبعث بتربية أجيالها، وهدم كينونتها الاجتماعية، ومسلماتها الشرعية..







إن أمة تريد مجدا تبنيه وعزا تؤثله، ومقاما ساميا تبلغ ذراه.. لاينبغي بل لا يجوز في حقها أن تنفق بل ولا تهدر الأموال الطائلة لمنح جوائز باهضة ومكافاءات عالية لممارسي الرياضة والفن وتهمل من هم قوام حياتها وشريان نهضتها في ميدان الطب والهندسة والطيران والصناعة والإبداع العلمي والتقني وغيرهم لهم العدة والعتاد في الملمات وعند النوازل يصدق ذلك ويؤكده انه حال مرور الامه بأزمات خانقه وكرب قاتله حاسمه لاعتداء غاشم او تسلط ظالم فبمن تعلق الأمة بعد الله آمالها.. وبمن ترجوا نوالها وخروجها من مآزقها وأزماتها .. إنهم هؤلاء الذين لا يحظون ولا بعشر معشار أولئك .. فهل يستويان مثلا؟!



♦ ♦ ♦







الحمد لله وكفى.. وصلاة وسلاما على الرسول المصطفى والأسوة المجتبى.. صلى الله عليه وعلى آله ومن سار على هداه واقتفى..







أمة القرآن.. حماة الملة.. وحراس العقيدة.



أما التوجه فمحموم.. واما الحشد فمتكاثر.. واما الزحف فمهول.. واما الإمكانات فمستنزفه،واما الضجيج والزخم الدعائي والإعلامي فمتنوع جذاب .. للترويح والترفيه .. وماذاك إلا لنشعر العالم قاطبة أننا على استعداد للانفتاح عليه واستقبال ما في يديه حتي لا نوصم بعقده التخلف،أو نرمى بتهمة الرجعية، كل ذلك بحمد الله:



1- ونحن مستمسكون بعقيدتنا وإن تنازلنا عن ثوابتها.



2- محافظون على أخلاقنا وقيمنا وإن قوضنا أركانها.



3- فأهلا بكل وافد.. ومرحبا بكل قادم.. فنحن في عصر القرية الواحدة والسلام والتطبيع الشامل..







أخي مقتفي الأثر..



إن السياحة بمعنى الترويح البريء والتنزه المحافظ والاستجمام المباح.. والفسحة الهادفة، والمشاركة المفيدة كل هذا مسرح للاستئناس الممتع والنزهة البريئة، الخاليان من الصخب واللغب والمأثم والمنكر.. على حد قول النبي صلى الله عليه وسلم لحنظلة رضي الله عنه "ولكن ساعة و ساعة ".







لا كما يقول دهاقنة التحرر والتغريب (ساعة لربك وساعة لقلبك) او (مع المصلين صلي ومع المغنين غني) او (دع ما لله لله وما لقيصر لقيصر) لا وربي فما لله لله وما لقيصر فلله، "بل لله الأمر جميعا".







"قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وانا اول المسلمين".



إنهم فئام ممن لا خلاق لهم درجوا عبر أقلامهم ومقابلاتهم على ان يصفوا حال الناس على إنهم في سراديب مغلقة وبيوتات موصدة، فَدَعَوْهُمْ إلى سياحة عابثة وترفيه آثم ومفرق غربية مستضافة ووافدة وألعاب وفعاليات غريبة على بيئتنا.. مناقضة لديننا وقيمنا.. حتى إذا ما أرخى الليل عبر تلك الفعاليات سدولة سحب اللهو ذيوله وقع الرقص وارتفع الغناء واختلط الحابل بالنابل..



فهل بالله لمن هذا شأنه من نَجَحْ، أم لليله من صُبُحْ.







أخي عبد الله:



ثم أين العظة والمعتبر في حال من سبقنا في فتح باب الترفيه والسياحة على مصراعيه دول لا أقول كافرة فليس بعد الكفر ذنب ولكن إسلامية فما النتيجة والثمرة وما المحصلة والفائدة.







هل خرجت من أزماتها الاقتصادية؟!



هل تفوقت وتقدمت حضاريا؟!



ختاما:



أيها المؤمنون المتحابون بجلال الله، مما لا يعذر الجهل به شرعا أنه لا يجوز المشاركة في فعاليات واحتفالات ومناشط قد تبيّن وظهر ما يكتنفها من آثام ومنكرات، سواء بكثير سواد جماهيرها، ولا بشراء تذاكرها، ولا حتى بالعمل في قطاعاتها، وذلك من باب قوله تعالى ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [المائدة: 2].






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 40.07 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 39.45 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.57%)]