عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 04-11-2020, 11:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,251
الدولة : Egypt
افتراضي رد: استعداد النفوس لشهر الكنوز

الخطبة الثانية



الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله تعظيماً لشانه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله وسلم عليه وعلى أصحابه وإخوانه وسلم تسليما كثيراً.. وبعد..



أخي المؤمن: هل وقفت وقفة تأمل مع القبور؟! قبورٍ خرقت الأكفان ومزقت الأبدان ومصت الدم وأكلت اللحم، تٌرى ما صنعت بهم الديدان؟! محت الألوان، عفرت الوجوه، كسرت الفقار، أبانت الأعضاء، مزقت الأشلاء، تُرى أليس الليل والنهار عليهم سواء؟! أليس هم في مدلهمة ظلماء؟! كم من ناعم وناعمة أصبحوا وجوههم بالية وأجسادهم عن أعناقهم نائية، قد زالت الحدقات على الوجنات وامتلأت الأفواه دماً وصديداً ثم لم يلبثوا والله إلا يسيراً.








أيها الباكي على أقاربه الأموات: ابك على نفسك فالماضي قد فات وتأهب لنزول البلايا والآفات.



يقول ابن الجوزي رحمه الله: ابك على نفسك قبل أن يبكى عليك وتفكر في سهم صوب إليك وإذا رأيت جنازة فاحسبها أنت وإذا عاينت قبراً فتوهمه قبرك.







النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت

أن السعادة فيها ترك ما فيها



لا دارٌ للمرءِ بعد الموت يسكُنها

إلا التي كانَ قبل الموتِ بانيها



فإن بناها بخير طاب مسكنُه

وإن بناها بشر خاب بانيها



أموالنا لذوي الميراث نجمعُها

ودورنا لخراب الدهر نبنيها



أين الملوك التي كانت ِمسلطنة

حتى سقاها بكأس الموت ساقيها



فكم مدائنٍ في الآفاق قدِِ بنيت

أمست خرابا وأفنى الموتُ أهليها



لا تركِنَنَّ إلى الدنيا وما فيها

فالموت لا شك يُفنينا ويُفنيها



لكل نفس وان كانت على وجلٍ

من المَنِيَّةِ آمالٌ تقويها



المرء يبسطها والدهر يقبضُها

والنفس تنشرها والموت يطويها



إنما المكارم أخلاقٌ مطهرةٌ

الدين أولها والعقل ثانيها



والعلم ثالثها والحلم رابعها

والجود خامسها والفضل سادسها



والبر سابعها والشكر ثامنها

والصبر تاسعها واللين باقيها



يتبع





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.86 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.23 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.33%)]