فرسان مسرى رسول الله
محمد عبد الله عبد الرحيم
فرسان مسرى رسول الله لا تهنوا *** واستعذبوا الكرّ لا تكبوا لكم قدم
دعوا الذين على كرسي الزعامة ما *** يحلو لهم غير هذا السلم مستلم
في كل قطر هموا الخورى عزائمهم *** من شدة الخوف ما تنهض لهم همم
لئن هموا تركوكم وسط معركة *** فالمتركون هموا لو أنهم علموا
هابوا اليهود فما تطعن قناتهموا *** ولا السيوف بأيدهم لها خذم
يخشون خوض الوغى لولا تلفظهم *** بالسلم خوفاً لقلنا إنهم عدم
عافوا التقدم للعلياء واتخذوا *** للذل باباً عليه الكل يزدحم
سموه سلماً وقالوا إنه قدر *** والله يعلم أن القدر متهم
ساروا سراعاً بما أوحت إرادتهم *** أن الجزاء لمن زلت به القدم
لو ينطق السلم عنهم قال في ثقة *** أن السلام لهم منجا ومعتصم
لليهود سلام يستكان له *** أو موثقاً لهموا يوماً به التزموا
ما لليهود سلام لا وإن جنحوا *** إلا كنقطة حبر خطها قلم
تجف بعد ثوان لا يجددها *** إلا صقيل بهه الأعناق تُختذم
وهكذا دأبهم من يوم شأنهم *** إذ لا يدوم لهم عهد ولا ذمم
إلا على مركب الإذلال يحملهم *** عليه شاكي سلاح الحرب مقتحم
ما هذه الحال إلا حال من خمدت *** نار الحمية فيه ما لها ضرم
يلهون بالسلم أعراضاً وإخوتهم *** في القدس صرعى فلا قربى ولا رحم
أين الحمية إذ أنتم وهم عربا *** فنارها في قلوب العرب تضطرم
أيُقتلون وأنتم تنظرون لهم *** فلا انتخاء سوى أن تنظروا لهموا
كأنما أنتموا في دار مخيلة *** أو مسرح فيهما الأحداث تنتظم
أين الحمية شعب الرافدين غدا *** تحت الحصار وتحت القصف ينحطم
فما يراها له إلا كما وصفت *** بكماء عاجزة في أذنها صمم
أعوذ بالله من سلم به نطقت *** آياته أنه استسلام لا سلم
يا رحمة الله حلّي قبر من زحفت *** جيوشه نحو جيش الكفر تصطدم
يا رب هيّئ لنا من مثله بطلاً *** يخلص المسجد الأقصى وينتقم