رِحابِ آيةٍ مِنْ كِتابِ اللهِ تِعالى (26)
﴿ فَقُلْتُ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ﴾
 الشيخ عبدالله محمد الطوالة
تأمَّلْ فهُناكَ صِلةٌ قويّةٌ بين  الطهارةِ مِنْ الذُنوبِ والخطايا، وبينَ قَضَاءِ الحاجَاتِ وتحقُّقِ  الرَّغبَاتِ، وهُناكَ ارتبَاطٌ مَتينٌ بين القوةِ والثَّروةِ وسائِرِ  الأرزاقِ، وبينَ الاستِغفَارِ.
تأمَلْ: فالاستِغفارُ جَالبٌ للخَصْبِ والبركَةِ والنَّمَاءِ وكَثرةِ النَّسلِ.. ﴿ فَقُلْتُ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ ٱلسَّمَاء عَلَيْكُمْ مُّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوٰلٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّـٰتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 11، 12].
والاستغفارُ مَصْدرٌ للعِزةِ والقُوةِ، والصِّحةِ والغِنى: ﴿ وَيَا  قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ  السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ  وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ﴾ [هو: 52].
وبهِ تُستَنْزَلُ الرحمَات: ﴿ قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [النمل: 46]، ﴿ أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [المائدة: 74].
وبه يُستدفَعُ البَلاءُ والعذابُ: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الأنفال: 33].
وبه يُستجَابُ الدُّعاءُ: ﴿ فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ ﴾ [هود: 61].
وبالاستغفَارِ يَبلُغُ كُلُّ ذِي فَضلٍ فَضلَهُ، ويَنالُ كُلُّ ذِي مَنزِلَةٍ مَنزلتَهُ، يُقولُ الحقُّ تَباركَ وتعالى: ﴿ وَأَنِ  ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتّعْكُمْ مَّتَاعًا  حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْله ﴾ [هود: 3].
كمَا أنَّ في الاستغفارِ بإذنِ اللهِ فرجٌ  مِنْ كُلِّ همٍّ، ومَخرجٌ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ، ورِزقٌ للعبدِ مِنْ حَيثُ لا  يحتَسِب، ففي الحديثِ: « مَنْ لَزِمَ الاستغفارَ جَعلَ اللهُ لهُ مِنْ  كُلِّ همٍّ فَرجًا، ومِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخرجًا، ورَزقَهُ مِنْ حَيثُ لا  يحتَسِب ».
اللهم فقِهنا في الدِّين.. واجعلنا هُداةً مُهتدِين..