عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-11-2020, 08:26 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,100
الدولة : Egypt
افتراضي { ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد }

في رِحابِ آيةٍ مِنْ كِتابِ اللهِ تِعالى (21)












﴿ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ ﴾






الشيخ عبدالله محمد الطوالة




الخوفُ مِنْ اللهِ: عِبادةٌ من العِباداتِ القلبيَّةِ، ولازمٌ من لوازِمِ الإيمانِ الأساسِيَّةِ، لأنَّهُ يّتضَمَنُ مَعاني التَذلُّلِ والخُضوعِ، والاستِكَانَةِ والخُشوعِ، والهيبَةِ والرَهبَةِ، والإجلالِ والمراقَبةِ.. قالَ جلَّ وعلا: ﴿ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 175]..








تأمَّلْ: ﴿ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ ﴾ [إبراهيم: 14].. إنَّها صَفةٌ من صَفاتِ الصالحين: ﴿ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ﴾ [الحج: 35]، وَالَّذِينَ: ﴿ يَخْشَوْنَرَبَّهُمْ وَيَخَافُونَسُوءَ الْحِسَابِ ﴾ [الرعد: 21]، والَّذِينَ: ﴿ يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [النحل: 50]..







﴿ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ﴾ [إبراهيم: 14]... فالخوفُ مِن اللهِ أصْلٌ لكُلِّ خيرٍ، ومتى خلا القلبُ من الخوفِ فَسَدَ، وازدادت جُرأتهُ على المعاصِي ومَردَ.. ﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ [الحديد: 16]..







﴿ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ ﴾ [إبراهيم: 14]، تأمَّلْ: فكُلُّ من يخافُ شيئًا يَهرُبُ مِنهُ، إلا الخائفَ من اللهِ، فليسَ لهُ مَفرٌّ إلا إلى اللهِ.. فهو يَفِرُّ من رَبِّهِ إلى رَبِّهِ، ويَعتَصِمُ باللهِ من اللهِ، ويَلتَجِئُ من اللهِ إلى اللهِ.. ﴿ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴾ [الذاريات: 50]..







وعلى قّدْرِ العِلْمِ والمعرِفةِ يكُونُ الخوفُ والخشيَةُ.. فالخوفُ لعامَّةِ المُؤمنين، والخشْيةُ للعُلماءِ العارِفينَ.. ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28]..







ومن صَدَقَ خَوفُهُ من ربِّهِ رَاقبَ نَفسَهُ، ومَنْ رَاقبَ نَفسهُ حَاسَبها، ومن حَاسبَ نَفسهُ قوَّمَها، ومن قوَّمَ نَفسهُ أصلَحها.. ومن أصلحَ نَفسهُ فقد فازَ.. في الحديث الصحيح: "مَن خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل"..







اللهم فقِهنا في الدِّين، واجعلنا هُداةً مُهتدِين..






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.71 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.08 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.76%)]